لندن ماريا طبراني
أكد الكاتب جافين نيوشام، حرص الوالدين على اصطحاب أطفالهم عند الذهاب إلى المدرسة، قائلًا "في البداية كنا نصطحب أطفالنا إلى المدرسة، لكننا حاليًا أمام طفلتنا الصغرى سيسي، التي ترفض اصطحابنا لها للمدرسة، وتفضل التخلص من أغلال الحماية الأبوية الخانقة، والسير بمفردها إلى المدرسة، وكان القرار كبيرًا في البداية بالنسبة لنا، وسيس تعطينا عناقًا وقبلة رائعة أثناء اصطحابنا لها، لكنها الأن أصبحت تودعنا وفقط، وهو ما يعتبر علامة على أنها لم عدت تحتاج إلى وجودنا في المدرسة، وباعتباري شخصًا منطويًا، وأجد بعض الإزعاج في اصطحاب الأطفال إلى المدرسة، اعتقدت أن قرار سيسي جاء في الوقت المناسب، إلا أن زوجتي آن تأمل أن تغير سيسي رأيها، إنها تعلم أنها ستكون بخير، ولكن حقيقة أنها الابنة الصغرى تجعلها تشعر بالقلق، وطرحت آن فكرة الاختباء خلف السيارات، لمراقبة سيسي والتأكد من أنها بخير".
وأضاف نيوشام "يشير بحث أجرته مؤسسة يوجوف إلى أن معظم البريطانيين، يرون أن الطفل في عمر 10 أعوام، يمكنه الذهاب إلى المدرسة دون رفقة شخص بالغ، ومن الناحية القانونية لا يوجد حد أدنى للسن الذي يمكن للأطفال فيه الذهاب بمفردهم، بينما تضع حملة السير إلى المدرسة على عاتق الآباء مسؤولية تقييم مخاطر الطريق إلى المدرسة، والحكم على ما إذا كان طفلهم لديه الثقة الكافية، لإتمام الرحلة بنجاح، وعندما بدأنا مناقشة الأمر مع سيسي ذكرناها بالتوقيت الذي بدأ فيه كل منا فعل ذلك، وقمت بذلك في عمر7 أعوام عبر ضواحي أدنبره الحافلة بالأحداث والعنف بعض الشيء، وبدأت آن الذهاب بمفردها أيضًا في نفس العمر، لكنها كانت ولا زالت صارمة أكثر مني، وعندما انتقلت عائلتي إلى مانشستر الكبرى، كنت أمشي وحدي على طول مسار القطار، لكني أعلم أن مدرسة سيسي لا يوجد بجوارها طرق قطارات".
وتابع نيوشام حديثه، قائلًا "والأن عدد أقل من الأطفال يسيرون إلى المدرسة بمفردهم، وفي عام 2013 وجدت دراسة أجرتها جامعة ويستمنستر أن 25% من أطفال المدارس الابتدائية في إنجلترا يعودون إلى ديارهم بشكل مستقل، مقارنة بـ 86% عام 1971، و 35% عام 1990، ولا تزال اعتبارات السلامة هي الشغل الشاغل لجميع الآباء، إلا أن تجربة ألمانيا التي يذهب فيها 76% من الأطفال بمفردهم إلى المدرسة، تشير إلى أن بريطانيا لا تزال متخلفة في إعطاء الأطفال أحد مظاهر الاستقلال، ومع تراجع أعداد الأطفال الذين يذهبون بمفردهم إلى المدرسة زادت أعداد السيارات التي يستخدمها الآباء في توصيلهم، وأشارت مؤسسة Sustrans الخيرية إلى أن واحدة من كل 5 سيارات في وقت الذروة على الطريق، تقوم بالتوصيل إلى المدرسة على الرغم من أن متوسط الرحلة للمدرسة الابتدائية مجرد 1.5 ميلًا".
وأردف نيوشام " تشير دراسة دانماركية أجريت عام 2012 وفحصت 20 ألف تلميذ، تتراوح أعمارهم بين 5-19 عامًا، لاختبار مدى تركيزهم إلى أن الأطفال الذين يستخدمون القطار أو الحافلة أو يوصلهم آبائهم للمدرسة، أظهروا أداءً ضعيفًا عن الأطفال الذين يسيرون إلى المدرسة على الأقدام أو بواسطة الدراجة، ويستمر لديهم التركيز لفترة تصل إلى 4 ساعات، وحقيقة أن سيسي تذهب حاليًا بمفردها جعلتنا أكثر هدوء، فهي تعرف مزالق الطريق وتعرف بعض من الأشخاص الذين يسيرون فيه، كما أنها نشأت حاليًا بين شقيق وشقيقة، وفي الحقيقة الشيء الذي ربما يؤجل ذهابها بمفردها إلى المدرسة، هو الأحاديث التي لا تنته مع صديقاتها أو الوقوف كل بضعة ياردات لمضايقة القطط، بالطبع نحن لسنا نوع الآباء الذين يتركون أبنائهم يسيرون بمفردهم، ويواجهون مخاطر العالم بمفردهم، بينما نحن نشرب ونرقص طوال الليل، لكنا أيضا لسنا النوع الذي يريد أطفاله على مقربه طوال الوقت، إنه توازن يصعب تحقيقه ولكن يجب تحقيقه حقًا، إنه حقًا الوقت الذي تدعهم فيه يذهبون بمفردهم".
أرسل تعليقك