انتهت ورشة المنامة الاقتصادية التي عُقدت على مدار يومين برعاية البيت الأبيض، وسارعت الصحف العالمية الكبرى في نشر عشرات المقالات والتحليلات المتهكمة بالورشة، والتي وصفتها بعض الصحف بأنها "مثيرة للسخرية".
كتبت "واشنطن بوست" بقلم المتخصص في العلاقات الخارجية بالصحيفة إيشان ثارور: "انسوا السلام.. فإسرائيل وترامب يطمحان لاستسلام فلسطيني".
وقال ثارور إن ما نوقش في الورشة يُظهر كل الخطأ في نهج الولايات المتحدة بطريقة تعاملها مع السلام في الشرق الأوسط، عدا عن غياب أي اتفاق سياسي وتجاهل عبارة دولة فلسطينية أو إنهاء احتلال إسرائيلي، كما كتبت مجلة "الإيكونومست" في عنوانها: "بداية خائبة لصفقة مُطلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
أقرأ أيضًا :
رجال أعمال إماراتيين يرفضون حضور "ورشة البحرين"
وقالت إن نتيجة المؤتمر متوقعة؛ طالما أن عرّابها مجرد مطوّر عقاري (جاريد كوشنر) عديم الخبرة في الدبلوماسية أو في قضايا الشرق الأوسط، فلا خطة سياسية لحل النزاع وقضاياه الأساسية من لاجئين وحدود وفكرة الدولة ووضع القدس.
ووصفت "نيويورك تايمز" الورشة بأنها تحمل التناقضات؛ ما بين الخطوات العقابية التي اتخذها الرئيس الأميركي ترامب تجاه الفلسطينيين، ورغبته في ذات الوقت بحل النزاع، وأشارت إلى أن ورشة المنامة التي دعا إليها البيت الأبيض من أجل تحسين حياة الفلسطينيين، لم تقدم الكثير من المغريات، وبخاصة أنها اعتبرت الخطوة الأولى في خطة السلام الأميركية التي تعهدت بها إدارة دونالد ترامب.
ورأت الصحيفة أنه إذا كان المؤتمر الذي استمر ليومين هو محاولة من إدارة ترامب من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن مخرجات هذا المؤتمر على إمكانية ذلك كانت قليلة، مشيرة إلى أنه يمكن اعتبار أن المؤتمر فشل، كما نشرت "الغارديان" البريطانية افتتاحية بعنوان "أميركا تروج للوهم في الشرق وليس لصفقة".
وتتناول الصحيفة خلال هذه الافتتاحية الآراء المختلفة التي خلفها الكشف عن المرحلة الأولى من الخطة الأميركية الجديدة "للسلام في الشرق الأوسط".
وتقول إن "بعض السياسيين يسعون لتسليط الضوء على بعض الموضوعات بينما يقوم البعض الآخر كما حدث في التمثيلية التي جرت هذا الأسبوع في العاصمة البحرينية المنامة بمحاولة إخفاء الموضوع تمامًا".
وتضيف الصحيفة أنه بعد كل هذه الدعاية التي تلقتها الخطة التي سموها "صفقة القرن" جاء الإعلان عن المرحلة الأولى لها والتي تضم الجانب الاقتصادي "هزيلا وبائسا وغريبا في نفس الوقت".
جارتها اللندنية "التايمز" نشرت تقريرا واسعا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر بعنوان "كوشنر يعلن وفاة حل الدولتين"، مشيرًا إلى أن كوشنر حوّل افتتاح قمة المنامة إلى ورشة عمل لاستعراض وعود الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين، والتأكيد على أن الولايات المتحدة تسحب تأييدها الطويل عبر الإدارات السابقة لحل الدولتين الذي كان مطروحا كخيار لا حياد عنه لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، أما "الديلي تليغراف" فنشرت تقريرا لمراسلها في القدس المحتلة راف سانشيز حول الملف ذاته، لكنها ركزت على ما قالت إنه خلاف بين كوشنر والرياض بعنوان "خلافات واضحة بين جاريد كوشنر والسعوديين مع افتتاح قمة المنامة".
وكتبت صحيفة "لوموند" الباريسية إنه إذا سعت إدارة ترامب إلى التقارب العربي الإسرائيلي عبر مؤتمر البحرين؛ فإن ما حققته هو عكس ذلك تمامًا. كما عنونت: "اتفاق القرن لرفض فكرة حقوق الفلسطينيين"، أما صحيفة "ليبيراسيون" فعنونت "فلسطين: دولارات مقابل خطة سلام"، معتبرة أن الأميركيين كشفوا في مؤتمر المنامة الستار عن بعض جوانب "صفقة القرن"، مشيرة إلى مقاطعة الفلسطينيين للمؤتمر، في ظل غياب أي حل سياسي في الأفق.
قد يهمك أيضًا :
إشادة عربية برفض فلسطين لمؤتمر البحرين والصحافة تصفه بـ"الخطيئة الأصلية"
وقفة احتجاجية أمام سفارة واشنطن في كوبنهاغن رفضًا لـ"ورشة البحرين"
أرسل تعليقك