نظَّمت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الشباب، مساء السبت، مسيرة انطلقت من مفترق السرايا وسط مدينة غزة انتهاءً بالمجلس التشريعي، بمشاركة طلاب ومرضى عالقين بسبب إغلاق معبر رفح البري. ورفع المشاركون بالونات وأطلقوها إلى عنان السماء، لإيصال رسالة المعاناة التي يعيشها عدد كبير من المواطنين جراء منعهم من السفر للخارج، وكُتب عليه "افتحوا معبر رفح"، كما حمل عدد منهم بالونات سوداء.
ووقف الطالب محمد تمراز، البالغ من العمر 24عامًا، داخل قفص مكون من قضبان حديدية من 4 جهات يعتليه سياج أمني، ويُخرج يديه من بين أحد القضبان مكبلتين يحمل بهما بطاقة "جواز سفر".
تخرج تمراز من الجامعة الإسلامية في غزة العام المنصرم، ولم يحظ بفرصة عمل حتى الآن، بيد أنه حصل على منحة لاستكمال دراسة "الماجستير" في تركيا، ولم يتمكن من الخروج بسبب إغلاق معبر رفح بين قطاع غزة ومصر.
وبيّن بعد تخرجي من الجامعة حصلت على منحتين لاستكمال دراستي في تركيا، وأخرى في السودان، لكنني لم أتمكن من الخروج لأي واحدة منهما، بسبب إغلاق المعبر".
ويجسد معاناة الغزيين، مريض مُلقى على سرير أحد سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، إلى جانبه حكيم يحاول إنقاذ حياته من خلال عمل "تنفس صناعي" له، ظنًا منه بأن يفتح المعبر ويُسمح له بالدخول لمواصلة العلاج في مصر.
وأكَّد رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الشباب رائد العطل، في تصريحات له، أن "هذه الفعالية جاءت من أجل إيصال رسالة إلى مصر الشقيقة والمجتمع الدولي مفادها (افتحوا معبر رفح)، لإنقاذ العالقين في غزة وتمكينهم من السفر".
وأوضح العطل أن القائمين على الفعالية لا ينتمون لأي حزب سياسي، وخرجوا من أجل التخفيف من معاناة الآلاف من الطلاب والمرضى العالقين في غزة ولم يتمكنوا من الخروج من غزة.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالتدخل والتواصل مع الجانب المصري، من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم وتخفيف معاناة المواطنين العالقين وأصحاب الإقامات في غزة.
وأشار إلى أن الهيئة تعكف على تنفيذ المزيد من الفعاليات والتي كانت بدايتها اليوم، حيث ستكون هناك سلسلة وقفات، وسيتخللها الذهاب إلى معبر رفح، لإيصال رسالة مفادها "التنقل حق للجميع".
واعتبر مدير هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة، أن 2014 كان أسوأ الأعوام من حيث أعداد المسافرين من قطاع غزة وإليه.
ولفت أنه تم فتح معبر رفح البري العام الماضي 124 يومًا، وأغلق 241 يومًا، مبينًا أن عدد المغادرين من قطاع غزة إلى الدول العربية بلغ 52431 شخصاً، في حين بلغ عدد القادمين إلى القطاع 4911.
وبلغ عدد المرجعين من الجانب المصري، وفق هيئة المعابر والحدود، 4668 شخصاً، متمنيًا أن يكون العام الجاري 2015 أفضل من سابقه.
وأكد أبو صبحة، أنه سيتم فتح باب التسجيل للراغبين في السفر الأحد والاثنين والثلاثاء، لافتًا إلى أنه تم فتح باب التسجيل للطلبة الأسبوع الماضي ليوم واحد، نافيًا وجود موعد محدد لإعادة فتح المعبر من قبل الجانب المصري.
وبين وجود تواصل مستمر مع السلطات المصرية من أجل فتح المعبر والسماح للمرضى وأصحاب الإقامات والطلبة والحالات الإنسانية للسفر.
وذكر أبو صبحة أنه تم فتح المعبر الأسبوع قبل الماضي لمدة ثلاثة أيام متتالية بعد إغلاق دام 59 يومًا من قبل الجانب المصري، وتم مغادرة 1600 شخص من قطاع غزة.
وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري، عقب الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري، في محافظة شمال سيناء في 24 تشرين الأول/أكتوبر ، والذي أسفر عن سقوط (31) قتيلاً، و30 مصابًا، وفق حصيلة رسمية.
ومنذ إغلاقه فتحت السلطات المصرية المعبر في اتجاه واحد لأربعة أيام الشهر المنصرم، لتمكين العالقين في مصر ودول عربية وأجنبية من الدخول إلى قطاع غزة، كما أعادت فتحه الأسبوع قبل الماضي لمدة 3 أيام في الاتجاهين وإعادة إغلاقه مرة أخرى حتى إشعار آخر.
أرسل تعليقك