شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة اللاجئين في دلهي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

بعضهم مسجّل لدى مفوضية الأمم المتحدة والأغلبية يقيمون بصفة غير رسمية

شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة اللاجئين في دلهي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة اللاجئين في دلهي

اللاجئون يصنعون قصص نجاح
نيودلهي _ فلسطين اليوم

صنع اللاجئون قصص نجاح باتت مصدر إلهام للكثيرين، في الوقت الذي احتلت مآسي مسلمي الروهينغا عناوين صحف العالم،  فها هو علي جوهر “22 عامًا”، أصبح أول لاجئ من الروهينغا في الهند يسعى للحصول على درجة البكالوريوس في جامعة دلهي، وكذلك فعلت شقيقته تساميدا “19 عامًا” التي باتت أول لاجئة من بلادها تحقق العلامة الكاملة في امتحانات إكمال المرحلة الثانوية، وبكلمات تنمّ عن قناعة واضحة، قال جوهر “أنا أول مواطن من بلادي يدرس في جامعة بالهند، لو نجحت هنا فسينجح غيري”، وأسّس جوهر ومواطنه موانغ عبد الله خان “29 عامًا” الذي فرّ من ميانمار عام 2013، وحصل على حق اللجوء في الهند “بعثة الروهينغا الثقافية” لمساعدة لاجئي بلادهم المنتشرين في مختلف أنحاء العاصمة دلهي وإدارة شؤونهم التعليمية.

وسرد خان قصة إكمال دراسته الجامعية في الإحصاء في جامعة سيتي في ميانمار بصعوبة بالغة، قائلاً: “تبنت حكومة ميانمار سياسة عنصرية وطبقت سياسات صارمة على مسلمي الروهينغا، وعلى الرّغم من ذلك تمكنت من إكمال دراستي”، مضيفًا أنّه “من ضمن أهداف بعثتنا التعليمية المساعدة في تعليم فتيات جاليتنا هنا، نريد أن تذهب الفتيات إلى المدرسة لكي لا يكون هناك فتاة واحدة أمّية في الجيل المقبل، فالبعثة تحاول من خلال المبادرات التي تقدمها أن تساعد النساء اللاتي لم ينلن قسطا من التعليم”، موضحاً: “من أهم المشكلات التي تواجهنا هي أنّ العائلات لا ترحّب بتعليم بناتها بمجرد أن يكبرن، لكنّني أشعر أنّ تعليم فتياتنا سيكون سبباً في تحرير جالية الروهينغا بأكملها، ولذلك أحاول أن أدمج العلم والدين في الدروس التي ألقيها، نحاول أيضاً أن نوفّر فرصاً للتعليم المهني للنساء لتعلّم الحرف، ومنها حياكة الملابس ليحسّن من وضع أسرهن الاقتصادي”.

وفرت عائلتي تساميدا وجوهر من ميانمار إلى بنغلاديش عام 2002، وبعد الحياة في معسكرات “كوكس بازار” للاجئين لثماني سنوات، رحلت العائلتان إلى دلهي، وعندما وصل جوهر إلى الهند، عمل في مواقع البناء لستة شهور ثم تمكن من إكمال المرحلة الثانوية في دلهي بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين، وينوي أن يصبح محامياً للدفاع عن حقوق أبناء شعبه، وعاشت العائلتان في مخيمات وسط 50 عائلة أخرى في حي تسكنه الأقليات بمدينة “كليندي كونجي”، جنوب شرقي العاصمة دلهي، قالت تساميدا “أريد أن أصبح طبيبة لأنه ليس هناك طبيب يرعى أبناء الروهينغا في بلادي، ولا أنوي الزواج قبل أن أصبح طبيبة”، فيما تدرس ميزان “14 عامًا”، شأن تساميدا وثلاث فتيات أخريات في المعسكر، بمدرسة خيرية تبعد بضع أمتار عن المكان الذي يضم 36 طفلاً من أبناء الروهينغا يحضرون بانتظام، وتدرس الفتيات والسيدات على يد مدرسين هنود، ثلاث مرات أسبوعياً تحت إشراف مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وذلك بسبب ضعف التواصل مع المدينة، على عكس الرجال الذين يتجهون إلى المدينة للعمل والأطفال الذين يتجهون إلى المدارس.

السعادة ظاهرة على وجوه الأطفال، على الأقل لعدة ساعات كل يوم، حيث يلعبون ويندمجون مع أقرانهم، لكن هؤلاء الأطفال ليسوا سوى القلة المحظوظة التي حظيت بتمويل من “مؤسسة الزكاة” في الهند، على عكس الحال بالنسبة للغالبية العظمى التي ترى الدراسة نوعاً من الرفاهية التي لا يتحملون نفقاتها، فالمدرسة توفر لطلابها الملابس وثلاث وجبات يومياً، وتعتبر تجربة الذهاب إلى المدرسة، الأولى لكثير من تلاميذ الروهينغا، وكان رئيس جالية الروهينغا عبد الحق قد صرّح بأن الدراسة جاءت نعمة كبيرة لأن غالبية أطفال الجالية لا يجدون من يرعاهم في المنزل بعد أن يغادر الأبوان للعمل في أعمال متدنية مثل جمع القمامة وأعمال النظافة، ويضيف: “على الأقل بات بمقدورهم الآن الحصول على وجبات غذائية كل يوم ومستقبل يفكرون فيه”.

