شخصية الرسوم المتحركة "مينيونز" والتي يغطيها اللون الأصفر وتسعى لخدمة أكثر الأشرار في العالم، ربما سوف تكون التميمة التي ستحصل عليها شركة "كومسكات، والتي تعد إحدى أكبر شركات الإعلام في العالم، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التنفيذي لشركة "كومسكات" براين روبرتس كان يتمنى يومًا ما أن يقوم ببناء صناعة ضخمة يستطيع من خلالها إدماج شركة قنوات تلفزيونية ، والتي بدأ والده العمل بها في عام 1963، مع عالم التلفزيون الحديث، والذي يشمل قنوات الأخبار والأفلام، بالإضافة إلى الأعمال الترفيهية الأخرى.
وكان القيام بذلك من شأنه أن تقوم الشركة الجديدة بعمليات التوزيع وتطوير المحتوى، في عصر أصبح فيه الأشخاص قادرين على رؤية ما يريدون وفي الوقت وبالكيفية التي يريدونها. ومن غير الواضح ما إذا كانت عملية الشراء بين شركتي "كومكاست" و"أن بي سي يونيفرسال" قد ألهمت شركة " AT&T" لاستهداف شركة "تايم وورنر" بصفقة تبلغ 85.4 مليار دولار. على أن تكامل شركتي "كومكاست" مع "إن بي سي يونيفرسال" على مدى الأعوام السبعة الماضية ينبغي أن يمنح راندال ستيفينسون قائد شركة " AT&T" مؤشراً حول ما يمكن أن يكون بانتظاره إذا تمت الموافقة على صفقته.
توقيت شركة "كومكاست" كان في محله تمامًا. فقد قامت بخطوتها للاستحواذ على شركة "إن بي سي يونيفيرسال" في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2009، في نقطة منخفضة في الدورة الاقتصادية، عندما كانت شبكة البث "أن بي سي" وغيرها من الشركات تُحقق أداءً ضعيفاً. سهم شركة "تايم وورنر" في ذلك الوقت كان عند نحو 28 دولارًا، أقل بكثير من مبلغ الـ 107.50 دولارًا الذي وافقت شركة AT&T على دفعه.
عَرض بمليارات الدولارات من شركة AT&T العملاقة، للاستحواذ على شركة تايم وورنر، في صفقة يُمكن أن تُعيد تشكيل قطاع الإعلام، سيواجه أشهرًا من التدقيق التنظيمي، وبريان روبرتس قائد شركة تايم وورنر ربما يعرف كيف يشعر راندال ستيفينسون، نظيره في AT&T، هذا الأسبوع.
كريغ موفيت، المحلل في وكالة "موفيت ناثانسون"، يقدر أنه تم إبرام صفقة شركة "أن بي سي يونيفرسال" بأقل من تسعة أضعاف الأرباح. في المقابل، عملية الاستحواذ المقترحة من شركة AT&T التي كانت بمقدار 12 ضعفا. يقول "الدرس هو أن التوقيت هو كل شيء".
وأضاف :"إذا كانت استراتيجية التنويع تتطلب منك الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، فإن شركة AT&T قد اشترت بسعر مرتفع. وشركة كومكاست اشترت بسعر منخفض".
كان هناك قليل من التعاضد الواضح بين شركتي كومكاست وإن بي سي يونيفرسال في ذلك الوقت، وموفيت يقول إن هذا يبقى صحيحا في الوقت الحاضر. شركة كومكاست لا يُسمح لها بتوزيع محتوى شركة إن بي سي يونيفيرسال بشكل حصري لبيع اشتراكات الكابل أو النطاق العريض، لأن قواعد مكافحة الاحتكار تتطلب منها جعل البرامج متاحة لموزعين آخرين بموجب ترخيص.
مع ذلك، فإن شركة كومكاست تعلّمت أن امتلاك شركة إعلام يُمكن أن تكون له فوائد أخرى. استثمارها أنعش شبكة البث إن بي سي، التي في عام 2009 كانت في المركز الرابع بعد شبكات سي بي إس، وآيه بي سي، وفوكس.
