أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، الاثنين، أن العملية المتطرفة ضد الجيش المصري تهدف إلى إغلاق معبر رفح وإبقاء الأجواء المسمومة بين غزة والقاهرة.
وأضاف أبومرزوق، خلال تصريح صحافي مساء الاثنين: لم يبق مجالاً للشك من أن هناك أيدٍ خبيثة تقف وراء كل هذا التطرف، ولا أستبعد هنا أيدي الصهاينة عن هذا الفعل، ابتداءً من عملية مقتل الجنود المصريين في رفح في آب/أغسطس 2012 وحتى عملية اليوم.
ودعا أبومرزوق مصر إلى عدم تحقيق المراد من هذه العمليات سواء بإغلاق معبر رفح أو بتوتر الأجواء مع غزة وسكانها.
يذكر أن مصر فتحت معبر رفح البري في كلا الاتجاهين للعالقين لمدة يومين للمرة الأولى منذ شهر ونصف.
كان 3 جنود من الجيش المصري قتلوا، ظهر الاثنين، إثر تفجير استهدف آلية عسكرية من طراز "هامر" كانت تمشط الطريق الواصل بين قرية الخروبة في اتجاه مدينة الشيخ علي على الطريق الدولي.
في سياق متصل، أجمعت الفصائل الفلسطينية، الاثنين، على أن فتح معبر رفح خطوة إيجابية تتطلب العمل على استمرار فتحه، باعتباره البوابة الوحيدة للمواطنين، في ظل تضاعف معاناتهم، جراء الحصار "الإسرائيلي" المشدد.
وقرَّرت السلطات المصرية فتح المعبر ليومين متتالين بدءً من الاثنين؛ لسفر الحالات الإنسانية والعالقين.
يأتي قرار فتح المعبر بعد إغلاق استمر أسابيع طويلة، إذ يرغب آلاف الفلسطينيين في السفر عبر المعبر إلى الخارج، بينما ينتظر الآلاف أيضًا في الأراضي المصرية ودول مختلفة للعودة إلى غزة.
وأكّد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، أن زيارة وفد حركته برئاسة الأمين العام حملت الكثير من الأهميّة، واصفًا إيَّاها بـ"الإيجابية"، لاسيما فيما يتعلّق بتصويب العلاقة مع مصر، والحفاظ على مستوى الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية، وتخفيف المعاناة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة المحاصر.
كان وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام، رمضان شلّح، قد اختتم السبت الماضي، زيارة إلى القاهرة استمرت أيام عدة، بحث خلالها مع المسؤولين المصريين الوضع الفلسطيني والعلاقة المصرية مع غزة.
وشدّد مسؤول المكتب الإعلامي للجهاد الإسلامي، داوود شهاب، على أن "الجهود التي تبذلها حركة الجهاد لن تقف عند هذا الحد، وسيكون أمامنا المزيد؛ حتى نلمس نتائج طيّبة تصب في خدمة ومصلحة شعبنا الفلسطيني، كنّا نحرص على أن تأتي هذه الزيارة في سياقاتها الطبيعية، بما يخدم القضية الفلسطينية ويخفّف من معاناة شعبنا".
وبشأن الإعلان عن فتح معبر رفح، أضاف أن "الحركة ليست صاحبة الاختصاص في الإعلان عن فتحه أو إغلاقه؛ لأنها ليست سلطة معابر أو بديلاً عنها".
وأشار مسؤول المكتب الإعلامي للجهاد إلى أن "حركته لا تطرح نفسها بديلًا عن أحد، وهي تسعى للتكامل مع كل الشركاء والرفقاء في مسيرة الكفاح والمقاومة، واجبنا أن نسد أي فراغ ونحمي ظهر شركائنا في هذه المسيرة الطويلة، بما لا يسمح لأعدائنا باستغلال أيّة فرصة لضرب وحدتنا وتماسكنا من جهة، أو الإساءة لعلاقتنا مع العمق مع العربي والإسلامي".
أما القيادي في حركة المقاومة "حماس"، الدكتور محمود الزهار، فذكر: فتح المعبر خطوة مشكورة من كل الأطراف ومن حركة الجهاد الإسلامي ومصر، ولكن المطلوب فتح المعبر بشكل دائم، باعتبارها البوابة الوحيدة لقطاع غزة، إذ أن 200 ألف مواطن فلسطيني يستخدمون المعبر بشكل سنوي وينتظرون فتحه.
أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول، فرأى أنها خطوة إيجابية يأمل أن يبنى عليها فتح المعبر بشكل كامل؛ لأن إغلاقه يضاعف من معاناة المواطنين ولا يؤدي إلى معالجة المشكلة.
ودعا الغول إلى ضرورة سرعة تسلم الرئاسة للمعبر وتمكين حكومة التوافق من ذلك، مضيفًا أنه لا يوجد مبررات لاستمرار إغلاقه، على أن يشكل خطوة أولى لفتح كل المعابر وبداية لانطلاقة حل الأزمة.
كما طالب الفلسطينيين بإزالة أيّة أسباب تتخذ سببًا لإغلاق المعبر، وأن يتجنبوا أيّة أسباب لإغلاقه، لتسهيل فتح معبر رفح وبما يخفف من معاناة المواطنين، قائلاً: على الفلسطينيين قبل غيرهم ألا يضعوا العراقيل أمام فتح المعبر.
ووافقه الرأي القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، الذي وصف الخطوة بالإيجابية، آملاً أن يتواصل فتح معبر المعبر لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمواطنين التي تقتضي التوصل لاتفاق وصيغة محددة لفتح معبر رفح واستلام حكومة التوافق مهامها.
وأعرب زيدان عن تقديره الجهود التي تحاول أن تزيل أيّة عقبات، لعودة العلاقات بعد توترها، وأن يتم استكمال الحوارات والجهود كافة التي تبذل للوصول لحلول بشكل إيجابي لمعاناة المواطنين.
فيما ثمّن المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، أبومجاهد، خلال بيان صحافي، الجهود التي بذلتها حركة الجهاد الإسلامي لفتح معبر رفح، وتعزيز العلاقات للتخفيف عن وطأة الحصار المشدد المفروض على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هذه الخطوة جيدة وبالاتجاه الصحيح تتطلب خطوة أكبر من ذلك، من قبل المسؤولين في مصر من أجل تخفيف الحصار ومساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في الواقع السيء الذي يعيشه في هذه الأوقات.
أرسل تعليقك