كشف المصور محسن رازا، تفاصيل القتل المروع لرجلين على يد الحشود الخارجة عن السيطرة للانتقام إثر التفجيرات الانتحارية التي استهدفت كنيستين في باكستان، الأحد الماضي.
وأكد رازا أنَّه كان يغطي الهجمات المتطرفة المشبوهة التي أدت إلى قتل 17 شخصًا من بينهم طفل في التاسعة من عمره، وجرح أكثر من 80 آخرين، الأحد الماضي، في لاهور عندما تحول الحزن بين تجمع المسيحيين إلى غضب قاتل.
وأوضح "عند وصولي إلى المكان رأيت الناس يركضون في كل مكان بهلع، فجأة رأيت حشدًا من الشباب يصيحون ويضربون رجلًا اشتبهوا في أنه وراء الهجمات"
وأضاف "كان أبناء الرعية يحتفلون بخدمة يوم الأحد، عندما تمت مهاجمة كنيستين على بعد 600 متر بشكل متعاقب في حي يوحنا عباد المسيح، وأعلنت جماعة الأحرار الباكستانية المنشقة عن طالبان مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات الأخيرة ضد الأقلية المسيحية في البلاد".
وأبرز زارا أنَّ الانتحاريين قتلا في الانفجارات، موضحًا "اتجهت الحشود إلى رجلين بريئين من المارة، وفقًا لعائليتهما، وتم ضربهما حتى فقدوا الوعي وسحبتهما الحشود قبل أن تحرق جثتيهما أمام المئات من المهللين"، مضيفًا "إنَّ أحد الضحيتين كان ميتًا تقريبًا وغارقًافي دمائه عندما وصل غضب الحشود إلى أقصى مداه".
وأشار إلى قول الحشود "أحضروه، اشنقوه"، وتابع "ثم جاءت مجموعة أخرى تسحب الرجل الثاني وصاحوا مطالبين بحرقهما، وبدأ الناس في تجميع الأخشاب من متجر قريب وأشعلوا النيران في الرجلين".
وبيَّن أنَّ رجال الشرطة لم يكن بوسعهم إلا أن يراقبوا الحدث والرجلين وهما يقتلان، معربًا عن شدة الحزن والألم الذي انتابه خلال تصوير الرجلين بين النيران.
واستطرد زارا، "كنت مصدومًا عندما شاهدت الناس تأخذ صورًا وتسجيلات لرجل لا حول له ولا قوة"، وأضاف "أظن أنَّ الوحشية والعنف غير المبررين ضد إنسان آخر هو ما ساهم في بروز هذه الصورة".
وأكدت صحف باكستانية، أنَّ القتيلين هما بابار نعمان، عامل الملابس الذي انتقل إلى لاهور للبحث عن عمل في مصنع، ونعيم الذي يعمل قاطعًا للزجاج، الذي قال أخوه محمد سليم: إنَّه ليست له علاقة بالتفجيرات وتم اختطافه بينما كان يركن دراجته النارية بالقرب من الانفجارات، مشيرًا إلى أنَّ شخصًا من الحشد صاح في البقية أن يتركوه لأنه برئ لكن لم يستمع إليه أحد.
ووصف زارا المشهد الدامي، "أخذ الناس يبحثون عن أحبائهم في أنقاض الانفجارات، بكت الأمهات والأخوات وصرخن بألم على أبنائهن و إخوتهن".
واستدرك "لم يهدأ الغضب والشغب بعد القتل، بل استمرت الحشود في إحراق السيارات ومهاجمة الحافلات، ما اضطر الحكومة إلى نشر قوات شبه عسكرية الثلاثاء لمنع وقوع المزيد من الفوضى".
وأشار إلى أنَّ متظاهرين مسيحيين توفيا أيضًا بعد أن صدمتهما سيارة اخترقت الطريق الذي يقطعانه، وقد خضع من حضر دفن الضحيتين إلى تفتيش أمني مشدد من قبل الشرطة للتأكد من عدم وجود أي أسلحة أو متفجرات.
ويشكل المسيحيون 2% من التعداد السكاني في باكستان ومعظمهم من الفقراء الذين يعانون من التمييز والعنف وحتى المقاضاة بموجب قانون الدولة التكفيري.
واتهم المسيحيون الحكومة بالتقصير في حمايتهم من المتطرفين، مضيفين إنَّ السياسيين يسارعون في تقديم التعازي بينما يتخذون الخطوات الملموسة ببطء.
أرسل تعليقك