رد المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، التي جاءت في كلمة له خلال مؤتمر عقد في غزة أمس الثلاثاء، على شكل تساؤلات حول تعطيل ملف المصالحة والوحدة الوطنية ودعوته الحكومة للقدوم إلى غزة.
وأكد القواسمي في بيان صحافي الأربعاء، أنَّ إسماعيل هنية يعرف تمام المعرفة أنَّ حركته وبقرار مسبق ووفقا لخطة متفق عليها من قيادة "حماس" في غزة هم من عطلوا ملف المصالحة والمسؤولين عن عدم تنفيذ كل الاتفاقيات التي تم إبرامها بين حركتي "فتح" و"حماس".
وأوضح القواسمي أنَّه في تاريخ 2/6/2014 تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني كخطوة مهمة نحو انجاز كل الملفات الأخرى، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة قانونية وإدارية لمعالجة ملف عناصر "حماس" الذين تم تعيينهم بعد "الانقلاب الحمساوي"، وتم الاتفاق على إعادة موظفي السلطة الشرعيين الى أماكن عملهم، فضلًا عن ترتيبات أمنية تدريجية تمكن حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها الأمنية والإدارية، إلى جانب تسليم المعابر لمؤسسات الدولة الفلسطينية وتوحيد مؤسسات الوطن ما بين شطريه.
وأبرز أنه وبعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني بيومين وبتاريخ 4/6/2014، اعتدت "حماس" بالضرب المبرح على موظفي الدولة، ومنعتهم من تسلم رواتبهم، وأغلقت البنوك لمدة أسبوعين واعتدت على موظفي المؤسسة البنكية مع التهديدات من قيادة "حماس" بحل الحكومة والتراجع عن تشكيلها ومنعها من العمل في القطاع، تحت ذريعة أنه يجب صرف رواتب لعناصرهم كافة، بالرغم من وجود اتفاق صريح بالانتظار ثلاثة أشهر إلى حين إنهاء اللجنة القانونية الإدارية لعملها، وبالرغم من أن عناصر "حماس" لم يتلقوا رواتبهم من إسماعيل هنية لمدة سبعة أشهر قبل تشكيل حكومة الوفاق، لم نسمع حينها أي تهديدات أو إضرابات أو إغلاق للبنوك.
وأضاف "إننا كنا قد اتفقنا مع "حماس" في القاهرة عام 2012 وبوجود كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء على الالتزام بالمقاومة الشعبية وضرورة تفويت الفرصة على الاحتلال من عدوان كبير تشنه على القطاع وعلى الضفة الفلسطينية، إدراكا من الجميع بأن الاحتلال يريد ويرغب في أن يتهرب من كل الاستحقاقات السياسية أمام المجتمع الدولي بالذهاب إلى العدوان تحت ذريعة الصواريخ".
وتابع "مع العلم بأن وفد منظمة التحرير تبنى كل مطالب "حماس" وتراجعت عنها "حماس" فجأة كليًا ولكن بعد دمار هائل، الأمر الذي كان يمكن تداركه في الأيام الأولى للحرب وتحقيق بعض الانجازات لو سمعوا كلام ورأي الرئيس محمود عباس، والأسوأ من ذلك أن عناصر "حماس" وأثناء الحرب أطلقت الرصاص على حوالي مائة من عناصر وقيادات حركة "فتح" وفرض الإقامات الجبرية عليهم، ما أدى إلى استشهاد العشرات منهم في القصف الإسرائيلي بعد منع "حماس" لهم من مغادرة بيوتهم وإطلاق الرصاص على من يخالف إقامتهم الجبرية".
واستطرد القواسمي "بعد العدوان الإسرائيلي المجرم على شعبنا، وما أن وضعت الحرب أوزارها، حتى بدأت "حماس" بشن هجوم إعلامي لاذع على الرئيس وعلى "فتح" وعلى الحكومة ولم يتركوا في ذلك إلا ولا ذمة، مع حملات الاعتقالات العشوائية والتنكيل بحق قيادات "فتح" وكوادرها المناضلين، وبالرغم من ذلك كان قرار "فتح" بضرورة إنقاذ أهلنا وشعبنا في القطاع المدمر".
وأشار إلى أنَّ الرئيس عمل مع العالم بأسره ومع القيادة المصرية خصوصًا على عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، إذ تم تخصيص حوالي سبعة مليار دولار، مع تأكيد الرئيس والحكومة للعالم بأن حكومة الوفاق الوطني تسيطر على القطاع، وكان قد سبق المؤتمر بيومين زيارة الدكتور رامي الحمد الله والوزراء كافة للقطاع وتم عقد جلسة وزارية لبعث رسالة تطمينية للمجتمع الدولي بأن الحكومة تسيطر على مقاليد الأمور وبهدف إنجاح المؤتمر وتوفير الأموال لإغاثة شعبنا.
