اعتصم المئات من المواطنين أمام مقر المندوب السامي لحقوق الإنسان في قطاع غزة، الثلاثاء، تنديدًا بممارسات مصلحة سجون الاحتلال بحق الأسرى في سجن ريمون من انتهاكات واعتداءات متواصلة.
وأوضح الناطق الإعلامي باسم مؤسسة "مهجة القدس"، ياسر صالح، أنَّ هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي إسنادًا للأسرى في سجون الاحتلال وتعزيزًا لصمودهم ورفضهم للهجمة التي تستهدفهم.
وشدد صالح خلال مؤتمر صحافي عُقد أمام مقر المندوب السامي أنَّ حادثة طعن الجندي في سجن ريمون نتيجة للاعتداءات المتواصلة على الأسرى والتي ازدادت بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة لاستخدامها كورقة للدعاية الانتخابية الإسرائيلية.
واستنكر صالح الصمت الذي تمارسه مؤسسات حقوق الإنسان إزاء ما تفعله مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا استمرار الفعاليات الداعمة للأسرى كي يصل صوتهم إلى العالم أجمع وتقف تلك المؤسسات عند مسئولياتها.
وفي الإطار ذاته؛ كشف مدير مؤسسة "واعد"، توفيق أبونعيم، أنَّ منفذ عملية طعن الجندي في سجن ريمون، الأسير حمزة أبو صواوين، تعرض للضرب والتعذيب نقل على إثره للمستشفى العسكري، محذرًا من المساس به كما حدث بحق 206 أسرى تم قتلهم في سجون الاحتلال على إثر التعذيب.
وطالب أبو نعيم الرئيس محمود عباس والمؤسسات الدولية وقناصل وسفراء فلسطين بإعلاء صوت الأسرى كي لا يتحقق ما يريده ليبرمان والذي صرح بقتل الأسرى.
ودعا أبو نعيم مؤسسة الصليب الأحمر لزيارة الأسرى في سجون الاحتلال والاطلاع على أحوالهم و ما يمارسه الاحتلال بحقهم من انتهاكات وعزل انفرادي وإهمال طبي.
ووجه الأسير المحرر أبو الأديب المسلماني رسالة إلى المواطنين في الضفة الغربية و الأراضي المحتلة العام 1948 بضرورة نزولهم إلى الشارع وتشكيل هبة جماهيرية لممارسة الضغط على مصلحة سجون الاحتلال، مضيفًا "نحتاج المساندة من جموع الشعب الفلسطيني لوقف هذه الهجمة العدوانية على أسرانا".
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أنَّ الاحتلال يقوم بعملية تصفية حسابات ممنهجة مع أسرى "الجهاد الإسلامي" بعد سلسلة انجازات حققوها، لاسيما في معتقل "ريمون".
وأوضح فارس في تصريح صحافي، الثلاثاء، أنَّ الأوضاع لا تزال مشحونة في سجون الاحتلال، وأنَّ هناك عملية تصفية ممنهجة تستهدف كوادر "الجهاد الإسلامي" في معتقل "ريمون"، تتخللها عمليات نقل وفرض غرامات مالية عليهم.
وبشأن العملية البطولية التي نفذها الأسير حمزة أبو صواوين في "ريمون"، قال فارس إنَّ سجون الاحتلال لا تزال تشهد تداعيات خطيرة من التنكيل بالأسرى والاعتداء عليهم بالضرب، إذ تم الاعتداء على الأسير أبو صواوين بالضرب الوحشي، و جرى نقله إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، و من ثم تم نقله إلى زنازين سجن نفحة الصحراوي بوضع صحي صعب.
ولفت إلى أنَّ حكومة الاحتلال أصدرت قبل عدة أيام، ولأول مرة في تاريخها، تعليمات واضحة لمصلحة السجون بتصعيد التنكيل والبطش بالأسرى، لافتًا إلى أنَّ ذلك يأتي في أجواء الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة.
وتطرق فارس في سياق حديثه إلى تصريح ليبرمان الأخير الذي قال فيه إنَّه سيعمل على استصدار قرار بإعدام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، معتبرًا بأن هذا التوجه "سخيف بقدر ما هو خطير".
وأشار إلى أنَّ ليبرمان من خلال توجهه هذا يحاول تجنيب حزبه "إسرائيل بيتنا" عواقب قضايا الفساد، عشية الانتخابات، كما أنَّه يحاول إرضاء عواطف التيارات العنصرية في المجتمع الإسرائيلي.
يذكر أنَّ مصلحة سجون الاحتلال نقلت أسرى "الجهاد الإسلامي" من سجن "ريمون" إلى سجن "أيلا" وهو سجن خاص بالأسرى الجنائيين.
أرسل تعليقك