لندن ـ كاتيا حداد
تمكن فريق مكون من ثلاث طالبات في جامعة "سيتي" في لندن، من التوصل إلى طريقة موفرة لطاقة الطائرات، الأمر الذي قد يحدث ثورة تغيير في عالم السفر الجوي.
وتحضر الفتيات الثلاث، هولندية وإسبانية وإيطالية، رسالة الدكتوراه في الديناميكا الهوائية، التي تعتبر وظيفة بدوام كامل، وقررن بدلاً من قضاء وقت الفراغ القصير في الدراسة، الاستعانة بمعرفتهن في سبيل التوصل إلى فكرة ثورية لتحسين الطائرات.
وترغب كلا من إيفلين فان بوخورست، وإيزابيل فورمارولا، وجوديت جويميرا، أن يحدوا من انبعاثات الكربون من الطائرات أثناء سيرها على مدرج الإقلاع، بحيث تصبح أكثر ملاءمة للبيئة، وتستهلك الطائرات من 5 إلى 10% من الوقود أثناء السير على المدرج، ما تم ترجمته العام الماضي إلى 12 مليون طن من انبعاثات الكربون.
وابتكرت الفتيات وسيلة للحد من تلك الانبعاثات بنسبة 70 %، حيث يتم شحن الطائرات على الهواء أثناء سيرها بنظام "Wego system"، وهذا يعني أنها لن تحتاج إلى تشغيل محركاتها.
وأكدت بوخارست البالغة من العمر 26 عامًا، "لقد شاهدنا شريط فيديو لقيادة مصر" href="../../../entertainment/video/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1.html" target="_blank">السيارات، وشحنها أثناء تحركها، ولذلك رأينا إذا يمكننا تطبيق الشيء نفسه على الطائرات".
وأشارت بوسكيتس البالغة من العمر 28 عامًا "ستوفر مصادر الطاقة المتجددة في المطار إمدادات الطاقة اللازمة لتزويد نظام الويغو المرفق بالطائرة، من خلال أجهزة الإرسال تحت الأرض"، وأضافت "وسيعتمد نقل الطاقة على مبادئ الحث المغناطيسي".
وتشبه تقنية العمل ببساطة طريقة تشغيل فرشاة الأسنان الكهربائية التي يتم شحنها، ما يعني أن الطائرات ستتمكن من توفير قدرا كبيرا من المال والوقود، فضلاً عن حماية البيئة.
وتابعت بوسكيتس، "إذا قمنا بإجراء جولات أو عمليات برية على الأرض، دون استخدام المحركات، فسيتم الحد من الانبعاثات، ما يساعد على الحد من ضوضاء المحركات، وتنفس هواء أنقى، وسيساعد هذا الابتكار على تحسين الإمكانيات التشغيلية للطائرة، عن طريق تقليل وقت سير الطائرات على المدرج، والوقت يعني المال بالنسبة للطائرات".
وقررت الفتيات المشاركة بفكرتهم في مسابقة "Fly Your Ideas" أو "حلق بأفكارك"، وهي مسابقة نصف سنوية تجريها شركة "إيرباص"، تطلب فيها من الطلاب المشاركين ابتكار وسيلة صديقة للبيئة لتحسين السفر الجوي.
ويمنح الفريق الفائز جائزة بقيمة 30 ألف يورو، فضلاً عن أنه سيتم دراسة فكرتهم في من قبل خبراء شركة "ايرباص" للتنمية المحتملة.
وتمكن الفريق النسائي من التغلب على أكثر من ثلاثة ألاف طالب من 104 دولة، حتى تمكن من التأهل للمرحلة النهائية التي تضم خمسة فرق، والتي من المقرر إقامتها الأربعاء الموافق 27 أيار/مايو.
وعلى الرغم من أن معظم الفرق مكونة من أربعة أو خمسة أعضاء على الأقل، إلا أن الفريق النسائي يسعى إلى الفوز بثلاثة فقط، وأكدت بوخارست، "سيكون من الرائع حقًا إذا تمكننا من الفوز، ورؤية فكرتنا تنفذ على أرض الواقع".
وأردفت "أردنا أن نكون مجرد فريق صغير، وكان بإمكاننا أن نكون خمسة ولكن أردنا أن نبقى ثلاثة، وبشكل كامل من الفتيات، كان هناك فريقان في البداية مكون بالكامل من فتيات من أصل 100 فريق، وأصبحنا الآن فريقًا واحدًا فقط، كما أننا الفتيات الوحيدات في مجموعة الدكتوراه، ولذلك اعتدن كمهندسات إناث أن نكون الأقلية في أي مجال".
وبيّنت فورمارولا أنه "في الجامعة، كان 10% فقط من طلاب القسم من الفتيات، وتوقعت أن يهيمن الذكور، ولكن الكثير منهم لم يستطيعوا الاستمرار، لعدم وجود التصميم والإرادة الكافيين".
وأصبحت الفتيات الثلاث صديقات متقاربات الآن، وعندما بدأن المشروع لم تكن تعرفن بعضهن البعض بشكل جيد، وأصبحن مقربات للغاية، ويفعلن الكثير من الأشياء سويا، ويلتحقن بدروس "الزومبا" في الصالة الرياضية، و"البوكس فيت" وغيرها من الأشياء.
ويحرصن على التأكيد على أنهن فتيات طبيعيات لديهن اهتمامات مختلفة، بالرغم من قضاء معظم الأوقات في مختبرات تعمل على الأفكار الهندسية.
أرسل تعليقك