أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن استعداده للعودة للمفاوضات مع إسرائيل شرط وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو. وجاءت أقوال عباس في كلمته أمام المجلس المركزي لمنظمة "التحرير" الفلسطيني الذي بدأ اجتماعاته الأربعاء في مقر الرئاسة برام الله بالرغم من منع الاحتلال الإسرائيلي 17 عضوًا من غزة من الوصول إلى الضفة الغربية للمشاركة في جلسات المجلس المقرر أن تستمر يومين.
وأضاف عباس في مستهل كلمته "بين الاجتماعين – السابق والحالي - سقط الآلاف من الشهداء من أبناء شعبنا وبالذات في قطاع غزة، فأولئك لا يمكن أن ننساهم وسيبقون في الذاكرة للأبد، كما نذكر الطفل الشهيد محمد أبوخضير الذي أحرق ثم أعدم، وعلينا أن نتذكر ذلك جيدًا"، محملًا إسرائيل المسؤولية عن تعطل السلام، مشددا على أنَّ العودة للمفاوضات مرهون بالإفراج عن الأسرى، ووقف الاستيطان.
وتطرق عباس إلى جملة من القضايا أهمها المصالحة الفلسطينية وسبب تعطلها، كما تطرق إلى قضية الإعمار في قطاع غزة، وعمل الحكومة في القطاع، والموقف الفلسطيني من المنظمات المتطرفة، في الدول العربية والربيع العربية واحتجاز إسرائيل للأموال الفلسطينية.
وأضاف الرئيس "ندين داعش التي قامت بإحراق معاذ الكساسبة والتي ذبحت 21 مصريًا، أمام الكاميرات، هذا الأمر لا يمكن أن نسمح به أو أن نقبله".
وتابع "إذا ولد حل لهذه القضية أن تنتهي هذه الزعانف في العالم، وأنَّ مثل الأعمال التي تقوم بها "داعش" مرفوضة وعلى العالم أن يقول شيئا باتجاه حل القضية الفلسطينية، ونحن قلنا لهم إنَّ الحل بمنتهى البساطة وإنَّ المبادرة العربية للسلام وجدت حلًا سهلًا وبسيطًا للسلام، إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة فإنَّ جميع الدول العربية والإسلامية - لا أحد يستطيع أن ينكر هذا - 57 دولة عربية وإسلامية تعترف بإسرائيل".
وأردف "في الاجتماع الأخير للجامعة العربية تم الاتفاق على أنَّ هناك لجنة من 6 أعضاء من لجنة المتابعة هي التي تقرر متى ومضمون الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي".
وقال "نحن منذ البداية قلنا نلتزم بالمفاوضات وعندما أعلن عن مدريد ذهبنا بكل الوسائل والشروط التي فرضت علينا ثم انتقلنا إلى واشنطن ثم أجرينا مفاوضات أوسلو (..) ثم إلى واشنطن ثم كامب ديفيد وأخيرا وبعد الحصول على دولة مراقب في الأمم المتحدة بدأت الولايات المتحدة جولة جديدة من المباحثات لمدة 9 أشهر واتفقنا أن تكون هناك مرجعية للمفاوضات، ولكن اتفقنا على قضية مهمة وهي إطلاق سراح 103 من الأسرى على دفعات أربع باتفاق كامل من نتنياهو وفي هذه المرحلة يتوقف الاستيطان، مضينا في 9 أشهر ولم يتوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، وأصر نتنياهو على عدم إطلاق سراحهم دون جواب".
وأضاف "تعطلت المفاوضات وخرج من أميركا من يقول إنَّ سبب تعطيل المفاوضات هو نتنياهو لأنَّه لم يوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة".
وأشار إلى أنَّ إسرائيل تريد أن تجمد العالم لأنَّ عندهم انتخابات، وتساءل الرئيس في حال نشبت حرب هل تحارب أو تنتظر المفاوضات؟، ونحن نقول لا شأن لنا بالانتخابات ولا نتدخل ولا نحب أن ندلي بدلونا أو رأينا في من نرغب أو لا نرغب، وأي أحد يأتي على رأس شرعية إسرائيل سنتعامل معه، ليتهم يتعاملون معنا بمثل هذه السياسة، وليس من حقهم أن يتدخلوا أنَّ فلان يصلح وفلان هو الذي لا يصلح.
وشدد على أنَّ زيارة القدس ليست تطبيعًا وإنما دعمًا لأهالي القدس وليس الاحتلال، وعلينا أن نعطي انتباهًا للقدس حتى لا تضيع من بين أيدينا، لا نريد القدس حجارة وإنما أماكن مقدسة موجود فيها أهلها وعاصمة للدولة الفلسطينية.
وبيَّن أنَّ الاحتلال يقوم يوميًا بإحراق الكنائس والمساجد واختراق الأقصى، وتدخل الملك عبدالله الثاني لمنع هذه الأعمال السخيفة في القدس ونجح في ذلك.
وأوضح بعض الملابسات بشأن الحرب الأخيرة على غزة، مضيفًا: نحن أسرعنا الخطوات لوقف هذه الحرب، واتصلنا بمصر ومصر وافقت أن تقدم مبادرة وهي نفس المبادرة التي بني عليها الاتفاق في 2012 أضيف عليها بعض الأشياء ومع ذلك رفضت وفي اليوم الخميس قبلت لا بقيد أو شرط لماذا؟ كانت النتيجة 2200 شهيدًا و80 ألف بيتًا هدم و8 آلاف جريح.
دعت النرويج إلى مؤتمر لإعادة الإعمار وطلبنا منها أن يكون في مصر وتعهدت الدول بخمسة مليار دولار وقالت بشرطين أن تكون الحكومة المتفق عليها بين كل الأطراف على الحدود، وتستطيع أن تمارس أعمالها وأن تستلم المواد وتتولى الأمم المتحدة استلامها وهو ما اتفقنا عليه. ثم فجأة لم تقبل حماس، ومن ذلك الوقت تقول إنَّ السلطة هي التي تمنع دخول مواد البناء.
واستطرد: إسرائيل استولت على أموالنا، بسبب ذهابنا إلى المحكمة الدولية، ورفعت قضية علينا في الولايات المتحدة، نحن لنا مليار و800 مليون شيقل، هذا غير أموال الضرائب.
وعلى صعيد الأحداث العربية قال عباس: نحن في منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لا نتدخل في شؤون العرب إطلاقا وقلنا منذ البداية بالنسبة لسورية إنَّ الحل السياسي هو الأمثل، وتحدثنا معهم عن جنيف الأولى والثانية، وقلنا إنَّ الخاسر الأكبر هو الوطن والتاريخ والجغرافية، وإنَّ الحل الأمثل هو الطريق السلمي.
ودعا عباس إلى عدم اللجوء الفلسطيني للعنف في مقاومة الاحتلال، مطالبًا بالمقاومة السلمية والسياسية لمواجهة الاحتلال.
أرسل تعليقك