يجري جيش الاحتلال الاسرائيلي تدريبات على خوض حرب طاحنة مع حزب الله اللبناني خلال العام الجاري، لا سيما وأنه ينتظر رد الحزب على عملية اغتيال عدد من قيادييه من بينهم جهاد مغنية بغارة إسرائيلية استهدفتهم مساء الاحد في منطقة القنيطرة السورية. وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" ، الاثنين، أن جنود وحدة "أغوزي" الخاصة خضعوا خلال الأسبوعين الماضيين لدورة تدريبية مكثفة تحاكي تصرفات وأفعال مقاتلي حزب الله.
وأوضحت الصحيفة أن جنود الكتيبة رقم "12" التابعة للواء "غولاني" أنهت الأسبوع الماضي تدريباً خاصاً يحمل الكثير من التحديات، إذ خاضوا قتالاً ضد جنود وحدة "أغوزي" الذين تنكروا على هيئة مقاتلين من حزب الله.
وأشارت إلى أنه خلافاً للتدريبات البرية السابقة، فقد خضع جنود "أغوزي" لتدريبات مكثفة استمرت لأسبوعين تعلموا خلالها أساليب التخفي وإطلاق النار على طريقة مقاتلي حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن ضابط عسكري رفيع المستوى من لواء "غولاني" قوله "حاولنا محاكاة التدريب الواقع القتالي الذي سيواجهه الجنود في حال اندلع القتال مع حزب الله، إذ اضطر الجنود للبحث عن العدو الذي حاكى تصرفات حزب الله، تماماً كما يحدث في المعركة الحقيقية وكأن هناك جنوداً أصيبوا بجراح، وآخرين قتلوا أثناء التدريب.
وقال موقع "0404" الإسرائيلي الإخباري، الاثنين، إن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفعت حالة التأهب على الحدود الشمالية خشية من رد حزب الله، كما كثف سلاح الجو الاسرائيلي نشاطه في سماء المناطق الحدودية مع لبنان"، مشيراً إلى رفع حالة التأهب في السفارات الاسرائيلية بالخارج.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير تحذيره لحزب الله في حال أقدم على الهجوم على أي اهداف إسرائيلية، فيما دعت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية سكان المستوطنات في مناطق الشمال لتوخي الحذر خشية إطلاق صواريخ من قبل حزب الله.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، الإثنين، أن الأجهزة الأمنية تجنبت التعقيب على الغارة الجوية التي قامت بها مروحية إسرائيلية على مجموعة من قياديي حزب الله في منطقة القنيطرة في الجانب السوري من هضبة الجولان مساء الأحد.
وأوضحت الإذاعة أن وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون اكتفى بالقول "إن حزب الله مطالَب بتقديم الشروحات حول تواجد مقاتليه في الأراضي السورية".
ونقلت عن مصادر استخبارية قولها إن "جهاد مغنية نجل القيادي العسكري السابق عماد مغنية، أبرز قتلى الهجوم، كان يقود خلايا كبيرة نشطت في الجولان السوري برعاية إيرانية مباشرة".
وقد أعلن حزب الله حالة الاستنفار لمقاتليه في الجنوب اللبناني، فيما ذكرت الأنباء أن قوات "اليونيفيل" الدولية كثفت من تسيير دورياتها على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقالت مصادر إسرائيلية الاثنين، إن الجبهة الشمالية موجودة منذ وقت طويل في مرمى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وحادثة اغتيال جهاد مغنية ورجال الحرس الثوري الإيراني ليست مصادفة، والسؤال الذي يرفرف في الأجواء هو ليس حول إمكانية رد حزب الله، وإنما كيف ومتى يرد؟
وحسب المصادر، فإن السؤال الوحيد الذي وجه للجيش الإسرائيلي بعد الهجوم الذي قتل فيه جهاد مغنية،هو كيف سيرد حزب الله. وعلى ما يبدو فإن إسرائيل لم تتطرق بالمرة للإعلان عن الهجوم الوارد من لبنان، الذي أودى بحياة مغنية، ليس حدثاً وقع مصادفة.
وتابعت المصادر القول إنه "حتى لو كانت الأحداث على الجبهة الشمالية بعيدة عن اهتمام الجمهور، فإن من المهم أن نفهم أن المقصود هنا هو جبهة ملتهبة، قررت الاستخبارات مسبقاً، ووفق تقديراتها، أن احتمالات نشوب معركة في العام 2015 باتت كبيرة، وعلى أي حال فإن الهجوم والاغتيال يعتبران حدثاً خطيراً جداً من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الجبهة الشمالية".
وأضافت المصادر أنه “عملياً، فإن الجبهة الشمالية تعيش وضعاً متفجراً جداً منذ بداية عام 2014 عندما هدد حزب الله بأنه سيرد بعمليات على الهجوم الذي نفذ ضد قافلة كانت تحمل السلاح على الأراضي اللبنانية، وقد نفذ تهديده. فقد نفذ حزب الله في العام المنصرم عدة عمليات من جبهة هضبة الجولان، ومن الحدود اللبنانية أيضاً، فقبل عدة أيام فقط هدد نصر الله بأن تنظيمه يمتلك أسلحة تستطيع الوصول الى كل نقطة في إسرائيل".
وحسب المصادر، "واصل حزب الله استعداده لتنفيذ عمليات أخرى، وربما جاء اغتيال مغنية بالقرب من القنيطرة السورية ليحبط عملية من هذا القبيل. خسارة حزب الله كبيرة جداً بسبب العدد الكبير من القادة الذين يغتالون من صفوفه، وعلى رأسهم مغنية، ومن المحتمل ان جنوداً من الحرس الثوري الإيراني قضوا في الهجوم أيضاً، ولكن أحداً لم يعترف بذلك.
وأضافت المصادر أنه "بالنسبة لجهاد مغنية فقد قيل بطريقة ليست رسمية على لسان عناصر استخباراتية في الغرب أن المقصود هو شخص ترأس بنية إرهابية واسعة النطاق وعميقة تشرف عليها إيران مباشرة، وتنتمي لحزب الله، تعمل ضد إسرائيل في هضبة الجولا. و كان جهاد مغنية قد خطط، وعلى نطاق واسع، عمليات دموية صعبة أخرى ضد اسرائيل في هضبة الجولان، تضمنت إطلاق صواريخ ونصب عبوات وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات استهدفت قتل الجنود الاسرائيليين في هضبة الجولان وقتل مدنيين إسرائيليين. مغنية هو إرهابي متسرع أنشأ تنظيماً إرهابياً جيداً جداً بمساعدة من إيران وحزب الله، تنظيم إرهابي له قدرات، وكان يعمل على تجهيز عمليات خطيرة".
نعم أو لا؟ السؤال هو ما هي الخيارات التي يمتلكها حزب الله؟ جاء الهجوم ليوضح أن قواعد اللعبة التي سادت في العام المنصرم وحولت هضبة الجولان الى ساحة عمليات يقوم بها الحزب لم تعد سارية المفعول. وبالرغم ذلك فإن حزب الله قد يرد بعمليات على طول الحدود، وربما أكثر من ذلك إطلاق صواريخ أو عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. من الصعب تحديد فيما إذا كان لموعد الانتخابات القريبة أي أثر على قرار الهجوم كما زعم حزب الله، ولكن المؤكد بأن الأسابيع المتبقية للانتخابات ستظل متوترة جداً في الشمال، أقل ما يمكن قوله.
أرسل تعليقك