واشنطن يوسف مكي
يقضي الصحافي الأميركي المستقل أوستن تايس عيد الميلاد الخامس في الأسر السوري بعد احتجازه في سورية منذ أغسطس/ آب 2012 على يد مجموعة من الخاطفين المجهولين في مكان غير معلوم في البلاد التي مزقتها الحرب، ولم يُنشر سوى القليل عن محنة هذا الصحافي الذي كان يعمل لدى الناشر الأميركي "ماكلاتشي" عند اختطافه، وظهر بعد شهر من اختطافه فيلمًا بدا فيه تايس معصوب العينين وتم إجباره على قراءة رسالة باللغة العربية فيما تم التعامل معه بوحشية.
ولم يتم التواصل مع تايس أو خاطفيه منذ ذلك الحين، بينما نقلت منظمة مراسلون بلا حدود منذ شهرين عن مصادر موثوقة تعتقد أن تايس ما زال على قيد الحياة، وأنه ليس محتجزًا لدى "داعش"، وأوضح أحد الأعضاء الاستشاريين للمنظمة أن وضعه لا يزال كما هو.
وكانت أعمال تايس تنشر لدى واشنطن بوست ووكالة أسوشيتد برس وسي بي إس وبي بي سي فضلًا عن مجموعة الصحف التي يملكها الناشر ماكلاتشي، وحصل على العديد من الجوائز عن تقاريره، وفي عام 2012، فاز تايس بجائزة جورج بولك عن تغطية الحرب وجائزة رئيس ماكلاتشي، وحصل بعدها بثلاث سنوات على جائزة "John Aubuchon" لحرية الصحافة من نادي الصحافة القومي في الولايات المتحدة.
وتعرض تايس إلى الخطف في 14 أغسطس/ آب 2012 بعد ثلاث أيام من عيد ميلاده الحادي والثلاثين، بينما كان يستعد إلى السفر من درايا بالقرب من دمشق إلى بيروت في لبنان، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2012 كشفت الغارديان أن وزارة الخارجية الأميركية تعتقد أن تايس في عهدة الحكومة السورية التي يقودها بشار الأسد، وبحلول ذلك الوقت بدأت منظمة مراسلون بلا حدود في تقديم المساعدة والمشورة إلى عائلته لرفع الوعي بشأن وضع نجلهم.
وأطلقت منظمة مراسلون بلا حدود حملة تحرير أوستين تايس في فبراير/ شباط 2015، وفي الشهر التالي أوضحت الغارديان أن الولايات المتحدة وسورية دخلتا في محادثات نادرة مباشرة بشأن تايس ولم ينتج شيء عن هذه المبادرات، ونشرت مراسلون بلا حدود الشهر الماضي بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين ملصق على واجهة "Newseum" في واشنطن جاءت فيه صورة تايس مع الرسالة "محتجز لكونه صحفي منذ أغسطس/ آب 2012"، وسيبقى الملصق في موضعه لحين عودة تايس سالمًا.
وأضاف جيفري فربست الرئيس والمدير التنفيذي لـ "Newseum ": "نأمل أن تكون هذه اللافتة في مكان بارز في شارع بنسلفانيا أمام المواطنين والنواب على حد سواء لرفع مستوى الوعي لديهم بأسر تايس بغرض إعادته إلى وطنه"، ويمكن لمن يريد الاشتراك في حملة تحرير تايس التوقيع على العريضة الموجهة إلى الرئيس باراك أوباما مع وضع رمز معصوب العينين لتجسيد خطف أوستين، ويمكن للناس من أجل المشاركة التقاط صورًا لأنفسهم معصوبي العينين ونشرها على وسائل الاعلام الاجتماعية مع شرح أسبابهم للمشاركة لرفع الوعي بخطف تايس ولدعوة كل من يستطيع المساعدة من أجل الضغط لإطلاق سراحه.
أرسل تعليقك