غزة – محمد حبيب
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، أنَّ كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أطلقت في الساعات الماضية 13 صاروخًا، من قطاع غزة نحو البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أنَّ هذه تعتبر أكبر تجربة صاروخية منذ انتهاء الحرب الأخيرة، قبل نحو خمسة أشهر. وأوضحت إذاعة جيش الاحتلال أنَّ "عمليات الإطلاق هذه، التي جرت على دفعات من المستوطنات المخلاة في جنوب قطاع غزة، تأتي في إطار التجارب الصاروخية التي تنفذها كتائب القسام، استعدادًا لجولة تصعيد مقبلة".
وأبرزت أنه "تعتبر هذه أكبر تجربة تنفذها كتائب القسام، إذ نفذت قبل أيام تجربة كبيرة، بإطلاقها 10 صواريخ دفعة واحدة، وهي عبارة عن صواريخ من عيارات مختلفة، بعضها قادر على ضرب العمق الإسرائيلي (منطقة غوش دان)".
ونجحت كتائب "القسام"، على الرغم من الحصار الذي يفرض على القطاع، في صناعة صواريخ قادرة على الوصول إلى مدينة حيفا، الواقعة شمال فلسطين المحتلة عام 1948، والتي تبعد ما يزيد عن 140 كيلومترًا عن قطاع غزّة.
وتحدثت تقارير إسرائيلية، أخيرًا، أنَّ "كتائب القسام تسعى، بعد نجاحها في تطوير صواريخ لتغطي العمق الإسرائيلي (وصولها إلى مدينة حيفا)، إلى زيادة دقة هذه الصواريخ، وأيضًا زيادة الرأس الحربي (المتفجرات) الذي يحمله الصاروخ، بغية إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية".
ورأت مصادر إسرائيلية أنَّ "الدلالة على خطورة التجارب الصاروخية التي تجريها القسام في غزة، نابعة من أن صواريخ المقاومة التجريبية تطلق وتسقط في داخل حدود غزة، مما يعني أن المقاومة تمكنت من التحكم بدقة في توجيه الصواريخ قصيرة المدى، بدليل أن المقاومة تجربها داخل الحدود، دون الخشية من أن تقع على منازل المواطنين في القطاع".
وأكدت المصادر العبرية، أخيرًا، أنَّ "100 صاروخ تجريبي أطلقته المقاومة بعد الحرب الأخيرة على غزة، ما يعني 100 عملية تطويرية، جرى اختبارها من طرف المقاومة، وهذا يعني تقدمًا أسرع من الزمن، نحو صواريخ أكثر دقة، وأكثر مراوغة للقبة الحديدية الفاشلة أصلاً".
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أنَّ "100 صاروخ تجريبي تعني أن عمليات تصنيع الصواريخ تسير كالصاروخ نحو هدف كبير، تريد المقاومة أن تستغل كل وقت تهدئة لتحقيقه، أن تمتلك الآلاف من الصواريخ المحلية بمدياتها المختلفة، بقدرة تفجيرية أكبر، مع دقة في توجيه وإصابة الأهداف المراد ضربها، أثناء أية مواجهة مقبلة".
يذكر أنَّ كتائب "القسام" تمتلك العديد من طرازات الصواريخ، وهي "r160"، و"j90"، و"m75"، و"s55"، وصواريخ "قسام" بمديات أقل 40، و30، و20 كيلومترًا، إضافة إلى صواريخ نجحت في تهريبها إلى القطاع من طراز "فجر 5" إيرانية الصنع، و"غراد".
وشكلت الصواريخ سلاحًا قويًا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، حيث استمرت الكتائب، وإلى جانبها فصائل المقاومة الأخرى، في قصف المستوطنات والمدن الإسرائيلية، لاسيما في العمق، بالصواريخ، وذلك منذ بداية الحرب حتى الدقائق الأخيرة قبيل انتهائها.
أرسل تعليقك