عقدت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، الأحد، لقاءً تربويًا مركزيًا، بحضور خبراء تربويين في الوزارة ومديرياتها من مشرفين تربويين ومعلمين وأخصائيين. وجاء اللقاء في إطار الجهود الرامية إلى الارتقاء بعملية التعلم والتعليم بما يحقق الجودة في التعليم عبر الاهتمام بجميع عناصر العملية التربوية التي تتمحور حول الطلبة بما ينسجم ومهارات القرن الحادي والعشرين، إذ يكون الطالب قادرًا على التعبير عن ذاته ولديه الكفاءات اللازمة في عملية الاتصال والتواصل في محيطة الاجتماعي.
وبالمقابل، الاهتمام برفع قدرات المعلمين في مجالات العمل المختلفة بما في ذلك الكفاءات التعليمية التي تسهم في تحقيق الأهداف والغايات المأمولة لجميع الطلبة في جميع المدارس.
بدوره، أشاد مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في الوزارة ثروت زيد، بدور المشاركين ودورهم وجهودهم الحثيثة في تحسين نوعية التعليم في عصر التقنية والعلم والمعرفة، والعمل على مواجهة التحديات وتقديم البدائل والمعالجات بإطلاق العمل وتهيئة جميع ذوي العلاقة في العملية التعليمية التعلمية لتفعيل سياسات الوزارة وخططها الرامية إلى الجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية في التعليم.
وأكد أهمية التّعلم بالمشروع للوصول إلى مدرسة جاذبة قادرة على النهوض بطلبتها وبكادرها وهيئاتها القيادية والتدريسية ورفع كفاءاتهم في مجالات عدة، بما ينسجم والتوجهات العالمية الفاعلة؛ لإيجاد طلبة قادرين على مواجهة تحديات العصر، انطلاقًا من مبادئ الإشراف التربوي الرئيسة التي تركّز على الثقة والتمكين والتأمل.
وأشار زيد، إلى مراحل العمل في تعلّم الطلبة بالمشاريع إذ تبدأ المرحلة الأولى بتحديد المفاهيم والمهارات الواردة في الوحدة الدراسية أو الفصل الدراسي في المبحث المعمول به، ثم مرحلة تحديد المواقف الحياتية حيث يُجري المعلم عصفًا ذهنيًا مع طلبته ذي علاقة بقضايا حياتية في البيئة المدرسية أو المحيط ذي العلاقة بالمحتوى التعليمي.
وتأتي بعدها مرحلة توزيع الطلبة إلى مجموعات عمل من 4-6 طالب تُحدد كل مجموعة موقفًا حياتيًا من المفاهيم الواردة في المحتوى التعليمي وتناقشه في جزء من الحصة الصفية؛ لتحديد عنوان المشروع، ثم الانتقال إلى مرحلة إعداد ملخص وصفي للموقف الحياتي من قبلهم يرتبط بالمفاهيم النظرية في المحتوى التعليمي مستثمرين مصادر البيئة ومواردها.
وينتقل الطلبة إلى المرحلة الثانية إذ يقومون بتحليل البيانات وتفسيرها من خلال مجموعات العمل إذ تؤخذ قياسات أو أمور عينية في ساحة المدرسة أو أحد مرافقها أو البيئة المحيطة المرتبطة بالموقف الحياتي وفق المفاهيم والنظريات الواردة في المحتوى التعليمي ثم تبدأ عملية المعالجة بتقديم وصف يعالج موقفًا حياتيًا عنوان المشروع.
وتتمثل المرحلة الثالثة بإعداد الطلبة لتوصيات بناء على ما توصلوا إليه من نتائج استنادًا إلى المرحلتين السابقتين وفق جدول زمني تعرض المجموعات إنجازاتهم وتناقش حسب عدد حصص المبحث.
أما بخصوص التقويم فتم التأكيد أن يكون مرحليا يُحدد فيه المعلم معايير شفوية أو كتابية لكل مرحلة ويُطلع الطلبة عليها إذ تُقيم كل مرحلة بعد مرور فترة زمنية تقدر من أسبوع إلى اثنين، بتحديد جدول زمني لمجموعات الطلبة الذين يعرضون إنجازاتهم فرديًا وجماعيًا ومن خلال مناقشات داخل الحصص الصفية حسب عدد حصص المبحث. كما يتم تقييم المرحلة الثالثة بناء على المرحلتين السابقتين، ويمكن تفعيل هذه المشاريع بعرض إنجازات الطلبة عبر الإذاعة المدرسية على مستوى كل صف وفق برنامج مخطط.
أما المرحلة الأساسية الأولى من 1-4، فقد تم العمل وفق برنامج الصف النشط مع بداية العام الدراسي الجاري بالتركيز على دور المعلم كمُيَسِّر وداعم للطلبة في تنفيذ الأنشطة بطرق واستراتيجيات مؤثّرة تواكب المستجدات التربوية العالمية والإقليمية التي تراعي خصائص الطلبة مع مراعاة بناء أنشطة تعليمية منسجمة وفعالة تلبي حاجاتهم، آخذين في الاعتبار الارتباط الوثيق بالبيئات التي تركّز على المتعلم وتوظيف المعرفة وأنماط التعلم والتقويم، وأهمية تصنيف الطلبة وفق مستوياتهم لتحقيق أهداف التعليم والتعلم وربطهما في سياقات حياتية.
وأوضح زيد أنَّ تطبيق برنامج الصف النشط يتطلب الأخذ بالاعتبار جميع التفاعلات في العلاقات بين الأطراف (معلم، مدير مدرسة، مشرف تربوي) والتي تُعدّ بمجملها عوامل مؤثرة في التعلّم، مع تأكيد أهمية توفر مقومات داعمة لتعلم الطلبة من موارد مادية وبشرية في ضوء أنظمة وتعليمات ميسرة للعمل تتيح للطالب فرص الانتقال بحرية داخل الصف للحصول على الخبرة اللازمة لتعلّمه بطرائق مناسبة، ما يتطلب العمل على خلخلة قناعات المعلمين بأهمية تحسين الأداء في ظل توافر إمكانات تتيح فرص التطور والنماء.
وتوزّع المشاركون إلى مجموعات عمل تخصصية؛ بغرض إعداد خطة عمل للمشروع لكل مجموعة لتناقش ومن ثم تُسلم إلى الإدارة للاطلاع عليها ودراستها تمهيداً لتعميمها على ذوي العلاقة في المديريات للإفادة منها في مخرجات الطلبة الممثلة بالتقارير أو الوسائل أو التجارب.
أرسل تعليقك