أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأحد، اعتزامه إعادة طرح مشروع القرار العربي- الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على مجلس الأمن الدولي مرة أخرى، رغم فشله الأسبوع الماضي في نيل تأييد الأصوات اللازمة من أعضاء المجلس. وأضاف عباس: "سنذهب إلى مجلس الأمن لطرح مشروع القرار مجددًا، وربما يتم ذلك خلال أسبوع، وسنتشاور في ذلك مع الأشقاء العرب لاسيما الأردن، ونحن لن نكِل أو نمِل حتى يعترف مجلس الأمن بنا وهو في النهاية سيعترف بذلك".
وتابع: "ذهابنا إلى مجلس الأمن وتقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي يأتي في إطار حقوق شعبنا وتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية"، معتبرًا أنَّ من فشل هو مجلس الأمن وليس الجانب الفلسطيني ومشروع القرار الذي طرحه.
وذكر الرئيس الفلسطيني: "مصممون على استعادة الحقوق وفقًا للقانون الدولي بالعمل الدبلوماسي الفلسطيني والمقاومة الشعبية السلمية، فنحن نقاوم ومن حقنا أنَّ نقاوم مقاومة شعبية سلمية عبر ما يجسده شعبنا يوميًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، قبلنا حل الدولتين على أساس حدود العام 1967 لكن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لا زالت تصر بالمضي في احتلالها وتقويض فرص حل الدولتين التي تبناها المجتمع الدولي".
وأوضح عباس بأنه يتعرض إلى ضغوط كثيرة عقب قراره الأخير بالتوقيع على الانضمام إلى 20 منظمة دولية؛ أبزرها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، مضيفًا: "لكن نحن اتخذنا القرار وسنسير به في النهاية، وهناك أكثر من 500 منظمة دولية يحق للفلسطينيين الانضمام إليها، ونحن لن نحرم شعبنا من هذه العضوية وسوف نسعى في وقت لاحق للانضمام إلى كل الوكالات المتخصصة والمعاهدات الدولية".
وجدَّد عباس التأكيد على التمسك بالسلام الشامل والعادل الذي يضع حد نهائي للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان ويفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورفض كل أشكال الاستيطان فيها، داعيًا الحكومات التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية إلى المبادرة لذلك.
وعلى الصعيد الداخلي، أشار عباس إلى أنَّ العائق الوحيد أمام إعادة إعمار قطاع غزة هو أن حكومة الوفاق الوطني "غير موجودة في القطاع"، مؤكدًا أنَّ الإعمار "هو الأولوية الأولى".
وذكر عباس، خلال كلمة له في افتتاح معرض "القدس في الذاكرة" مساء الأحد في مدينة البيرة في الضفة الغربية، أنه "تم الاتفاق أنَّ الذي يتولى الإعمار في غزة هي حكومة الوفاق الوطني المتفق عليها وهي التي تستلم المساعدات وتوصلها برعاية الأمم المتحدة إلى المحتاجين".
وتابع الرئيس: "لكن مع الأسف لم يتم تطبيق ذلك حتى الآن، والدول المانحة لا تصرف ما تعهدت به في مؤتمر القاهرة من أموال بسبب أنَّ حكومة الوفاق غير موجودة في قطاع غزة وهذا هو العائق الوحيد أمام الإعمار"، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن مساعي تحقيق الوحدة الوطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل من أجل إعادة إعمار القطاع.
من جهة أخرى، جدَّد عباس الدعوة إلى زيارة القدس المحتلة لدعم صمود سكانها سواء من المسلمين أو المسحيين والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، معتبرًا أنه يجب صمّ الآذان إزاء الفتاوى الدينية التي تحرم ذلك.
وقال إنَّ دعوة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لزيارة القدس تدحض فتاوى المشايخ بتحريك زيارتها.
وأضاف: "نتطلع لمزيد من العمل المخلص الذي عودتنا منظمة التعاون الإسلامي وهي التي جاءت في أصل تأسيسها للدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك".
وأكد عباس أنَّ القدس "مفتاح السلام وظلت على مدار العقود مدينة تعايش ترحب بكل من أتاها مسالمًا وتلفظ كل من أتاها غازيًا ومحتلاً على مدار التاريخ، ونحن نريدها مدينة للسلام والتعايش".
ودعا في هذا الصدد إلى إعادة موروث إكمال الحج إلى مكة بزيارة القدس الشريف، مضيفًا: "المدينة بحاجة إلى وقفة عز وشموخ من أبناء أمتنا كافة ومن دون المدينة المقدسة لا سلام ولا استقرار في المنطقة".
وشدَّد عباس على أنه "لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ولا بديل عن القدس إلا القدس ومن دون المدينة المقدسة لا توجد دولة فلسطينية مستقلة".
أرسل تعليقك