كشفت مصادر إسرائيلية، الأربعاء، عن أن قضية التجسس على الولايات المتحدة زادت من حدة تدهور العلاقات بينهما نحو الدرك الأسفل.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فإن قضية التجسس التي كشف النقاب عنها يوم الثلاثاء باتت تمثل "دركًا أسفلًا جديدًا في العلاقات المتدهورة مع واشنطن" ومن شأنها أن تهدد التحالف مع الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تفاقمت والشرخ تعمق أكثر فأكثر، وحذرت من تهديد قضية التجسس على التحالف مع الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة: "بعد إدانة البيت الأبيض بشدة لتنصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من حل الدولتين وتصريحاته المثيرة للجدل ضد العرب في إسرائيل في يوم الانتخابات، تأتي قضية تجسس جديدة وتتسبب في أزمة شديدة في العلاقات".
وأضافت أن عمق الأزمة يتجسد في رد فعل مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض الذي قال: "المسؤولون هنا يشعرون بأنهم تعرّضوا لخيانة شخصية، من المفضل للإسرائيليين أن يحذروا، لأن الكثير منهم سيواصلون العمل في الإدارة المقبلة".
واتهم البيت الأبيض إسرائيل بالتجسس على المفاوضات النووية مع إيران ونقل المعلومات لنواب كونغرس جمهوريين من أجل إحباط الاتفاق مع إيران.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذر عشية خطاب نتنياهو في الكونغرس من مغبة كشف معلومات استخبارية حول المفاوضات مع إيران، لكن اليوم تقول الصحيفة، يتضح من شهادات 15 مسؤولًا في البيت الأبيض أن إسرائيل تتجسس على المفاوضات منذ أكثر من عام بشكل منتظم.
وذكر مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن حامي شيلو، أن "إسرائيل تطبع في ذاكرتها كل ما يمسها مهمًا حتى ولو كان صغيرًا، لكنها تمحو مسها بالآخرين، ولكن في البيت لا ينسون بهذه السرعة خطاب نتنياهو في الكونغرس وتصريحاته في الحملة الانتخابية".
وأضاف شيلو: "في البيت الأبيض يوجد تراكمات سامة من الذكريات السيئة والمريرة طوال ست سنوات من الأخطاء والمواجهات والمهانة"، كما وصفها يوم الثلاثاء وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، في مؤتمر "جي ستريت".
وتابع: "آخرها وأكثرها إثارة للسخط، هو خطاب نتنياهو في الكونغرس، فالجرح في البيت الأبيض لا زال مفتوحًا ونازفًا".
وأردف: "إذا أضفنا إلى ذلك خيبة الأمل من فوز نتنياهو الكاسح، تنتج لدينا كتلة هائلة من الغضب والإحباط ستترجم إلى ضربات ستقع على رأس نتنياهو".
ورغم تفاقم الأزمة، أكد مصدر أمني إسرائيلي أن الأزمة التي تشهدها العلاقات الأميركية الإسرائيلية والانتقادات الحادة التي وجهها مسؤولون إسرائيليون للرئيس الأميركي ومثلهم من الإدارة الأمريكية لنتنياهو لن تغير أو تؤثر في حجم المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.
وأضاف المصدر الذي كان يتحدث للمراسلين الصحافيين ووصفه موقع "إن أر جي" الإسرائيلي برفيع المستوى، "تم الحفاظ على التعاون الأمني والمحادثات الدورية التي تجري بين الطرفين وفي الجيش نعتقد أن الأمريكيين لن يغيّروا حجم الدعم المقدم لإسرائيل والإدارة الأميركية الحالية استثمرت في أمن إسرائيل أموال أكبر من السنوات الماضية فيما لازال التعاون الاستخباري وتبادل المعلومات مستمرًا والحوار مع الشركاء لا زال عميقًا ولا يمكنني الإشارة إلى أي تغير حتى الآن".
أرسل تعليقك