غزة – محمد حبيب
على الرغم من التصريحات التي أدلت بها قيادات حمساوية عن عودة العلاقات مع إيران إلى سابق عهدها الا أن مصادر مطلعة، ذكرت الخميس، أن خلافات ما زالت عالقة بين الحركة وإيران أدت إلى ارجاء الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى طهران الشهر الجاري.
وبين مصدر حمساوي لـ"فلسطين اليوم" أن الاتصالات مع إيران متواصلة من أجل إيجاد حل تلك الخلافات، مشيرا إلى أن العلاقات لم تعد حتى اللحظة إلى طبيعتها بشكل تام مع طهران، موضحًا أن زيارة مشعل تم تأجيلها إلى وقت لاحق حتى يتم ترتيب الملفات العالفة بين الطرفين. على حد وصفه.
وحسب المصادر فإن الخلاف الرئيسي البارز يعود إلى ملف الأزمة السورية القائمة، وأن حركة "حماس" ما تزال تتمسك بمواقفها الداعمة لحقوق الشعب السوري وترفض التدخلات الخارجية، معتبرةً أن الحل يكمن في إيجاد اتفاق سياسي سوري- سوري ينهي الخلافات على مبدأ الشراكة ووقف القتل المتبادل.
ولفتت المصادر إلى أن طهران ما تزال تصر على مواقفها بأن ما يجري في سورية هدفه تدمير تحالف المقاومة في المنطقة وتقطيع أوصاله، مشيرةً إلى أن حماس لا تعتبره كذلك وترى أنه جزء من التغييرات الإقليمية التي حصلت بعد ما عرف بالربيع العربي وأنه ما لم يجر تغيير في واقع السياسة السورية الداخلية فإن سفك الدماء سيتواصل وهو ما ترفضه حماس وتؤيد بشدة وجود حل سوري داخلي دون أي تدخلات من أي طرف كان.
وأبرزت المصادر أن حماس وعبر وفدها الذي زار طهران أخيرًا أبلغت القيادة الإيرانية أنها ومنذ اللحظة الأولى للأزمة السياسية لم تتدخل تحت أي ظرف في الأحداث الجارية في سوريةا وأنها مع حقوق الشعوب ومع ضرورة وقف القتال والبحث عن حل سياسي يضمن الشراكة السياسية.
وذكرت المصادر أن هناك تقدما ملحوظا في مسار العلاقات بين الجانبين لكن بعض الخلافات بشأن الملف السوري وعلاقة حماس مع بعض الجهات كقطر مثار خلاف، ويجد بعض الوسطاء الذين فتحوا الباب أمام طي الخلافات القديمة بعض الحلول التي قد تنتج حلولا جديدة ترضي جميع الأطراف.
وحسب المصادر فإن الاتصالات لازالت جارية مع إيران التي لم تقطع دعمها المادي للجناح العسكري لحماس طوال السنوات السابقة رغم القطيعة مع القيادة السياسية للحركة إلا أنها استمرت بالدعم المقلص للقسام.
وتتوقع المصادر أن تشهد العلاقات بين حماس وطهران تحسنا جديدا خلال الشهور المقبلة سيتم من خلال زيارة سيقوم بها مشعل إلى إيران وسينسق لها في أعقاب إنهاء الخلافات وإغلاق الطريق أمام أي خلافات جديدة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أن "العلاقات مع إيران آخذة في التطور"، مشيراً إلى أنه "كان هناك خلاف في وجهات النظر وسوء تفاهم بين الطرفين، ولكن انتهت أسبابه، وتم حل النقاط الخلافية".
وقال أبو مرزوق إنّ الفترة المقبلة "قد تشهد تبادلاً للزيارات الرسمية بين الطرفين"، مشدداً على أنه "لا توجد أجندات خاصة لدى الحركة، ولكن بما أننا حركة مقاومة وأرضنا محتلة فنحن في حاجة إلى مساعدة الجميع".
أرسل تعليقك