رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بالمبادرة التي قدمتها حركة "الجهاد الإسلامي"، والتي تضمنت 5 نقاط من أجل وقف التراشق الإعلامي وإعادة العلاقات بين حركتي "فتح" و"حماس".
واعتبر أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، أنَّ المبادرة تحمل جزء من مطالب الحركة من أجل إعادة العلاقات بين الحركتين.
وأضاف، في تصريح صحافي مساء الاثنين، أنَّه "من المفترض أن ترسل الورقة إلى الرئيس محمود عباس أو إلى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد لعرضها على الحركة ودراستها واتخاذ القرار المناسب لذلك".
ووصف مقبول المبادرة بأنها تؤسس لإعادة العلاقات بين حركتي "فتح" و"حماس" إذا التزمت الأخيرة بها.
يذكر أنَّ حركة "الجهاد الإسلامي" تقدمت بمبادرة من أجل وقف التراشق الإعلامي بين حركتي "فتح" و"حماس" وعودة العلاقات كما كانت عليها من أجل استكمال بناء الوطن وإعادة الإعمار.
بدوره وصف القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب، التصريحات الهجومية بين حركتي "فتح" و"حماس" بـ"الأمر المؤسف"، موضحًا أنَّها لن تخدم مصلحة الشعب.
وأضاف حبيب أنَّ المستفيد الوحيد من الخلافات هو الاحتلال، مضيفًا أنَّ "الأمور تجري في اتجاه معقد، لذلك نناشد الحركتين إرساء لغة العقل واللجوء إلى حوار وطني لحل الإشكاليات".
وأشار حبيب إلى أنَّ "الحوار هو الوسيلة الوحيدة للخروج من هذه الأزمة"، مؤكدًا أنَّ "التراشق الإعلامي يوتر الأجواء إلى أبعد الحدود ويزيد حالة الاحتقان على الساحة الفلسطينية والتي لا ينقصها المزيد من الأزمات".
وطالب الطرفين بالعودة إلى العقل والابتعاد عن مثل هذه التصريحات التي لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، كما طالب كافة الوسائل الإعلامية بعدم نشر مثل هذه التصريحات حتى لا يزيد التوتر بين الطرفين.
وأكد القيادي في "الجهاد" أنَّ حركته جزء من الشعب ويهمها المصلحة العامة، مبينًا أنَّ التحديات التي يواجهها القطاع كبيرة، وأن كل الفصائل الفلسطينية تعمل بكل جهد من أجل نزع فتيل الأزمة وخلق أجواء يسودها الود و المحبة بين الطرفين.
وأضاف حبيب أنَّه في ظل هذه الأزمات والخلافات بين "فتح" و"حماس" لا ينتظر الشعب الفلسطيني الكثير من المفاوضات الغير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبينًا أنَّ العدو الإسرائيلي يستغل العلاقات المشحونة بين الحركتين لممارسة كافة أشكال التصعيد.
وأوضح حبيب أنَّه "سيكون هناك جهد من أجل التواصل بين حركتي "فتح" و"حماس" لعرض المبادرة عليهما والتي ستخرج الطرفان من حالة الأزمة".
من جهتها حذرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، من تنامي الصراعات الداخلية الفلسطينية ومن وحالة التدهور التي تمر فيها القضية الفلسطينية، معتبرة أن أساس ذلك هو الانقسام الفلسطيني.
وأكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية"، القيادي صالح ناصر، أنَّ الجبهة سعت ولا زالت من أجل وقف التدهور في الحالة الفلسطينية ومعالجة تداعيات الانقسام وصولاً إلى إنهائه عبر الدعوة إلى حوار وطني فلسطيني من خلال الهيئة القيادية لمنظمة التحرير التي تضم الجميع.
وذكر صالح ناصر في تصريح صحفي الاثنين، أنه بدلاً من التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة سواء كانت بين أقطاب بالسلطة أو بين حركتي "فتح" و"حماس"، يجب إنهاء الانقسام والإسراع في حوار وطني شامل.
واعتبر أنَّ استمرار هذا الوضع يضر ضررًا بالغًا في القضية الفلسطينية، لاسيما وأننا في أمس الحاجة إلى استعادة الوحدة على قاعدة الشراكة السياسية لمواجهة التحديات وتداعيات العدوان الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة.
وأضاف أنَّ إنهاء الخلافات الداخلية أمر مهم، من أجل إعادة إعمار القطاع وإيواء المهجرين ومواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة والقدس والتي يسعى من خلالها لتهويد الأرض والمقدسات الفلسطينية وإخراج المقدسيين من بيوتهم وتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
وشدد على أنَّ كل إجراءات الاحتلال تستدعي من الكل الفلسطيني وقف التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة البدء في حوار جدي وشامل.
يذكر أنَّ الاتهامات المتبادلة بين حركتي "فتح" و"حماس" عادت لتطفوا على السطح من جديد في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى اتهامات وتراشق إعلامي شهدته الأيام الماضية بين عزام الأحمد ودكتور رامي الحمدالله، الأمر الذي يشير تدهور متصاعد في الحالة الفلسطينية.
أرسل تعليقك