إعتقلت القوات الإسرائيلية،اليوم الأربعاء، اثنين من الصيادين الفلسطينيين في منطقة الواحة على شواطىء بيت لاهيا شمال قطاع غزة ضمن مسلسل الخروق الإسرائيلية المتكررة للتهدئة في القطاع ، وفتحت بحرية الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة على الصيادين على شاطئ بحر قطاع غزة من دون وقوع إصابات أو أضرار في مراكب الصياديين، بعد أن تأمل صيادو غزة باتفاق التهدئة الأخير الذي سمح بإعادة توسيع مساحة الصيد إلى 6 ميل في بحر وصولًا حتى 12 ميلا كما تنص عليه اتفاقية أوسلو
وقالت مصادر حقوقية ناشطة في غزة " إن زوارق الاحتلال قامت باعتقال كل من محمد زايد، وموسى السلطان خلال عملهما في صيد الاسماك في عرض البحر، وصادرت قوات الاحتلال القارب الذي كانا يستقلانه ونقلته معهما إلى جهة مجهولة".
وأحدثت حرب الخمسين يومًا دمارًا كبيرًا في غرف الصيادين ومعداتهم في قطاع غزة، وكبدتهم خسائر مالية فادحة تضاف إلى خسائرهم في الحروب السابقة والديون الملاحقين بها.
وناشد الصيادون في أحاديث منفصلة نقابة الصيادين و الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية المانحة إلى الاسراع في تعويضهم بالمراكب وأدوات الصيد لتمكينهم من جلب قوت يومهم وتأمين حاجات السوق في قطاع غزة من الأسماك.
وقدرت نقابة الصيادين الأرقام الأولية لحجم الخسائر التي تكبدها الصيادون في قطاع غزة بنحو 9 ملايين دولار، 6 ملايين خسائر مباشرة، 3 ملايين غير مباشرة.
الصياد ياسر زريد من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، صديق البحر منذ 40 عامًا، يعيل من وراء مهنته المحفوفة بالمخاطر 9 أفراد.
ويقول زريد " قبل الحرب على قطاع غزة، كان الصيادون يشتكون من المساحة الضيقة المسموح لهم فيها بالصيد ، و الملاحقات الأمنية من قبل سلاح البحرية، لكن بعد الحرب زادت معاناتنا، بتدمير مراكب وأدوات الصيد".
وأشار إلى أن الاحتلال قلل خلال الحصار مساحة الصيد من 20 ميلًا و صولًا إلى 3 أميال، ثم سمح بعد اتفاقية حرب 2012العام للصيادين بالعمل على امتداد 6 أميال، وبعد خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل بالضفة المحتلة صارت المساحة 3 أميال.
وأوضح في حديثه طبيعة المضايقات التي يتعرضون لها وهم في عرض البحر بالقول" يصادر في بعض الأوقات سلاح البحرية الإسرائيلي شباك ومعدات الصيادين، وأوقات أخرى يطلق النار تجاههم، ويقدم على تنفيذ اعتقالات في أوساط زملائنا".
وحسب الإحصاءات المتوافرة فإن عدد الصيادين في قطاع غزة يقدر بــ 4آلاف صياد، يعيلون نحو 50ألف نسمة.ويحتل قطاع صيد السمك أهمية كبيرة في البنية الاقتصادية والغذائية للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.
ويضم الصياد عمر عياش صوته إلى جانب سابقه بالقول "نطالب بحقنا في الصيد ضمن المياه الإقليمية الدولية وهي 20 ميلًا بحريًا كما هو منصوص عليه في اتفاقية أوسلو، لا نحتاج إلى المساعدات ".
عياش من سكان دير البلح في الوسطى قدر أضراره في الحرب بــ 8 آلاف دولار، يعيل 11 فردًا في أسرته.ويشير إلى غياب ع أنواع دة من السمك في ظل مساحة الصيد المقلصة، منها، السردين، الغزلان، سمك الصخر" اللوكس بجميع أنواعه، الوطواط، العصفور، البلاميدا".
ولفت إلى تعرض 25 مركبة صيد لتدمير كلي وجزئي في بحر الوسطى، و10 غرف لتدمير كلي من أصل 37 غرفة.
وتابع "الصيد مهنة مختلفة عن غيرها وهي تعتمد على الموسم، فيوم واحد يكفي عامًا كاملًا، 8 آلاف دولار ديون متراكمة على التجار ومعدات الصيد من أين اسدد هذا المبلغ بالله عليكم؟!" يختم حديثه.
ويتبين من الإحصاءات أن قطاع الثروة السمكية شهد تحولات عدة من حيث مساهمته في الاقتصاد المحلي الفلسطيني، فقد ظل عاجزًا عن المساهمة الفعلية في الاقتصاد المحلي الفلسطيني على مدى الأعوام التي سبقت قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وخلال فترات الحروب الاسرائيلية.
خالد أبو حمام يعمل منذ أربعة عقود في البحر، يساعده 2 من أبنائه الـ12، مستخدمين أدوات صيد بسيطة مقارنة بغيرهم من "حيتان البحر"، خسائره لا تتعدى الألفي شيكل لكنها تضاف لخسائره في الحرب السابقة وهي 2000 دولار. مطالبة بسيطة اختصرها في جملة " افتحوا لنا البحر، لسنا متسولين".
"أعمل في البحر منذ 35 عامًا وفي خمس دقائق لا شيء يتبقى.. أي حياة هذه! الاحتلال دمر كل ما أملكه" يقول الصياد جمال بكر من مدينة غزة.
ويضيف" وضعت كل أدوات الصيد في إحدى غرف ميناء غزة، معتقدًا أنها تشكل أمنًا ومنعًا للسرقة، لكن الاحتلال استهدف تلك الغرف ودمرها خلال العدوان، خسائري في حرب العصف المأكول تجاوزت 12 ألف دولار، و في حرب 2012 تجاوزت 25 ألف دولار.
ويشير إلى أن شريكه في غرفة الصيد جمال طلبه المعيل لــ 7 أفراد خسر خلال الحرب 10 آلاف دولار تقريبًا.
وذكر الصيادون في حديثهم إلى زميلهم إبراهيم بكر الذي عرف بينهم بأنه أكثر المتضررين جراء العدوان، إذ تفوق خسائره 100 ألف دولار.
وأوضح الصياد بكر " أن 9 شركاء له في البحر لحقت بأعمالهم خسائر فادحة بعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لغرف الصيادين في ميناء غزة".وقال "أصبحنا نشتري السمك ونحن من يصطاده، فقد انطبق علينا المثل القائل" باب النجار مخلوع".
ويعتمد الصيّادون في غزّة مراكب صغيرة الحجم في الصيد، ولا يتمكّنون من الإبحار بسفن كبيرة، لأن ميناء غزّة غير مُؤهل لاستيعاب هذه السفن، ويمنع الاحتلال حتّى اللحظة أي تطوير أو تأهيل للميناء، وهذا ما تُفاوض عليه الأطراف الفلسطينية في اتفاق التهدئة الحالي.
بدوره قال الصياد عبد الله العبسي من مدينة غزةإنه خسر خلال الحرب نحو ألف دولار تضاف إلى خسائر غبر مباشرة المتمثلة في عدم نزولهم إلى البحر طيلة الخمسين يومًا.
وأشار إلى تعرضه لخسائر في فترة الانقسام حين هربت عناصر أمنية بمراكب تابعة له إلى الجانب المصري. ودعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين إلى استئناف البطالات كما كانت تقدمها في السابق للصيادين.
أرسل تعليقك