استوديو يونيفيرسال لإنتاج الأفلام كان يعاني المتاعب، لكن أيضاً تم تحويله نحو الأفضل: عام 2015 كان أفضل أعوامه حتى الآن، مع نجاحات عروض مثل "جوراسيك وورلد" و"فاست أند فيوريوس 7" حققت 1.5 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي.
التحوّل الأكبر كان في مدينة الملاهي التابعة لشركة يونيفرسال في أورلاندو ولوس أنجلوس، التي في عام 2009 كانت تُعاني بعد أعوام ضعف الاستثمار. في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد الأميركي بالانتعاش، انتعشت مدينة الملاهي مرة أخرى، بدعم من افتتاح "هاري بوتر" الجذّاب في أورلاندو قبل ستة أعوام.
وتم دمج أقسام "إن بي سي" الخاصة بكفاءة أكبر في ظل مُلكية كومكاست. وتمت إضافة عروض جذّابة جديدة قائمة على المُلكية الفكرية لشركة يونيفرسال، مثل "مينيونز"، إلى مدن الملاهي. وتم ترويج الأفلام بشكل أفضل عبر شبكة البث وقنوات الكابل.
تقول إيمي يونغ، المحللة في "ماكواري" للأوراق المالية، إن امتلاك محطة إن بي سي ساعد شركة كومكاست على "الابتكار أسرع بكثير من بعض من أقرانها". وتُضيف أن شبكة إن بي سي تجمع البيانات الخاصة بها، التي كانت كومكاست قادرة على استخدامها لمصلحتها.
حقوق شبكة إن بي سي في الألعاب الأولمبية عززت خدمات الكابل والنطاق العريض في شركة كومكاست. حيث كان الزبائن قادرين على الاختيار من ستة آلاف ساعة من البث التلفزيوني المباشر وتغطية البث على الإنترنت، القابلة للبحث من خلال التحكم بالصوت عن بُعد.
محتوى شركة إن بي سي ساعد شركة كومكاست على إطلاق خدمات إضافية، دون الحاجة إلى انتظار مجموعة شاملة من التراخيص من المزوّدين الآخرين. عندما بدأت بيع الأفلام للامتلاك، من خلال منصة الكابل X1 الخاصة بها، استخدمت في البداية أفلام شركة يونيفرسال وأصبحت، مع إضافة استوديوهات أخرى بسرعة، واحدة من أكبر شركات التجزئة للأفلام في الولايات المتحدة. جيف بيوكس، الرئيس التنفيذي لشركة تايم وورنر، أخبر صحيفة "فاينانشيال تايمز" هذا الأسبوع أن شركة AT&T ستكون قادرة على إيجاد خدمات باستخدام محتوى شركة تايم وورنر باعتبارها "متجرًا كبيرًا للتأجير".
مع ذلك، لا ينبغي لشركة AT&T أن تتوقع توليد حالات تعاضد كبير بين توزيعها على الهاتف الخلوي أو النطاق العريض وبين محتوى شركة تايم وورنر، وذلك وفقاً لموفيت. ويقول "استراتيجية شركة كومكاست من البداية لم تكُن: دعونا نُحقق أقصى قدر من التعاون. لقد كانت: دعونا نشتري أصولا جذّابة ونُديرها بشكل أفضل".
وفي ما يتعلّق بالمحتوى ومدن الملاهي، يُضيف موفيت أن التعاون كان "حقيقياً". "التعاون بين المحتوى والتوزيع الفعلي، خارج بعض الترويج المتبادل المتواضع الذي يُمكن الحصول عليه بسهولة ... ليس كذلك".
ويقول إن صفقة شركتي AT&T وتايم وورنر ينبغي أن يُنظر إليها على أنها لعبة تنويع: عملية استحواذ على ما يصفه بأنه "أصول رائعة بشكل لا جدال فيه". التنويع يعتمد على ما إذا كان قد تم دفع سعر مغر "ولن نعرف لأعوام ما إذا كانت صفقة جيدة أم سيئة".
أرسل تعليقك