غزة – حنان شبات
أعلن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، أن "تهدي صواريخ حزب الله عاد ليحتل مكانته كتحد أمني رقم واحد بالنسبة لإسرائيل".
ولفت هارئيل إلى أن بحوزة "حزب الله" قرابة 100 ألف صاروخ، يغطي مداها كل الأراضي الإسرائيلية، ولذلك فإنه إذا كان بحوزة "حزب الله" مائة صاروخ أكثر أو أقل، فإن هذه ليست المشكلة وأن هذا الأمر لا يشكّل دافعًا لشن هجوم جوي ضد قوافل نقل الأسلحة، منوهًا إلى أن الغارة الإسرائيلية في سورية، ليلة الجمعة، هدفها الأساسي قصف قافلة نقل أسلحة إلى "حزب الله" في لبنان.
وأضاف هارئيل، أن المشكلة تكمن في نوعية الصواريخ وكونها تخرق التوازن بين "حزب الله" وإسرائيل، إذ أن أمين عام الحزب، حسن نصر الله، يهدد بقصف منشآت عسكرية ومدنية في إسرائيل في حال استهدفت الأخيرة منشآت لبنانية هامة.
ويحتاج الحزب من أجل تحقيق هذا التهديد، إلى صواريخ دقيقة في إصابة الأهداف الإستراتيجية، بمعنى أن تكون قادرة على السقوط على مقربة عشرات الأمتار من أهدافها وليس في موقع يبعد كيلومتر عن هذه الأهداف.
وأشار هارئيل أيضًا إلى نقل الأسلحة في التوقيت الحالي مرتبط بضعف النظام السوري خصوصًا أمام هجمات التنظيمات المتطرفة، مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، التي استولت في الفترة الأخيرة على مواقع عديدة داخل البلاد وعند حدودها.
وزادت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات والتحذيرات التي يطلقها قادة الجيش الإسرائيلي والمسؤولون الأمنيون ضد حزب الله، وكان آخرها تهديدات أطلقها قائد سلاح الجو، أمير إيشل، الجمعة، خلال مقابلة مع القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وقال فيها إن "لبنان سيتعرض لضربات شديدة أكثر بكثير من تلك التي تعرض لها خلال حرب لبنان الثانية، قبل تسع سنوات، في حال نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله".
وحذر إيشل المدنيين اللبنانيين من أنه لا يجدر بهم التواجد في منطقة يخبئ حزب الله فيها صواريخ لأن منطقة كهذه، ورغم أنها منطقة سكنية، "قاعدة عسكرية".
وتنظر إسرائيل، التي أغار طيرانها الحربي على مواقع قرب دمشق وعند الحدود السورية – اللبنانية، الجمعة، إلى تسلح "حزب الله" على أنها القضية الأكثر إلحاحًا والتحدي الأخطر لها، كما أنه بناءًا على تجربة السنوات الأخيرة، بات من الصعب توقع رد فعل حزب الله على غارات كهذه، بحسب محللين عسكريين إسرائيليين.
وصرّح وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، في منتصف الشهر الحالي بأن إيران تواصل نقل أسلحة إلى "حزب الله" عن طريق سورية، وذلك في موازاة رسالة بعثها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، نيسيم بن شيطريت، إلى وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بأن قضية تسلح حزب الله هي الأكثر إلحاحًا وخطورة بالنسبة لإسرائيل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى تراجع إمكانية شن هجوم إسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية في إيران بعد تفاهمات الأخيرة مع الدول الكبرى.
وفيما يتعلق باحتمالات إقدام "حزب الله" على شن هجوم ردًا على الغارات الأخيرة، فإنه في إسرائيل يصعب تقدير ذلك، لأن الحزب لم يرد على معظم الغارات الإسرائيلية في السنوات الماضية، لكنه رد بهجوم في مزارع شبعا على الغارة التي استهدفت لواء إيراني وستة مقاتلين من حزب الله، في كانون الثاني/يناير الماضي، وأسفر ذلك عن مقتل جنديين إسرائيليين.
أرسل تعليقك