سيطرت الفصائل المعارضة على منطقتي المجبل والمناشر، بين قريتي البريج والشيخ نجار، شمال شرقي مدينة حلب، صباح الإثنين، فيما استعاد المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، السيطرة على كامل المربع الأمني، الذي يضم مقار الحكومة المحلية ووحدات حماية الشعب، بعد نحو ثلاثة أشهر من سقوطه في أيدي تنظيم "داعش".
وأسفرت الاشتباكات في حلب (شمال سورية) عن مقتل ما لا يقل عن عشرين من عناصر الجيش الحكومي، واغتنام الفصائل المعارضة لدبابة، وكميات من الأسلحة الخفيفة والذخائر.
وسقطت قذيفة صاروخية، أطلقتها الكتائب المعارضة، على منطقة في حي الخالدية، ما أدى إلى سقوط جرحى، وأضرار مادية في المنطقة، بينما قصف مقاتلو "داعش"، بعدد من القذائف الصاروخية، تمركزات للقوات الحكوميّة، والمسلحين الموالين لها، في تلة التيارة، شرق حلب، ما أدى إلى اندلاع نيران فيها.
وتمكنت المعارضة، عبر تقدّمها في البريج من السيطرة ناريًا على طريق إمداد القوات الحكوميّة من سجن حلب المركزي إلى منطقتي حندرات والملاح شمال حلب.
وتعتبر المجبل من النقاط الاستراتيجية والمرتبطة بالمعارك التي تخوضها الفصائل المعارضة ضد القوات الحكومية، على الجبهتين الشمالية والشرقية، في كل من قريتي البريج والشيخ نجار، في ريف حلب، وتعد السيطرة عليها تقدّمًا نوعيًا للفصائل.
وجاءت سيطرة المقاتلين الأكراد على كامل المربع الأمني عقب اشتباكات، بدأت قبيل منتصف ليل الأحد ـ الإثنين، مع تنظيم "داعش"، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين جنوب عين العرب.
وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي ثلاث ضربات على الأقل استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" في المدينة، وسط قصف متقطع من القوات الكردية العراقية "البيشمركة" على مواقع التنظيم في كوباني وأطرافها، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرًا من تنظيم "داعش"، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.
ومن الغرب السوري، في محافظة حمص، فتحت القوات الحكوميّة نيران قناصاتها على حي الوعر، في مدينة حمص، وقرية حوش حجو في الريف الشمالي، والطيبة في ريف مدينة السخنة، بينما استهدفت الكتائب المعارضة تمركزات للقوات الحكوميّة في أطراف قرية الكم.
وطال القصف الحكومي في محافظة حماه، بالبراميل المتفجرة، مناطق في بلدة كفرزيتا في الريف الشمالي، دون معلومات عن إصابات.
وسقطت، في محافظة ريف دمشق (جنوب سورية)، قذيفة "هاون" على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية، بينما قصفت القوات الحكوميّة مناطق في مدينة الزبداني، وجبلها الغربي.
وانفجرت عبوة ناسفة، صباح الإثنين، قرب معبر ببيلا - سيدي مقداد، ما أدى إلى إصابة سيدة بجراح، وقتل عنصر من القوات الحكوميّة في اشتباكات مع المعارضة في جرود القلمون.
واندلعت في العاصمة دمشق اشتباكات بين القوات الحكوميّة والمعارضة في حي جوبر، كما سقط صاروخان، يعتقد أنهما من نوع "أرض – أرض"، على مناطق في الحي، كذلك سمعت أصوات إطلاق نار في منطقتي العمارة، وشارع بغداد، وسط العاصمة، ناجم عن تشييع قتلى للقوات الحكوميّة، في حين عثر على جثمان رجل مجهول الهوية، في منطقة البساتين الواقعة بين حيي تشرين وبرزة.
وقصفت القوات الحكومية، في محافظة درعا بلدتي الشيخ مسكين وعتمان، ومدينة بصرى الشام، ومنطقة درعا البلد في مدينة درعا، بينما سقطت قذيفة "هاون" على مخيم درعا، بالتزامن مع اشتباكات في درعا المحطة.
وشهد الشرق السوري، في محافظة دير الزور قصفًا حكوميًّا على قرى الحوايج وعياش والخريطة، في الريف الغربي، كما تدور اشتباكات بين تنظيم "داعش" والقوات الحكوميّة، قرب قرية الجفرة، المحاذية لمطار دير الزور العسكري.
ونفذ الطيران الحربي الحكوميّ غارتين على مناطق في بلدة الحوايج، ما أسفر عن مقتل طفلتين اثنتين، وسقوط جرحى، معظمهم من النساء والأطفال، وأضرار مادية في المنطقة.
ودارت في محافظة الحسكة اشتباكات بين تنظيم "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردي، في منطقة قرب قرية مقسومة، في ريف مدينة رأس العين (سري كانيه) الجنوب غربي، ومنطقة مفرق صديق، في الريف الغربي لمدينة الحسكة، وسط قصف حكوميّ على مناطق الاشتباك.
وفي سياق متّصل، تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 6553 مدنيًا، جراء قصف طائرات الحكوميّة الحربية والمروحية، منذ الأول من كانون الثاني/يناير، وحتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر من العام 2014، على مناطق سوريّة عدة.
وأشار المرصد إلى أنّه "من بين المجموع العام للشهداء 1814 طفلاً دون سن الـ 18، و965 مواطنة، فوق سن الـ 18، ممن استشهدوا جراء قصف صاروخي من طائرات الحكوميّة الحربية وقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي على مناطق في قرى وبلدات ومدن سوريّة، على مدار العام الماضي".
وأضاف "بلغ عدد الشهداء المدنيين في محافظة حلب، أكثر من 50 % من المجموع العام للشهداء، فيما أدى القصف الجوي من طائرات الحكوميّة إلى إصابة ما لا يقل عن 40 ألف مواطن بجراح، بينهم الآلاف ممن أصيبوا بإعاقات دائمة".
وأبرز أنَّ "شهري شباط/فبراير، وأيلول/ سبتمبر كانا الأكثر دموية في العام 2014، حيث بلغ معدل الشهداء الأعلى"، لافتًا إلى أنه "بلغت نسبة الشهداء، نتيجة القصف الجوي من طائرات الحكوميّة، نحو 35 % من مجموع الخسائر البشرية للمدنيين لعام 2014".
أرسل تعليقك