أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، إياد البزم، أنَّ وزارته استنفرت كافة أجهزتها وإداراتها لمواجهة تأثيرات المنخفض الجوي.
وأضاف البزم، في تصريح صحافي، الثلاثاء، وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، أنَّ "الوزارة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع أي كوارث تلحق بالمواطنين، وكافة أجهزة الوزارة جاهزة لمساندة جهاز الدفاع المدني". وأهاب بالمواطنين أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وإتباع إجراءات السلامة الصادرة عن جهاز الدفاع المدني، وعند حدوث أي طارئ الاتصال على الأرقام المجانية للعمليات المركزية (109)، والدفاع المدني (102)، متمنيًا الخير والسلامة لجميع أبناء الشعب.
وأكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة مواصلة استعداداته للتعامل مع المنخفض الجوي الحالي وأي كوارث قد تحدث نتيجة استمرار تساقط الأمطار وانقطاع التيار الكهربائي على القطاع.
وأضاف مدير الإعلام في جهاز الدفاع المدني، محمد الميدنة "رفعنا جاهزيتنا لمواجهة أي طارئ في القطاع، حيث رفعنا درجة الجاهزية والاستعداد لاسيما مع تعرض القطاع لمنخفض جوي".
وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية استمرار تأثير الكتلة الهوائية الباردة وتساقط الأمطار حتى السبت المقبل على كافة مناطق القطاع وتزداد شدتها في ساعات الليل.
وأشار الميدنة إلى وجود لجنة طوارئ تم تشكيلها وتعمل على مدار الساعة لمواكبة التطورات التي تصاحب المنخفضات، إذ يشترك في اللجنة كلٌ من جهاز الدفاع المدني والعمليات المركزية والشرطة من وزارة الداخلية، والبلديات عن الحكم المحلي بالإضافة لشركة الكهرباء.
وأوضح أنَّ اللجنة تهدف إلى توحيد الجهود لمواجهة المنخفض الحالي وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة لمواجهة المنخفض والحد من الآثار المدمرة للمنخفض.
ودعا الميدنة المواطنين إلى البقاء في المنازل والاستماع إلى تعليماته تباعها وحسب أحوال الطقس وعدم الخروج إلا للضرورة.
وطالب بالتعاون مع الجيران لإيجاد التصريف المناسب للمياه التي قد تتجمع حول المنازل، وعدم استخدام السيارة إلا عند الضرورة القصوى مع الالتزام بالحذر الشديد وإتباع تعليمات الدفاع المدني ووزارة النقل والمواصلات والشرطة المرورية بشأن حالة الطرق.
ودفع المنخفض بلديات غزة إلى تنفيذ خطة طوارئ، في محاولة للتصدي له، وسط الإمكانات البسيطة التي بحوزتها، لكن تلك الخطة لم تخفف من آلم أهالي المدينة الذين يعيشون في الكرفان، ليقفوا وحدهم في مواجهة المنخفض.
ومنذ بداية الأسبوع، ضرب الأراضي الفلسطينية منخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، من المتوقع استمراره حتى نهايته، وأطلق عليه اسم "قاقون" نسبة إلى قرية أثرية فلسطينية مهجّرة تتبع قضاء مدينة طولكرم وتبعد عن المدينة حوالي كيلو متريْن.
وأوضح رئيس خطة الطوارئ التي أعدتها بلدية بيت حانون، سفيان حمد، أنَّ "أهالي الكرفان يعيشون أوقاتًا صعبة بسبب رداءة الكرفان الذي قدمته الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة".
وأكد أنَّ تنظيم ألواح "الزينقو" والسقف الذي صمم له، ليس بالشكل المطلوب، تقريبًا صممت تلك الكرفانات بشكل عشوائي وسريع، ولا تصلح للعيش الآدمي.
وبدأت شكاوى من يعيشون في الكرفانات تنهال على البلدية، فيما تكتفي البلدية بالمواساة وطمأنتهم بأنَّ محنتهم ستُحل قريبًا.
باتت الكرفانات المأوى المؤقت للمتضررين بانتظار الحل النهائي، لكّن معاناة هؤلاء زادت مع ضعف تلك البيوت "الهشة".
وفي محافظة خانيونس، تحديدًا منطقة خزاعة، حيث الجرح أبلغ من السابق في هذه الأجواء؛ توجد الحاجة الكفيفة تحرير النجار، التي تكاد أن تكون حكايتها أقصر قصة تُروى، بعدما دمرت إسرائيل منزلها المتواضع، انتقلت هي وابنتها الوحيدة للعيش في كرفان، تحاول جاهدة وسط هذا البرد التأقلم مع ألواحه المعدنية بحثًا عن الدفء.
وأضافت الأم "البرد قطّع أجسادنا، ربنا يلطف فينا ويرحمنا"، تحسبنت ثم صمتت.
وعلى مقربة من كرفان الكفيفة، بيت متنقل آخر يأوي 12 فردًا من عائلة النجار أيضًا، ولا يختلف حالهم كثيرًا عن الحاجة تحرير، وربما يكون أقسى.
أكد مدير عام الدفاع المدني سعيد السعودي، أنَّ منطقة خزاعة تتعرض لمأساة كبيرة بفعل غرق الكرفانات في منطقة حي النجار، موضحًا أنَّ الطواقم بدأت بوضع سواتر رملية حول المنطقة، لمنع وصول المياه إليها، "لكن لا جدوى من ذلك".
ويبقى أهالي الكرفانات وحدهم في مواجهة المنخفض "قاقون"، بأجساد أرهقها التلكؤ في إعادة الإعمار.
أرسل تعليقك