يحصل المستوطن الإسرائيلي على سبعة أضعاف حصة المواطن الفلسطيني من المياه، وذلك بسبب سيطرة الاحتلال على مصادر المياه الفلسطينية وسرقتها لصالح المستوطنات في كل فلسطين التاريخية. وجاء ذلك في بيان مشترك أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية، بمناسبة يوم المياه العالمي الذي يصادف الأحد، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن شعار يوم المياه العالمي لعام 2015 الذي يصادف يوم 22 آذار/ مارس من كل عام هو "المياه والتنمية المستدامة".
وتعاني فلسطين من شح في المياه جراء سرقتها من الاحتلال، ما انعكس بشكل كبير على وضع التنمية وخاصة في مجال الزراعة الذي يعلب دورًا حيويًا في اقتصاد الدول النامية ويمثل المصدر الرئيسي للغذاء والدخل والعمل لسكانها الريفيين، ويعد التطور في الزراعة واستخدام الأراضي أمرًا أساسيًا لتحقيق الأمن الغذائي وللتخفيف من حدة الفقر ودليلًا على الحصول على التنمية الزراعية.
ووفق الأمم المتحدة، تساهم المياه بشكل كبير في تحقيق التنمية الزراعية، حيث وبحسب بيانات المنظمة الدولية فإن 90 في المائة من المياه الجوفية المستخرجة تستخدم للري، وتعتبر الزراعة أكبر قطاع مستهلك للمياه المتاحة بنسبة تصل إلى 70 في المائة على المستوى العالمي.
وتعتبر كمية المياه المتاحة للزراعة في فلسطين شحيحة مقارنة بمساحة الأراضي المزروعة في فلسطين، والتي بلغت في العامين 2010/2011 بلغت 1,034,901 دونم منها 167,671 دونم أراضي زراعية مروية، في حين بلغت كمية المياه المضخوخة من الآبار الجوفية للاستخدام الزراعي 114.5 مليون م3 في العام 2011 لترتفع هذه الكمية إلى 123.8 مليون م3 في العام 2013.
وفيما يتعلق بنوعية المياه فان 48.8 في المائة من الأسر في فلسطين في العام 2013 تعتبر المياه جيدة، وتتباين هذه النسبة بشكل كبير على مستوى المنطقة حيث بلغت 73.5 في المائة في الضفة الغربية مقابل 5.8 في المائة في قطاع غزة.
ويعزى تدني هذه النسبة في قطاع غزة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في المياه بسبب تسرب مياه البحر إلى الخزان الجوفي نتيجة الضخ الجائر ناهيك عن مشكلة تسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية، فضلًا عن عدم وجود آليات واضحة لضبط ومراقبة مياه الشرب من قبل الهيئات المحلية في قطاع غزة والمؤسسات ذات العلاقة.
وأوضح بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية، أنّ مستوى عدم التكافؤ بين "إسرائيل" وفلسطين في المشاركة في الأحواض المائية الجبلية في الضفة الغربية بالغ الوضوح، فمتوسط نصيب الفرد من استخدام المياه من قبل المستوطنين في الضفة الغربية أعلى بنحو سبع مرات عن مثيله لدى الفلسطينيين.
وبلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 100.8 مليون م3 في العام 2013، وتعتبر هذه الكمية ضخًا جائرًا، علمًا أن مقدار الضخ الآمن وطاقة الحوض المستدامة هي 50-60 مليون م3 فقط، مما أدى إلى عدم توافق أكثر من 90 في المائة من نوعية المياه التي يتم ضخها من الحوض الساحلي مع معايير منظمة الصحة العالمية.
من ناحية أخرى بلغت كمية المياه المستخرجة من الأحواض الجوفية في الضفة الغربية للعام 2013 (52.9 مليون م3 للحوض الشرقي، 29.3 مليون م3 للحوض الغربي، 21.6 مليون م3 للحوض الشمالي الشرقي).
وتعتبر نسبة المياه المستخرجة من المياه الجوفية والسطحية مرتفعة نسبة إلى المياه المتاحة في فلسطين، حيث بلغ معدل هذه النسبة حوالي 82 في المائة خلال الأعوام 2009-2013، آخذين في الاعتبار أنّ نسبة المياه المتاحة للفلسطينيين لا تزيد عن 12 في المائة من القدرة التخزينية للأحواض الجوفية، ناهيك عن أن "إسرائيل" حرمت الفلسطينيين من استغلال حقهم في مياه نهر الأردن منذ العام 1967، والتي قدرت سابقًا وفق خطة المياه الموحدة لوادي الأردن المعروفة بـ "خطة جونستون" بحوالي 250 مليون م3.
أرسل تعليقك