ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنَّ "فترة الهدوء الذي ساد الجولان لمدة 40 عامًا، والحدود مع لبنان لمدة ثمانِ سنوات قد انتهت"، وأنَّ "الأحداث تؤكّد أنَّ هناك جولات قتالية مقبلة يكون مركزها الحدود مع الجولان المحتل ومزارع شبعا المحتلة".
وقال المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل: "حسبما يتضح أمس فإنه يبدو أن الهدوء النسبي قد عاد إلى الحدود الشمالية، وأن الجولة الجارية انتهت بمقتل ضابط وجندي إسرائيليين".
وتابع: "الأحداث التي وقعت مؤخرًا بدءًا بمقتل جنرال إيراني وستة من عناصر حزب الله، تبعها إطلاق صواريخ من سورية باتجاه جبل الشيخ، ثم إطلاق قذائف مضادة للدبابات باتجاه قافلة عسكرية إسرائيلية، تشير إلى نهاية حقبة على الحدود مع سورية ولبنان".
وأضاف المحلل العسكري، أنَّ "العاصفة التي تدور في سورية بدأت تخرج عن حدودها، وبالنتيجة نشأت جبهات أخرى جديدة، تمثلت في إرسال حزب الله الآلاف من مقاتليه لمساعدة النظام السوري".
وكشف عاموس هرئيل، أنَّ "إسرائيل سعرقلة وصول قوافل أسلحة سورية للحزب، ومنظمات المعارضة تسيطر على غالبية الحدود مع "إسرائيل" في الجولان".
ومن جهة أخرى، فإنَّ "إيران وحزب الله يقومان ببناء قواعد في الطرف الشمالي من الحدود بغية تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل" من الجولان".
وأوضح هرئيل، أنَّ "الهدوء الذي استمر 40 عامًا في الجولان منذ حرب 1973، والهدوء الذي ساد الحدود مع لبنان بعد حرب 2006، لن يعود".
وأشار إلى أنَّ "الجولات القتالية ستستمر، على شكل ضربات وردود متبادلة، يتبعها جهود دولية لمنع اندلاع حرب شاملة".
وبيّن أنَّ "الحدود الشمالية تذكر بالحدود مع قطاع غزة، ولكن بفارق جوهري في الجبهتين من جهة قوة التدمير المتبادلة"، إلا أنَّه يشير إلى أنَّ "الأضرار التي قد يوقعها حزب الله بإسرائيل، في جبهة القتال أو في الجبهة الداخلية، أكبر بما لا يقاس مقارنة مع القدرة التدميرية لحماس في الجنوب".
وأكّد أنَّ "إسرائيل ستضطر إلى ضرب البنى التحتية المدنية المتطورة في لبنان بشكل عنيف في حال اندلاع حرب".
ولفت أنَّ "هذه الحقائق تلجم ميزان الردع بين الطرفين، وتساعد في إبعاد شبح الحرب، إلا أنَّ الأمور تحصل بشكل سريع في المنطقة وبشكل غير متوقع، ما يجعل الحرب المستقبلية في الشمال، في السنوات المقبلة، أمرًا متوقعا".
ونوه الكاتب إلى أنَّ "معلومات استخبارية تجمعت لدى إسرائيل تشير إلى نوايا حزب الله وحرس الثورة الإيراني على الحدود، لبنية تحتية، وقوة من النخبة مؤّلفة من عشرات المقاتلين بقيادة جهاد مغنية، بغية تنفيذ عمليات من الجولان، تشمل إطلاق نيران القناصة، وصورايخ مضادة للدبابات دقيقة، وهجمات كوماندو على مواقع للجيش الإسرائيلي أو مستوطنات".
وبحسب هرئيل، فإنَّ "التوازن الجاري يميل لصالح إسرائيل، إذ وجهت ضربة إستراتيجية للقيادة الجديدة للشبكة المتطرَّفة في الجولان، مقابل ضربة تكتيكية تعرضت لها قافلة عسكرية إسرائيلية".
وذكر أنَّ "الجيش الإسرائيلي حافظ على حالة تأهب قصوى مدة 10 أيام، ولكن رغم ذلك تلقى ضربة سقط فيها قتلى ومصابون، الأمر الذي يطرح التساؤل مجددًا بشأن جدوى العملية التي نفذت في القنيطرة، مع الأخذ في الحسبان تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووجود جنرال إيراني ضمن القافلة".
وقال: "الرد الإسرائيلي كان صغيرًا، وأوضح لحزب الله مسبقًا، قبل تبادل الرسائل السياسية، أن إسرائيل تنوي احتواء التوتر، والتساؤلات التي تطرح والتي يجب فحصها هيّ هل تم تحليل خطوط الرؤية من لبنان بشكل مناسب ومدى إطلاق النيران من لبنان في ظل حالة التوتر التي كانت قائمة".
وتابع: "في حالة وجود إنذارات تحذر من عملية على الحدود، فإن الرد يكون بتقليل الحركة على الحدود، وأنَّ الجيش وضع أهدافا سهلة جدًا أمام حزب الله".
وأشار إلى إنَّه" جاء في الرسائل السريعة من الجانب الإسرائيلي، بعد عملية مزارع شبعا، وأنَّ حزب يطلب إنهاء الجولة القتالية الجارية والعودة إلى الهدوء".
وعقب بأنَّ "دور إيران لم يذكر في المعادلة، وذلك لا يعني أن القضية انتهت بالنسبة لإيران. ولاسيما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله عباس موسوي، عام 1992، جاء الرد الإيراني خلال سنتين في هجومين في الأرجنتين".
وخلص إلى أنَّه "بالرغم من الهدوء في الشمال فإنه من الأفضل النظر إلى الأمور بشكل واع، إذ أن ما بدأ بهجوم على قوافل أسلحة والرد بإطلاق صواريخ إلى الجولان، ما أدى إلى اغتيال مسؤولين في سورية، وهجمات صواريخ مضاد للدبابات بمزارع شبعا".
وانهى بالقول، أنّ "المصالح الإستراتيجية للطرفين تغلبت على الاعتبارات الأخرى ومنعت تدهور الأوضاع، ولكن ذلك لا يعني تجاهل إمكانية اندلاع الحرب في الشمال لاحقًا، لاسيما في ظل تراكم المركبات المتفجرة في الساحة".
وأكّد أنَّه "في كل حالة تصعيد في الشمال فإن إسرائيل بحاجة إلى سند أميركي قوي، سواء بالوسائل الدبلوماسية أم بالإمداد الجاري للسلاح وقطع الغيار".
ووضح أنَّه "في الحرب الأخيرة على قطاع غزة أثبتت الإدارة الأميركية أنها تستطيع اعتماد إجراءات بطيئية جدًا في نقل المساعدة المطلوبة إذا لم يعجبها أداء الحكومة الإسرائيلية".
أرسل تعليقك