تتعرض أحياء مدينة القدس لحملة تنكيل منظمة تشنها شرطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي في جنح الظلام، حيث داهمت القوات الكثير من المنازل ليلًا ونكّلت بالأهالي واعتقلت عددًا من أبنائم واستدعت الآباء للتحقيق معهم.
وأوضحت مصادر محلية في القدس إلى "فلسطين اليوم"، أنَّ سلطات الاحتلال تنفذ عملية تنكيل منظمة ضد الأهالي في القدس من خلال الاقتحامات الليلة لبيوتهم بحجة التفتيش والاستدعاء للمخابرات الإسرائيلية في حين تنشط أجهزة الاحتلال في المدينة بملاحقة المواطنين في مصادر رزقهم وفرض ضرائب وغرامات باهظة عليهم وتحرير مخالفات سير بمبالغ طائلة بحجة مخالفة قوانين السير.
وحسب المصادر، فإنَّ شرطة وقوات الاحتلال تداهم منازل أحياء القدس بشكل يومي حيث داهمت الليلة الماضية، عددًا كبيرًا من منازل المواطنين في أحياء القدس المختلفة، سلّمت خلالها أوامر استدعاء لسيدتين وشاب للتحقيق معهم.
وكانت قوة مشتركة من أجهزة أمن الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الهشلمون في عقبة السرايا في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وسلّمت السيدة أم طارق الهشلون أمر استدعاء للمثول أمام مخابرات الاحتلال في مركز 'القشلة' في باب الخليل في القدس القديمة.
كما سلمت قوات الاحتلال الأسيرة المحررة سعاد الشيوخي (26 عامًا) أمر استدعاء لمقابلة مخابرات الاحتلال في مركز 'المسكوبية' غربي القدس المحتلة، وتم تسليم أمر الاستدعاء خلال عودة المواطنة الشيوخي إلى منزل عائلتها في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وذلك بعد أن تم توقيفها بالقرب من منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي في حي البستان، علمًا أنَّ محاكمة أشقائها الثلاثة عقدت أمس الاثنين بعد جلسات عدة، وقد تم تأجيلها، كما أنَّ لها شقيق رابع رهن الاعتقال.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء منزل المواطن موسى جبر في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وسلّمته أمر إحضارٍ لابنه راغب (16 عامًا) للتحقيق معه، في مركز تحقيق مستوطنة 'معاليه أدوميم' المقامة على أراضي المواطنين في العيزرية.
وفي ظل الاستهداف للأهالي، أصيب الطفل خليل خميس الكسواني (14 عامًا)، مساء الليلة الماضية بكسور في رجله اليسرى إثر دهسه من قبل مستوطن غرب القدس المحتلة.
وأكد خميس الكسواني، والد الطفل، أنَّ مستوطنًا يقود سيارته راقب نجله عن بعد وتعمد دهسه وجره أثناء الدهس ولولا هروب نجله من السيارة لكانت إصابته أكبر من الكسور، وأعرب عن احتجاجه واستيائه من تأخر وصول الإسعاف والشرطة الإسرائيلية إلى موقع الحادث قرب دير ياسين غربي القدس المحتلة بعد معرفتهم بأنَّ المصاب عربي فلسطيني.
وأشار الكسواني إلى أنَّ نجله نقل إلى المستشفى حيث أصيب بكسور في رجله اليسرى "جراء الدهس المتعمد"، وفق ما قاله.
يُذكر أنَّ موجة من اعتداءات المستوطنين العنصرية يعيشها المقدسيون يوميًا، فلم يخلُ يوم من أيام الأسبوع الأخير من اعتداءات المستوطنين، سواء برش غاز الفلفل السام على المواطنين، أو إعطاب إطارات مركباتهم، أو محاولات الطعن والدهس في الليل والنهار.
هذا واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، أمين سر حركة "فتح" إقليم القدس عدنان غيث، وشقيقه من بلدة سلوان جنوب الأقصى المبارك.
وأفادت مصادر محلية، بأنَّ قوات الاحتلال داهمت منزل غيث فجرًا وفتشته، واستولت على هاتفه المحمول، قبل أن تعتقله هو وشقيقه صادق من منزليهما في البلدة.
ومن ناحية ثانية رفض المستشار القانوني لوزارة "الجبهة الداخلية" لدى الاحتلال، مساء الليلة الماضية الاعتراضات المقدمة ضد هدم منزل الشهيد إبراهيم العكاري، في مخيم شعفاط في القدس، ومنزل الشهيد معتز حجازي في حي الثوري في بلدة سلوان، ويدخل قرار الهدم حيز التنفيذ غدًا الأربعاء صباحًا، فيما تنتظر عائلة الشهيد محمد جعابيص قرار المحكمة الإسرائيلية العليا حول قرار هدم منزلها في قرية جبل المكبر.
وأكد محامي عائلة العكاري مدحت ديبة، أنَّه سيقدم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية خلال اليومين المقبلين، بالتعاون مع مؤسسة "الهموكيد" الحقوقية، موضحًا أنهَّ تم تقديم الاعتراض مساء الجمعة على قرار الهدم الذي تسلمته عائلة الشهيد، ورد الاحتلال بالرفض على الاعتراض الذي تضمن عدم ملكية الشهيد للعقار، مشيرًا إلى أنَّ الرد تضمن تطبيق الاحتلال للقانون بند 119 من قانون الطوارئ عام 1945 والذي ينص على هدم ومصادرة أي عقار يشكل تهديد على أمن "إسرائيل"، أو يعود ملكيته إلى منفذ عملية ضد الاحتلال، أو حتى كان منفذ العملية ضيف أو مستأجر في البيت.
وأوضح المحامي ديبة في اعتراضه أنَّ هدم منزل العكاري سيؤثر على العقارات المحيطة فيه، خصوصًا أنَّ كل العقارات في مخيم شعفاط متلاصقة ومتقاربة، وكلها مقامة من الطوب وأي اهتزاز سيلحق أضرار بالمنازل المحيطة، إلا أنَّ الاحتلال رفض أيضًا هذا البند وادعى أنه يقوم بهدم المنزل بطريقة هندسية لن تؤثر على المنازل الأخرى.
ومن جهته أوضح محامي مؤسسة "الضمير" محمد محمود، أنَّه سيقدم بالتعاون مع مؤسسة "هموكيد" استئنافا على رفض الاعتراض المقدم حيال هدم منزل عائلة الشهيد معتز حجازي للمحكمة العليا الإسرائيلية خلال 48 ساعة.
أرسل تعليقك