صنعاء ـ وسيم الجندي
قصفت جماعة "الحوثيين" والقوات الموالية لها في الجيش اليمني، الجمعة، أحياء سكنية في تعز بالمدفعية والدبابات، على الرغم من تحذير التحالف العربي من نفاد صبره إزاء تجاوزات الهدنة الإنسانية على أيدي مسلحي الجماعة، بينما صدّت المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي زحفًا "حوثيًا" على مواقع لها في المدينة، في حين سجّلت مواجهات في مأرب.
وطالب الأمم المتحدة بتبسيط إجراءات التفتيش التي يفرضها التحالف، في إطار الحظر الجوي والبحري المفروض على اليمن؛ لمنع وصول أسلحة إلى "الحوثيين"، كما جدّدت إيران رفضها السماح بتفتيش سفينة "النجاة" التي أعلنت أنها تنقل مساعدات للشعب اليمني، وأكد الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى "البرلمان"، حسين نقوي، أنّ إيران لن تسمح بتفتيش السفينة، رافضًا اتهامات لبلاده بالتدخُّل في الشؤون الداخلية اليمنية.
وأوضوح نقوي أنّ إيران لن تحتاج إلی ترخيص من أحد لإرسال مساعداتها للشعب اليمني، وستصل السفينة الی اليمن من دون السماح بتفتيشها أو اعتراضها.
وأفادت جمعية "الهلال الأحمر" الإيراني التي تشرف علی سفينة المساعدات، أنها دخلت المياه الإقليمية العُمانية وستصل إلی ميناء صلالة ثمّ تقرر اتجاه رحلتها، وأبرزت أنّ السفينة لم تتعرض لأي تفتيش من أية جهة، في حين ذكرت مصادر إيرانية أنّ السفينة ستصل إلی إحدى الموانئ اليمنية، الأربعاء المقبل.
وبينت مصادر وزارة "الخارجية" الإيرانية، أنّ عبد اللهيان اتصل هاتفيًا بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل الشيخ، موضحًا الجهود الإيرانية الرامية إلى تقديم المساعدات للشعب اليمني، وداعيًا إلى استعجال تقديم المساعدات الدولية.
ودعا منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن يوهانس فان دير كلاوف، التحالف إلى تخفيف نظام التفتيش، وأضاف خلال تصريحات إذاعية من صنعاء، أنّ استيراد الوقود بالغ الأهمية كي تعمل مولدات المستشفيات ومضخات المياه والنظام الصحي.
ورأى كلاوف أنّ حظر الأسلحة ونظام التفتيش المترتب عليه يسفران عن عدم وصول السلع التجارية جوًا أو بحرًا، وأن نظام التفتيش بحاجة إلى تبسيط، ليكون أسرع حتى يمكن استئناف استيراد السلع التجارية والإنسانية من الوقود والطعام والضروريات التي تدعم الحياة.
وتواصلت المواجهات في مدينة تعز خلال اليوم الثالث للهدنة الإنسانية في اليمن، بين ميليشيات جماعة "الحوثيين" وقوات الجيش المساندة لهم من جهة، ومسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا من الطرفين، في وقت شهدت الجبهات في عدن ولحج وشبوة والضالع هدوءً نسبيًا ومواجهات محدودة في مأرب، مع استمرار تدفُّق المشتقات النفطية والإغاثة على صنعاء وبقية المدن.
بينما توعّدت قيادة المقاومة الجنوبية في مدينة عدن بالاستمرار في مواجهة "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، حتى تحرير كل مناطق الجنوب، وأطلق حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه صالح تحذيرات لقياداته في الخارج والداخل من تبنّي أي مواقف أو تصريحات من دون تفويض من الهيئات الرسمية للحزب، جاء ذلك على خلفية الحراك المتواصل لقيادات بارزة في الخارج، تحاول إعادة تنظيم المؤتمر بعيدًا عن هيمنة صالح.
وأفادت مصادر المقاومة في تعز، جنوب غرب البلاد، أنها صدّت زحفًا "حوثيًا" على مواقع لها في المدينة، وأشار إلى أن مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها قصفوا الأحياء السكنية بالدبابات والمدفعية بعد فشلها في اقتحامها، وزادت أنّ 12 "حوثيًا" قُتِلوا في مواجهات تركزت في صبر وأحياء حوض الأشراف والأشبط والإخوة.
وتحدّثت مصادر عن مواجهات استُخدِمت فيها الأسلحة الثقيلة في جبهة صرواح غرب مأرب، خصوصًا في مناطق العطيف والجبينة والطلعة الحمراء، بين "الحوثيين" والقوات الموالية لهم من جهة، ومسلحي القبائل وأنصار هادي من جهة ثانية، ما أدى إلى مقتل أربعة وجرح خمسة.
وأردفت المصادر أنّ الجبهة الأخرى في مأرب في منطقة الجدعان شهدت هدوءً نسبيًا، بعد وساطة قبلية لوقف القتال والسماح بمرور ناقلات نفط وغاز آتية من مصفاة مأرب، فيما شهدت جبهات عدن والضالع وأبين وشبوة ولحج قصفًا متبادلًا بين "الحوثيين" وأنصار هادي، وسط اتهامات لمسلحي الجماعة بخرق الهدنة، واستمرار محاولاتهم للسيطرة على أحياء عدن الشمالية والغربية، في مديريات دار سعد والمنصور والشيخ عثمان وصلاح الدين والبريقة.
وأنذر القيادي في المقاومة الجنوبية في عدن نايف البكري، "الحوثيين" والقوات الموالية لصالح، مشددًا على أنّه لا تراجع عن المقاومة التي باتت صفوفها أكثر تنظيمًا، بينما دبّت دبّت حركة في الشوارع في ظل طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود، مع تدفق المشتقات النفطية على صنعاء وبقية المدن.
أرسل تعليقك