أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية، أنها فتحت تحقيقًا في الانفجار الذي استهدف أحد أسوار المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة، الجمعة. وذكر الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم، في تصريح صحافي، السبت، أن الانفجار وقع في السور الخارجي للمركز الثقافي الفرنسي قرب أنصار، وأنه خلّف أضرارًا مادية، مضيفًا أن الأجهزة الأمنية فرضت طوقًا على المكان وشرعت بإجراء التحقيقات اللازمة.
وأدانت الجبهتان "الشعبية" و"الديمقراطية"، التفجير الذي استهدف السور الخارجي للمركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة؛ مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمركز جراء الانفجار وسبّب الذعر للمواطنين في المنطقة.
وطالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه، السلطات المختصة بالتحقيق الجدي في هذه الجريمة، وملاحقة مقترفيها.
وأكدت الجبهة، في بيانها أن من قام بهذا العمل الإجرامي، لا ينتمي أبدًا للشعب الفلسطيني المناضل بل هي حاقدة وجاهلة، لا تقدر دور العلم والثقافة في مد جسور التعاون بين الشعوب وهنا لابد من الإشادة بالعلاقات الفرنسية والفلسطينية القائمة وبموقف فرنسا ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة للشعب الفلسطيني.
"الجبهة الشعبية" دانت التفجير وقالت أنها تنظر بخطورة إلى مجموع التفجيرات التي وقعت في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة معتبرة أن هذه التفجيرات تستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في قطاع غزة، وحرف اهتمام أبناء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية عن معركته ضد الاحتلال ومعاركه الداخلية التي تتمثل في إنهاء الانقسام وتخفيف الحصار ومواجهة الهجمة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وأضافت الجبهة "الشعبية" في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه:" أن هذا التفجير الذي وقع في المركز الثقافي الفرنسي جاء في منطقة من المفروض أنه مسيطر عليها أمنيًا، فهو يقع في منطقة توجد بها كثير من المقرات الأمنية، وكذلك توجد الكثير من كاميرات المراقبة والتصوير في هذه المنطقة، داعية الجهات المختصة في قطاع غزة بسرعة الكشف عن من قام بهذا العمل الجبان.
ودعت "الشعبية"، حكومة الوفاق الوطني وبالذات وزير داخليتها ورئيس الوزراء رامي الحمد الله إلى سرعة مواصلة مهامها في قطاع غزة حتى نعمل معًا على منع مثل هذه الأعمال التي من شأنها زعزعة الوضع الداخلي وحرف الشعب الفلسطيني عن وجهته الرئيسية في مقاومة الاحتلال.
ودعت "الشعبية"، جميع القوى السياسية والمجتمعية إلى سرعة التداعي للاجتماع ودراسة هذه التفجيرات وتأثيراتها ووضع السبل للكشف عن مرتكبيها ومنع تكرار مثل هذه الأعمال.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ"أشد العبارات" التفجير الذي استهدف المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة، الليلة الماضية، ورأت فيه استهدافًا لـ "الموقف السياسي القوي والمميز" الذي وقفته فرنسا أخيرًا، بينما لم تتهم الخارجية الفلسطينية جهة معينة بالوقوف وراء هذا الهجوم، وتعهدت باسم الحكومة بـ"متابعة مسؤولية التحقيق الجدي والمعمق لمعرفة الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الجبان وإسقاط الحكم المستحق بهم وفق القانون"، وفق بيان أصدرته، السبت.
واعتبرت الخارجية، الاعتداء على المركز الفرنسي "اعتداءً على الثقافة الفلسطينية، أيضًا، كما هو اعتداء على العلاقات القوية وعلى الصداقة المميزة التي تجمع فرنسا بفلسطين قيادة وحكومة وشعًبا"، مؤكدة أن "المستهدف من هذا الاعتداء هو الموقف السياسي القوي والمميز الذي وقفته فرنسا كحكومة وكبرلمان ومجلس شيوخ وشعب، وكحكومات إقليمية ومحلية، وقوى وفعاليات سياسية ومجتمعية وأكاديمية ومدنية".
وتبنى مجلس الشيوخ الفرنسي -الغرفة الثانية في البرلمان- الخميس الماضي، مشروع قانون يحث الحكومة على الاعتراف بفلسطين كدولة على حدود حزيران/يونيو1967 في تصويت رمزي غير ملزم.
واستهدف تفجير قوي مبنى المركز الثقافي الفرنسي، غرب مدينة غزة؛ ما ألحق أضرارًا بسيطة في السور الخلفي للمركز الذي كان تعرض قبل نحو شهرين لانفجارين مماثلين.
وذكر شهود عيان، أن التفجير وقع خلف المبنى مباشرة، فيما لم يتم الإعلان عن وقوع إصابات جراء ذلك. وأنشئ هذا المركز عام 1982، ويستقطب مئات الشبان في قطاع غزة الراغبين في الاستفادة من خلال النشاطات والدورات التدريبية التي يقدمها.
ويُشار إلى أن هذا الانفجار الثاني الذي يستهدف المركز الثقافي الفرنسي في غزة خلال شهرين وهو مغلق منذ ذلك الوقت.
أرسل تعليقك