ويأتي محمد حسين “13 عاماً” إلى زيارة والديه مرة واحدة كل أسبوع، وعلى الرغم من ذلك فهو محظوظ، لأنه حصل على فرصة دراسية من مفوضية الأمم المتحدة بمدرسة خاصة في مدينة فيكاسبوري التي تقع في الطرف الآخر من المدينة، وفي منطقة كوشان كونج مدرسة أخرى لمسلمي الروهينغا تأسست عام 2012، يدرس فيها نحو 70 طالباً من المعسكر، وفي الحقيقة، جاءت الحياة في مدينة دلهي لتصنع فارقاً كبيراً في حياة كثيرين من أبناء عائلات الروهينغا المسلمة؛ فمثلاً محمد إسماعيل “27 عامًا”، وصل إلى الهند منذ عامين ونصف تقريباً، وكان على عائلته التي تتكون من ستة أفراد “أخوين وزوجة وشقيقه، وأختين” تَرْك أبويهما في ميانمار، والآن وجد إسماعيل بيتاً في دلهي.

وأفاد إسماعيل بأنّه  “أخيراً قُبلنا هنا، ونستطيع أداء شعائر ديننا من دون خوف من التعرض للقتل بسببها، فالمهم أنّ الهند قبلتنا، ورغم القذارة والرائحة الكريهة التي نعيش فيها، فإننا لا نريد العودة مطلقاً”، ويفضي ممر ضيق ببلدة “مدنابور خادار” إلى أرض فضاء بها لافتة تقول: “بيت اللاجئين”، الذي يضم نحو 70 عائلة من مسلمي الروهينغا المنفيين، وفي أرض منحتها مؤسسة الزكاة الإسلامية الهندية، بنت المؤسسة بيوتاً مؤقتة من ألواح الخشب والكرتون والشمع، وحصل اللاجئون بالمعسكر على تأشيرات بالإقامة لفترات طويلة ويحملون بطاقات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحمل أسماءهم وصورهم، وفي المنطقة نحو 50 طفلاً يدرسون بمدرسة غانديب فيدا ماندير القريبة.

مر نحو خمس سنوات على وصول غالبية اللاجئين إلى معسكر اللاجئين في الهند، جميعهم مر بالرحلة ذاتها تقريبا، فقد هربوا عن طريق البحر إلى بنغلاديش ثمّ استقلوا قارباً آخر أو قطاراً إلى الهند، وقال أنور شاه، الذي يدفع 500 روبية شهريّاً كرسوم دراسية لحفيدته: “هي ليست قصتي وحدي، بل قصة جميع أبناء الروهينغا، أريد لحفيدتي أن تصبح مدرسة، فهي تدرس بمدرسة تابعة للأمم لمفوضية المتحدة للاجئين، جميع أفراد العائلة يُسهِمون بقدر في مصروفاتها الدراسية الخاصة”، وأفاد تلميذ يبلغ من العمر 19 عامًا، بأن عدد الطلاب الذين يحضرون للدراسة هنا كل مساء يتراوح بين 30 و40 طالبا، مضيفاً: “لقد حرمتنا حكومة بورما من التعليم الأساسي”.

ويعيش أكثر من 40 ألفًا من لاجئي الروهينغا بمختلف مناطق الهند، مثل دلهي وجامو، وكشمير وأوتر براديش، وحيدر آباد، وقليل منهم فقط مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الهند، فيما يقيم آخرون بصفة غير رسمية، وبيّنت منسقة السياسيات في مفوضية الأمم المتحدة في الهند، أبيشتا سينغبوتس، أنّ “نحو 15 ألفاً من لاجئي الروهينغا تسلموا بطاقات من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين”، مضيفة أنّ “البطاقة تعد اعترافاً بوضعهم كلاجئين في الهند، ولذلك فهي تحميهم من الاعتقال والترحيل، كذلك فإنهم يتمتعون بخدمات صحية وتعليمية بفضل الوثائق الممنوحة من المفوضية، وبمقدورهم التقدم بطلب للحصول على إقامة لفترات طويلة استناداً إلى بطاقة المفوضية”، ومن الجدير ذكره، أنّ غالبية نساء الروهينغا في الهند تعملن كجامعات قمامة، فيما يعمل غالبية الرجال كعمال بناء.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة اللاجئين في دلهي شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة اللاجئين في دلهي



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday