نابلس - آيات فرحات
لم يتجاوز عمر أكبرهم عشرة أعوام، إلا أنَّهم استطاعوا أن يشكلوا أسطورة فلسطينية جديدة، هم تلاميذ مدرسة "يانون" الابتدائية، أصغر مدرسة في فلسطين، ولعلها في الشرق الأوسط أجمع، تتكون من 7 تلاميذ، و5 معلمين ومدير المدرسة وآذن.
أكد رئيس مجلس قروي "يانون" راشد فهمي لـ"فلسطين اليوم" أنَّ معجزة المدرسة جزء من المعجزة الكبيرة فقرية "يانون" جنوب مدينة نابلس، تقع ضمن مناطق "سي" ما يجعل سلطات الاحتلال تمنع البناء فيها، فمنذ العام 1994 حين قسمت أراضي الضفة بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال لم يشيد أي بناء فيها، ما دفع الأهالي إلى الهجرة منها، إضافة إلى هجمات المستوطنين المستمرة على المنازل والمواطنين، فـ"يانون" محاطة بخمس مستوطنات يهودية.
وفي شوارع القرية الفارغة وبيوتها المهجورة يروي فهمي: "خرج ما يقارب 18 عائلة من القرية ولم يبق فيها سوى 37 نسمة، فصعوبة المواصلات أجبرت الموظفين على الخروج، واعتداءات المستوطنين كانت سيفًا على رقاب المزارعين، وحتى من أراد الزواج وفتح بيت جديد، فالبناء هنا ممنوع".
وعن المدرسة يشير فهمي إلى أنَّها "تحتوي على ثلاث غرف صفية وغرف إدارة صغيره ومطبخ، تدرس للصف السادس، ثم ينتقل الطالب بعدها للدارسة في قرية عقربا، وقد أمنت الحكومة اليابانية حافلة لنقل الطلبة من يانون إلى عقربا، وتقوم مديرية التربية والتعليم بتمويله".
وأوضح مدير المدرسة أيمن أبوشهاب أنَّ في المدرسة موظف مقابل كل طالب وهذا يشكل إرهاقًا لوزارة التربية والتعليم، إلا أنَّها أصرت على الاستمرار في التعليم دعمًا لصمود الأهالي.
وأضاف لـ"فلسطين اليوم" أنَّ هذا الإنجاز يُسجل للوزارة فهي بالإضافة إلى دعمها للمدرسة الأساسية تؤمن مواصلات الطلبة إلى خارج القرية، "فالبقاء فيها هو بقاء سياسي وجودي يثبت أحقيتنا بهذه الأرض، وهي شوكة في عيون مستوطني المنطقة".
وأشار أبوشهاب إلى أنَّ يانون مقسومة إلى شمالية وجنوبية، وطلاب الابتدائية في المنطقة الجنوبية لا يأتون إلى المدرسة الواقعة في الشمال رغم أن المواصلات مؤمنه، ويفضلون الذهاب إلى قرية عقربا، مضيفًا "اقترحنا على مديرية التربية في جنوب نابلس على ضم هؤلاء الطلبة لمدرستنا لضمان استمرار وجودها".
وأكد أبوالشهاب أنَّ "التربية أبدت استعدادها في المساعدة، فأنا أتوقع أن تغلق المدرسة بعد خمس سنوات بسبب عدم وجود طلاب".
أرسل تعليقك