أبوغا ـ سمير عصام
حرر 160 من الرهائن، من ضمنهم الإناث المختطفات من قبل جماعة "بوكوحرام" في شمال شرقي نيجيريا، ليصل إجمالي العدد الذي تم تحريره خلال هذا الأسبوع حوالي 500 شخصًا.
ونفى الجيش أن يكون أي من الرهائن المفرج عنهن من الفتيات الـ219 اللواتي انتزعن من يشيبوك (Chibok) العام الماضي، لكن المتحدث باسم وزارة "الدفاع" النيجيرية أوضح أنَّه من السابق لأوانه الحكم على ذلك.
ولم يتم فحص هويات العديد من الرهائن المفرج عنهن. يأتي هذا بعد يومين فقط من إطلاق سراح حوالي 200 فتاة و93 امرأة من أيدي الجماعة المتشددة، التي تتخذ من غابات سامبيسا (Sambisa) مقرًا لها.
وكشفت منظمة "العفة الدولية" عن أنَّ الجماعة المسلحة المتشددة خطفت حوالي 2000 من النساء والفتيات منذ بداية العام الماضي.
وأوضح مدير قسم أفريقيا في منظمة "العفو الدولية" نتسانت بيلاستي، أنَّ عمليات الإنقاذ كانت "سببا للاحتفال" لكنه حذر من أنَّ هذا ليس سوى غيض من فيض. فهناك الآلاف من النساء والفتيات، والرجال والفتيان، الذين تم اختطافهم من قبل جماعة "بوكوحرام".
ووصفت الرهائن من النساء تعرضهن للسخرة والاسترقاق الجنسي والإيذاء النفسي فضلًا عن القتال إلى جانب المتمردين، لذا فقد تحول البعض أثناء الأسر ليقتلوا رجال الإنقاذ.
وأضاف بيلاي أنَّ الصدمة التي تعرضت لها النساء والفتيات المخطوفات مروعة حقًا، فقد تعرضن للاغتصاب مرارًا وتكرارًا، وبعن في سوق النخاسة الجنسية أو حتى اضطررن للقتال من أجل "بوكوحرام.
وجرى فحص جميع الرهائن السابقين وتحديد هويتهم ومن أين ومتى تم اختطافهن. وأوضح المتحدث باسم "الدفاع" أنَّ العملية شاركت فيها قوات من الفرقة (7)، التي أوكلت إليها مهمة مكافحة "بوكوحرام".
وأضاف: ما زلنا نحاول حساب العدد الفعلي للأشخاص الذين تم إنقاذهم. ولكن مبدئيا هناك حوالي 60 امرأة من مختلف الأعمار ونحو 100 طفل.
وأعلن أنَّه قتلت امرأة واحدة أثناء القتال وأصيب ثمانية رهائن آخرين، فيما لقي جندي مصيره وأصيب أربعة آخرون، مشيرًا إلى أنَّه تم تطهير معسكرات تدريب متطرفة عدة خلال العملية في حين تم ضبط المعدات والمركبات.
وأشار مصدر عسكري إلى أنَّ عناصر "بوكوحرتم" استخدموا دروعًا بشرية، وفي بعض الحالات كانت النساء تابعات للجنود.
وأوضح مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي جوردون براون، أنَّه سيجري محادثات مع الرئيس المنتخب محمد بوهاري نيجيريا، الخميس.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني السابق أنَّه "حان الوقت لإنهاء الكابوس"، مشيرًا إلى أنَّ عمليات الخطف مع التجنيد القسري الذي ميز هذا التمرد استمرت لمدة ست سنوات.
وقاد براون مبادرة لتحسين الأمن في المدارس في نيجيريا، التي كانت هدفا للمسلحين، الذين يعارضون التعليم على النمط الغربي. وأضاف أنَّه عقد محادثات مع بوهاري، الذي فاز في انتخابات الشهر الماضي، وركز فيها على الدعم العسكري الدولي لتحرير فتيات "تشيبوك" فضلا عن تحسين فرص الحصول على تأمين لمدارس للبنات.
وتعهد الحاكم العسكري السابق بوهاري، بسحق "بوكوحرام"، التي تسعى لإقامة دولة إسلامية متشددة في شمال شرقي نيجيريا، ما ترك 15 ألف قتيلًا على الأقل وأكثر من 1.5 مليون شخص بلا مأوى منذ العام 2009.
أرسل تعليقك