لندن - كاتيا حداد
يحتفظ مهرجان التلفزيون الدولي للجارديان وهو حدث سنوي بمكانة رائدة في بريطانيا، إذ يضم المهرجان 1700 من الوفود وهو حدث يختلف عن المؤتمرات الصناعية على الرغم من محاولات التقاط المنتجين المستقلين على نحو متزايد.
وألقى أرماندو لانوتشي، المحاضرة رقم 40 ماك تاجرت، في إدينبيرج، مساء يوم الأربعاء وبذلك ينضم إلى قائمة طويلة من نجوم البث في بريطانيا، واستعان في هذه المحاضرة بكل من دينيس بوتر وجون بيرت وجيرمي باكسمان، وما لا يقل عن 3 أفراد من عائلة ميردوخ لتكوين وجهات نظرهم عن مستقبل التليفزيون في محاولة للبحث عن العناوين والتأثير. وضم عقد أول "ماك تاجرت" في الكلية الملكية للجراحين تليها كنائس التقشف وقاعة ماك إيوان التي تشبه الكاتدرائية ثم إلى مساحة ضخمة تحت الأرض في الموقع الحالي في مركز أدنبرة الدولي للمؤتمرات (EICC)، وعلى الرغم من أن الكتّاب يكونون وراء المنبر إلا أن إجراءات يوم الأربعاء توضح تباينًا ملحوظًا مقارنة بافتتاحية محاضرة جيمس ماك تاجرت في 25 أب/أغسطس عام 1976، حيث أدى الكاتب المسرحي الراديكالي جون ماكجرث حديثه احتفالًا بعمل المنتج التليفزيوني الاسكتلندي والمخرج جيمس ماك تاجرت.
وطرحت ماكجرث سؤالًا عن سبب وجود نقاش نقدي مكثف عن الفيلم دون وجود نقاش عمّا يمكن أن يفعله التليفزيون كوسيلة، وبالتحديد "دراما التليفزيون" حيث وصفت بأنها عاجزة، وهو ما أثار احتجاجات على الفور، وفي العام التالي تم تحديد لجنة استشارية يرئسها المذيع الراديكالي اللورد ماكدونالد مع رؤساء التليفزيون الاسكتلندي وبي بي سي اسكتلاندا، ونظمت اللجنة أول مهرجان للتليفزيون في أدنبرة، وحدد ماكدونالد الأسباب موضحًا أننا نحتاج إلى هذا المهرجان، وقال "بريطانيا لديها أفضل تليفزيون في العالم ولكن ليس لديها مهرجانًا للتليفزيون، ولا يوجد مكان له أفضل من أدنبرة".
وفي عصر الاحتكار الثنائي بين BBC/ITV أجرى أول برنامج حواري استمر لمدة 5 أيام من الأثنين 29 أب/ أغسطس حتى الجمعة 2 أيلول/ سبتمبر، وترأس ميلفن براج جلسة عن الدراما التليفزيونية، شملت ورقة من دينيس بوتر وديفيد هار وجيمس سيلين جونز وماكجرث.
وقال براج "أتذكر جيدًا أجواء المهرجان الأول كانت مثيرة وجدلية، واعتقدنا في نهاية المطاف أنه يمكننا دفع السفينة، كنا نصّر على أن يكون المهرجان مكان يرتاده المنتجون وصنّاع البرامج للحديث العام، وكان الفريق ممثلًا جيدًا لما أردنا أن نفعله، اعتقدنا أن المنتجين يجب أن يكون لهم صوت بشأن محتوى وتوجه تلك البرامج، كنا كذلك ننظر إلى الوراء.. إلى المثاليين، لم يكن لدي أي شك في أن التليفزيون يمكن أن يغيّر المجتمع للأفضل، وأن يأتي بالناس من دوائر ثقافية مختلفة".
وفي عام 1991 ألقى ديفيد إليستين، محاضرة ماكتاجرت عن تراث مارجريت تاتشر الموجه نحو السوق، حيث كان النقاش ساخنًا في فترة السبعينات والثمانينات على الرغم من التجول في أماكن غريبة، واستمرت النقاشات حتى الليل في بار فندق جورج والذى كان من النقاظ المركزية للالتقاء في المهرجان في وقت مبكر.
وأطلق جيرمي لساكس، رؤيته للقناة الرابعة في عام 1979 في محاضرة "ماكتاجرت" معلنًا أنها تلبي احتياجات الأقليات وأن الجميع سيشاهدها لبعض الوقت، وفي فترة الثمانينات استعان القطاع المستقل ببعض التنفيذيين القدماء لضمان الوصول إلى بي بي سي وأي تي في، وكان نجاحها سببًا في تعزيز المهرجان، وشهد المهرجان في عام 1982 حديثًا لـتيد ترنر مؤسس سي إن إن، وكذلك كان مردوخ مختلفًا في عام 1989، ففي العام الذي أطلق فيه تليفزيون سكاي مزق أخلاقيات الخدمة العامة وندد بالنخبة الضيقة للتليفزيون، واتبع نجله جيمس مردوخ نفس الخط في عام 2009 معتقدًا أن الضامن الوحيد الموثوق فيه هو الربح، وهو ما أعقبه تصالح بين إليزابيث ومردوخ بعد 3 سنوات في عام 2010، حيث قالت " الربح دون هدف هو وصفة تؤدى إلى كارثة".
وفي عام 1992 استغل ميشيل جراد الرئيس التنفيذي للقناة الرابعة حديثه في ماكتاجرت للكلام عن المستقبل وأهمية المؤسسة، وقال " إنها البي بي سي التي تجعلنا صادقين"، بينما هاجم جريج دكي في عام 1994 التبعية لقرارات الحكومة، وفي حديثه الثانى في عام 2000 عندما تم تعيينه مديرًا عامًا تحدث عن الخطوط العريضة لرؤية البي بي سي في العصر الرقمي والتي شملت نقل بي بي سي 1نيوز إلى الساعة العاشرة مساء، وفي عام 1996 تحدث جون بيرت كمدير عام عن زيادة رسوم التراخيص لمراجهة اشتراكات التليفزيون.
ومن بين نقاط ضعف ماكتاجرت تجاهل اختيار النساء مما يشير إلى تجاهل انجازات الأقليات، فلم يتواجد في المحاضرات سوى 4 نساء فقط، ومنهم إليزابيث مردوخ وكريستينا أوكريت رئيسة شبكة TF1 في 1988 وفيرتي لامبرت 1990، وكانت الأخيرة قبل مردوخ هي جانيت ستريت بورتر، والتي هاجمت في حديثها في مهرجان MacTaggart 1995 الرجال والطبقة الوسطى والطبقة فى منتصف العمر، وكادر تشغيل التليفزيون، وغضبت حينها كثيرًا، وكذلك فعل دينيس بوتر والذي وصف مارمادوك رئيس الحكام بأوصاف غير لائقة بسب قيادتهم للبي بي سي.
وتسوق جيتيف نفسها باعتبارها "في المتناول" حيث يجب على المنتجين الحضور لمقابلة المفوضين البريطانيين، ولكن يتم تسليط الضوء عند الخروج من قاعة المهرجان على جدول الأعمال العام في نطاق واسع.
أرسل تعليقك