رام الله - غازي محمد
تصاعدت أزمة المعلمين في الضفة الفلسطينية السبت إيذانًا ببدء الأسبوع الدراسي الأحد، ففي وقت دعت المساجد عبر مكبرات الصوت في كافة مدن الضفة الفلسطينية المعلمين والطلبة الى الالتزام بالدوام المدرسي، يستمر نشطاء الإضراب ومنظميه بالدعوة إلى إضراب شامل بداعي أن اتفاق الاتحاد الممثل لهم مع الحكومة غير مرض.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية مساء الخميس، أن الاتفاق مع اتحاد المعلمين على حل الأزمة وصرف المخصصات المالية التي تم الاتفاق عليها سابقًا، وبارك اتحاد المعلمين الاتفاق وشكر رئيس الحكومة رامي الحمدلله على مجهوداته، وشمل الاتفاق خمسة بنود على أن يتم البدء بالدوام المدرسي صباح الأحد دون تأخير.
وانتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هاشتاج يحمل اسم "كرامة المعلم" بين المعلمين الرافضين لما وصفوه بالاتفاق "المهين" بين الاتحاد الممثل لهم والحكومة، وطالبوا بالاستمرار في الإضراب إلى أن يتم اسقاط اتحاد المعلمين وتغيير رئيسه أحمد سحويل.
كما دعت حركة فتح، السبت، عبر ناطقها الرسمي أسامة القواسمي، المعلمين والطلبة إلى الدوام بشكل اعتيادي، وقال القواسمي في تصريح لـ"فلسطين اليوم" :"دعوة عددًا من المعلمين للاستمرار في الإضراب وتعطيل العام الدراسي برمته بالرغم من الالتزام الكامل للحكومة بالاتفاق الموقع مع الاتحاد العام المعلمين، غير مفهوم وغير مبرر وغير مقبول، موجهًا سؤالا لدعاة الإضراب ما هو المبرر الحقيقي لتلك الدعوة في حين التزمت الحكومة بكافة بنود الاتفاق؟".
وأضاف: "إذا كان لدى عدد من المعلمين مشكلة مع الاتحاد العام للمعلمين، فلا يجوز الزج بأبنائنا الطلبة في الخلافات النقابية، لاسيما وأن حركة فتح أسست لنظام ديمقراطي يتسع للجميع في كافة المؤسسات، وأن الطريق لحل الاشكاليات داخل الأطر النقابية تكُمن دائمًا من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال محاولات الشطب والإلغاء، الأمر الذي نرفضه تمامًا ولن نقبل به".
أما الحكومة الفلسطينية فاستغربت الدعوات المنادية باستمرار الإضراب وهددت بأنّ الإضراب يعني تأجيل العام الدراسي وتوقيت عقد امتحانات التوجيهي، وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي وزعه عبر البريد الالكتروني ووصل "فلسطين اليوم" نسخة منه: "عبَّر الناطق الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود عن استغراب الحكومة من استمرار بعض الأصوات المطالبة باستمرار إضراب المعلمين خاصة بعد التوصل إلى اتفاق محوري عشية الخميس الماضي، يحقق جميع مطالب المعلمين".
وشدد الناطق باسم حكومة الحمدلله على ضرورة تفهم تبعات مثل هذه الدعوات التي تصدر عن جهات لا علاقة بها بالعملية التعليمية أو بالمعلمين، وأضاف الناطق باسم الحكومة في بيانه: "استمرار الإضراب يعني بالضرورة دفع وزارة التربية والتعليم العالي نحو تأجيل امتحان الثانوية العامة وتمديد العام الدراسي لأجل غير مسمى نتيجة الإصرار على التعطيل، الأمر الذي سيكون له تبعات كارثية على العملية التعليمية، ومستقبل الطلبة وانعكاسات خطيرة على التوجيهي في قطاع غزة، إضافة إلى كارثة كبيرة تخص مدينة القدس المحتلة التي تتعرض مدارسها إلى محاولات تدخل الاحتلال خصوصا محاولات تغيير جدول العطل المدرسية في وقت مبكر بغرض الإطاحة بامتحان التوجيهي".
في السياق ذاته، دعا محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب طلبة المدارس الحكومية في محافظة نابلس من مختلف المستويات إلى الالتحاق بدوامهم الرسمي الأحد بناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع الذي عقد قبل يومين بين الحكومة الفلسطينية والاتحاد العام للمعلمين، منوهًا إلى أن هذا الاتفاق المشار له يفتح الطريق أمام مزيد من الحوارات ما بين الحكومة وممثلي المعلمين وإطارهم النقابي، ممثلا في الاتحاد العام للمعلمين، مشددًا أن إنصاف المعلم وتوفير حياة كريمة له هو مكان اجماع الجميع وهو هدفنا جميعًا، ولا يوجد من يعارضه من حيث المبدأ لا في الحكومة ولا خارجها.
صفحة الاتحاد العام للمعلمين، المناهضة للاتحاد العام للمعلمين الرسمي الذي يتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويرأسه أحمد سحويل، دعت في منشورات متعددة إلى الإضراب يوم الأحد بشكل كامل، وقالت في بيان نشرته: "غدًا إضراب مع توجه المعلمين لأماكن عملهم والاعتصام بعدها أمام مكاتب التربية والتعليم".
أرسل تعليقك