وشدَّد القواسمي على أنَّه وبعد النجاح الباهر للقيادتين الفلسطينية والمصرية وقبيل زيارة الحكومة لغزة ولقيادات "فتح" بيومين و بتاريخ 7/11/2014 ، نفّذت "حماس" عمليات التفجيرات لمنصة الشهيد ياسر عرفات ولبيوت خمسة عشر قياديا في "فتح" بالعبوات الناسف، ما أدى الى إلغاء الزيارة، وكانت الرسالة الحمساوية تعني رفض الزيارة للحكومة ولقيادات "فتح".
وقال ، "إنَّ جهود الرئيس وحركة "فتح" لم تتوقف من أجل إعادة الإعمار واتخذنا قرارًا بفصل العلاقة مع "حماس" عن ملف إعادة الإعمار، وطالبنا "حماس" بضرورة تسليم المعابر كي تتمكن الحكومة من إدخال مواد إعادة الإعمار، وردّت "حماس" على هذا الطلب بوضع الحواجز وفرض الضرائب على بضائع إعادة الإعمار، كما وفرضت الضرائب على المواد والبضائع الفلسطينية الآتية من الضفة وأغرقت أسواق غزة بالبضائع الإسرائيلية في ظل وجود مقاطعة لها في الضفة، كما وأغلقت معبر ايريز بعد اعتداء إثم على الموظفين هناك مما أوقف عملية إعادة الإعمار، إضافة الى الرسائل السلبية التي أرسلتها "حماس" للمجتمع الدولي عبر حرقها لمقرات الأونروا".
وبيَّن القواسمي أنَّ "حماس" لم تتوقف عند هذا الحد من الممارسات التي استهدفت إفشال الحكومة والمصالحة، بل عملت على تعميق الانقسام، فقامت بتاريخ 5/1/2015 على اعتقال خيرة قيادات حركة "فتح" وتعذيبهم بطرق وحشية تعجز الكلمات عن وصفها وتعريتهم وأهانتهم ، وطال هذا الاعتداء لقامات مناضلة قضت في السجون الإسرائيلية أطول من أعمار من اعتقلوهم وعذبوهم، وبالرغم من ذلك أعطى الرئيس تعليماته للحكومة بضرورة الذهاب لغزة والاطلاع على مشاكل الناس عن قرب وإيجاد الحلول السريعة للوضع الإنساني المتفاقم عند أهلنا، فتوجهت الحكومة وبتاريخ 12/2/2015 الى القطاع، فحاصرت "حماس" واقتحمت مجلس الوزراء والاعتداء عليهم، إضافة إلى شبه اعتقال لبعض الوزراء في أماكن إقامتهم ومنعهم من الالتقاء مع الناس أو الموظفين، ومحاولة اقتحام مقرات إقامتهم للاعتداء على بعضهم.
وأضاف القواسمي أنه "وبالرغم من كل ما سبق إلا أن الرئيس وفي اجتماع اللجنة التنفيذية نهاية كانون الثاني/ يناير 2015 قرر تشكيل وفد للذهاب لغزة للالتقاء بـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" لتذليل العقبات أمام المصالحة، فبدأ هجوم لاذع على وفد منظمة التحرير وعلى قيادة "فتح"، وقتلت "حماس" المبادرة الأخيرة بمحاولة قتل مأمون سويدان بإطلاق الرصاص عليه وإصابة مرافقيه منذ عشرة أيام لأنه أدلى بتصريح على فضائية عودة وفلسطين".
وتوجه القواسمي في ختام تصريحاته المفصلة إلى إسماعيل هنية بعدة أسئلة "هل عرفت يا هنية من يعطل المصالحة؟ هل تعلم أنَّ أكثر من 90% من شعبنا في القطاع يرغب في الهجرة لو أتيحت لهم الفرصة هربًا من حكمكم؟ هل تشعرون بالمسؤولية الوطنية ولو حتى للحظة واحدة اتجاه الشعب والقضية؟ هل تشعرون بمعاناة أهلنا وشعبنا في القطاع نتيجة لحكمكم ؟ هل يوجد في قاموسكم مكان لمعاني الوحدة والمصالحة والشراكة؟ هل تدركون أننا جميعا أبناء شعب واحد؟ أم أن مفاهيمكم الاخوانية جعلتكم تفضلون الجماعة على العشيرة والأهل مما سهل قتلكم للناس؟".
وتساءل أيضًا "أم أنكم ما زلتم تتمسكون بأفكار حسن البنا التي أحلت الكذب ولا تعترف بالوطن ولا بالشعب ولا بالعلم الوطني؟ هل تدرك أن ما فعلتموه بانقلابكم وتمسكم به هو أحد أهم الأهداف الإسرائيلية الاستراتيجية؟ هل لك حجة أن تتحدث بعد كل ما ورد عن الاعتقالات وحرية الرأي والتعبير في الضفة؟ هل سمحتم لأي نوع من الانتخابات النقابية أو الطلابية أو الجمعية أو البلدية طيلة الثمان سنوات الماضية لتتحدث عن الديمقراطية والانتخابات؟ هل المصالحة بالنسبة لكم وطن ودولة وشراكة أم خزينة وزارة المالية؟وقال في نهاية بيانه "انصح إسماعيل هنية أن يقول الحقيقة ولو لمرة واحدة".
أرسل تعليقك