رحب وزير "الأوقاف والشؤون الدينية" الفلسطيني يوسف ادعيس بتبني اليونسكو "قرار الأردن وفلسطين" المدعوم من المجموعة العربية والإسلامية حول فلسطين، الذي يؤكد التعريف الأردني والإسلامي التاريخي الثابت بان المسجد الأقصى المبارك هو كامل الحرم القدسي الشريف بالإضافة إلى اعتبار منطقة باب المغاربة جزا لا يتجزأ منه .
وبيّن ادعيس في تصريح صحافي الأربعاء أن القرار سيعمل على حماية المسجد الأقصى وإيقاظ الشعور الديني لدى المسلمين تجاه القدس لممارسة الحقوق الدينية ولدعم صمود ونضال القدس في ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في المدينة المقدسة.
وأوضح أن تصاعد اعتداءات الاحتلال في الآونة الأخيرة في القدس تنذر بعواقب وخيمة، لكونها تأتي ضمن مسلسل عنصري متواصل يظهر فيه مدى استهتار الاحتلال بالمقدسات وبحياة أبناء شعبنا، مبيناً أن الصمت على هذه الجرائم يشجع على الاستمرار في تكرارها.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية والعالمية كافة من أجل الحفاظ على مدينة القدس وعلى ضرورة التحرك السريع من أجل الدفاع عن الفلسطينيين ومقدساتها من إرهاب الاحتلال المتواصل على الحقوق والمقدسات الفلسطينية.
واعتبر ادعيس أن حماية الأماكن المقدسة في فلسطين لا يقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم بل هو بحاجة إلى دعـم ومساندة كافة أبناء العالمين العربي والإسلامي والشرفاء في جميع أنحاء العالم من اجل تحمل مسؤولياتهم تجاه الأماكن المقدسة والعمل على وضع برنامج عملي على أرض الواقع لمواجهة هذه الهجمة المسعورة.
والجدير ذكره أن القرار يطالب "إسرائيل" بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وقرارات "اليونسكو" المتعلقة بتراث القدس القديمة وأسوارها والتي أدرجت على لائحة التراث العالمي من قبل الأردن منذ عام 1981، والتراث المهدد بالخطر منذ عام 1982.
ودعا قرار اللجنة "إسرائيل" إلى وقف جميع أعمال الحفريات والأنفاق والهدم داخل وفي محيط القدس القديمة ووقف جميع الانتهاكات والتجاوزات التي تؤجج التوتر على الأرض والصراع بين أتباع الديانات.
وطالب القرار أيضا بالتوقف الفوري عن تعطيل 19 مشروعا من مشاريع الاعمار الهاشمي في المسجد الأقصى وإنهاء إغلاق باب الرحمة في المسجد، والتوقف عن تعطيل أعمال الترميم في المكان واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ التصميم الأردني لإعادة إعمار طريق باب المغاربة .
وحث القرار "إسرائيل" على الإيقاف الفوري للاقتحامات شبه اليومية من قبل المتطرفين اليهود والجنود المسلحين لساحات المسجد الأقصى والاعتداء على موظفي الأوقاف الأردنية والقيادات الإسلامية داخل الحرم القدسي الشريف.
وشمل القرار إيقاف تحويل عدد من المباني والمواقع الإسلامية لكنس يهودية، بالإضافة لتغير عدد من الأسماء التاريخية لعشرات من الشوارع والمواقع الأثرية إلى أسماء يهودية.
واعتبر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى، مصادقة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" أمس الثلاثاء، على مشروعي قرار يدينان ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، "الأول يدين سياسة إسرائيل العنصرية في مدينة القدس وتحديدا في منطقة الحرم القدسي الشريف والمتمثلة بالاقتحامات للمستوطنين المتطرفين ودعم جيش وشرطة الاحتلال لها من جهة وممارسات إسرائيل الرامية لتهويد البلدة القديمة من مدينة القدس، والثاني قرار يطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار عن قطاع غزة ويستنكر إقدام إسرائيل على قتل عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين خلال عدوانها الأخير على غزة"، أنها تنسجم مع تطلعات المجتمع الدولي وقواعد القانون الدولي الرافضة لسياسة الاحتلال وإجراءاته الباطلة، وهي دعم للحقوق الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
وأكد عيسى أنه "رغم صدور مثل هذه القرارات إلا أن إسرائيل على ارض الواقع لم تنفذ حتى ألان قرارات اليونسكو المتعلقة بمنعها من الاستمرار بالحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك أو بجواره أو بمواقع أثرية أخرى في المدينة المقدسة، وضربت بعرض الحائط بنحو 79 قرارا صدر عن يونسكو بشان مدينة القدس منذ العام 1968 وحتى ألان، والتي وجهت إدانة لإسرائيل بالعديد منها، وأكدت على ضرورة الحفاظ على الطابع الديني والثقافي والسكاني للمدينة المقدسة خاصة القدس القديمة".
وأضاف أن "إسرائيل تحاول جاهدة وبشتى الوسائل انتهاك القرارات التي صدرت عن اليونسكو ولجنة التراث التابعة لها بخصوص القدس دون وازع أخلاقي أو قانوني أو اعتراف بالمواثيق والمعاهدات الدولية رغم خصوصية ما تحتضنه المدينة من مقدسات إسلامية ومسيحية، وهو الأمر الذي يتطلب دوليا متابعة تنفيذ قرارات اليونسكو المتعلقة بجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس التي تتمتع بوضع دولي خاص لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة انتهاكاتها الجسيمة بحق المدينة المقدسة والأماكن الدينية الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأشار إلى أن "م.ت.ف تمكنت من تسجيل مدينة القدس ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وهي تتخذ جميع الخطوات اللازمة ضمن مسؤوليتها للمحافظة على تراث المدينة المقدسة وصيانته، والسلطة الوطنية الفلسطينية وبالتعاون مع المجموعة العربية في اليونسكو ولجنة التراث العالمي تمكنت من إفشال كل محاولات إسرائيل لإلغاء قرار اليونسكو المتعلق باعتبار القدس من المدن التراثية المهددة بالخطر".
وتابع "وهذا يتطلب تفعيل وتنفيذ القواعد القانونية ذات الصلة من قبل منظمات المجتمع الدولي للحفاظ على مدينة القدس الشرقية الواقعة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي وترميم وصيانة الأماكن الدينية والتاريخية والتراثية فيها بهدف تحقيق أماني وطموحات شعوب العالم في القدوم إليها وإقامة الطقوس الدينية المتعلقة بأتباع الديانات السماوية الثلاث "اليهودية والمسيحية والإسلام".
أرسل تعليقك