كشف ضابط رفيع في ما تسمى بـ"قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي" أنّ إسرائيل ستُنشئ مبنى ثلاثي الأبعاد يشمل جغرافية قطاع غزة، والمستوطنات المحاذية له، لتعريف الجنود عن قرب بطبوغرافية وجغرافية القطاع، والتعرف عن قرب على مدنها وموقعها الجغرافي مقارنة بالمستوطنات القريبة، حيث أنّ مساحة المبنى المصمم 50 مترًا مربعًا، ليساعد على التدريب بشكل فعال بالاطلاع على الخرائط والصور الجوية.
وأضاف تقرير نشرته القناة الإسرائيلية الأولى السبت، أنّ الجيش شارف على نهاية بلورة خطة شاملة لإخلاء سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة حال اندلاع الحرب، وأنّ الخطة أطلق عليها اسم "مسافة آمنة" تشمل إخلاء المستوطنين من الكيبوتسات التي تبعد حتى 7 كم من حدود القطاع، وتم إبلاغ غالبية المستوطنين بمكان استيعابهم الجديد حال اندلاع مواجهة جديدة، ووفقًا لتقديرات الجيش والمستوى السياسي.
وستوفر الخطة على الجيش مشاهد الإخلاء الفوضوية التي حدثت خلال الحرب الأخيرة، حيث هاجرت عائلات بأكملها، وعانت في اللجوء في عدة أماكن دون وجود مكان ثابت لإيوائها، وكل مستوطنة سيتم إخلاؤها إلى مكان مُعد سلفًا، فيما لم يتم الانتهاء بعد من فرز الأسماء التي ستبقى داخل المستوطنات خشية السرقة، ولرعاية المصالح التجارية والزراعية.
وسيكون الجيش مسؤولًا عن إخلاء المستوطنين بشكل كامل بالتعاون مع السلطات المحلية وسلطة الطوارئ "رحال"، ويكمن الهدف من إعداد الخطة منح الجيش حرية العمل خلال المواجهة المُقبلة التي قد تكون أشد وأعنف، في حين سيترك قرار إخلاء المستوطنين للمستوى السياسي، وقادة الجيش.
وحذر رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، من تفجر مواجهة أخرى في غزة خلال أشهر، إذا لم يتدخل الإتحاد الأوروبي لدفع تجريد غزة من السلاح في إطار تسوية فورية، زاعمًا أنّ "حماس" تواصل حفر أنفاق من قطاع غزة، وتوسعها تحت الأرض، وهو ما يُعتبر إهانة لما توصف سيادة إسرائيل، وهي تحاول منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إعادة بناء البنى التحتية العسكرية التي تضررت خلال الحرب بسرعةٍ، بما في ذلك حفر أنفاق جديدة وتطوير صواريخ، وتستخدم آليات ثقيلة، وأسمنت تنجح بالحصول عليه في بناء أنفاق جديدة وبسرعة، وأنّ حافري الأنفاق يحرصون على عدم اجتياز الحدود الإسرائيلية لتجنب نشوب أعمال مواجهات.
وأضاف قائلًا "علينا ألّا نعود أبدًا إلى فشل الأنفاق المُدّوي الذي كان قائمًا قبل الحرب الأخيرة"، مُعلنًا أنّ الجيش سيُحقق في احتمال وجود نفق هجومي يمر تحت مستوطنة حدودية مع غزة، في أعقاب شكاوى مستمرة من قبل سكان نيريم بسماعهم أصوات أعمال بناء تحت الأرض، لأن تردد بنيامين نتنياهو في إتخاذ قرارات سياسية وأمنية يؤثر على قدرة الردع للجيش، ويترك مصير سكان منطقة حدود غزة تحت رحمة "حماس" وهذه السياسة الضعيفة والمترددة والمتذللة، تُشجّع "حماس" على مواصلة اختبارنا.
وزعم الخبير في الشؤون العربية شلومي إلدار، أنّ حقيقة إعمار أنفاق "حماس" التي دمرت في الحرب الأخيرة، والبدء في حفر أنفاق جديدة، معلوم جيدًا للجيش الإسرائيلي، ولصناع القرار منذ شهور طويلة، موضحًا أنّ "حماس" لا تبذل جهدًا في إخفاء "المشروع الرائد" الذي تعمل عليه، الجناح العسكري للتنظيم "كتائب القسام" تستثمر الكثير من الموارد في مشروعها هذا، بغض النظر عن وضع السكان البائس في غزة، حيث الوضع الإنساني يزداد سوءًا عقب الحرب الأخيرة، وإثر إغلاق الحدود مع مصر.
وأضاف مشروع إعمار الأنفاق تجدد بعد انتهاء الحرب بأسابيع قليلة، ويشغل مئات الفلسطينيين من ذوي المهن المختلفة، والكثير من وسائل النقل، عُمّال المشروع يكافحون من أجل فرصة العمل في الأنفاق، لأنها فرصتهم الوحيدة في إيجاد عمل في غزة التي تضربها البطالة، هذه الأعمال الحثيثة واسعة النطاق على طول الحدود مع إسرائيل تجعل مشروع تعدين الأنفاق وإنتاجها مكشوفًا للجميع.
وتابع قائلًا "سواء نجحت "حماس" خلال 10 أشهر في اجتياز الحدود مع إسرائيل، أو لم تنجح، فلا شك أنّ هذا هدفها الذي تسعى إلى تحقيقه حثيثًا، "المشروع الرائد لكتائب القسام" سيصل خلال وقت قصير مرحلة تكون فيها عشرات الأنفاق التفجيرية صالحة وجاهزة للهجوم على إسرائيل، التي لم تقم بأي عمل لمنع ذلك حتى يومنا هذا، ولا يوجد جدل حول السؤال في ما إذا كانت الأجهزة الأمنية تملك أو لًا معلومات استخبارية عن جوهر الأنفاق، ولا جدال حول التهديد الذي تشكله الأنفاق على سكان الجنوب، رغم أنّ التهديد قائم وظاهر للعيان، فيما تناولت محافل عسكرية إسرائيلية فرضية مفادها أنّ إسرائيل تقف اليوم في مواجهة معضلة عسكرية وسياسية على حد سواء، وإذا كان الأمر كذلك فإننا سنكون أمام عملية عسكرية جديدة لن تنتهي قرب الحدود، بل ستتدحرج إلى عملية شاملة في القطاع، وعليه فإنّ إطلاق الصواريخ في إتجاه إسرائيل، وهجمات جوية وبرية على غزة، والقتال في الأحياء المزدحمة
والمساس بالسكان المدنيين، وتدمير البنى التحتية في غزة، الذي ما زال يلعق جراحه التي نتجت عن حرب الصيف المُنقضي سيحدث، رغم تقدير إسرائيل بأنّ عملية عسكرية أخرى في غزة خلال عام واحد سيضاعف الضغوط الدولية، بغض النظر عن أهمية العملية، أو حقيقة أنّ تدمير الأنفاق ضرورة دفاعية ملحة، لكن عندما تكون الصورة واضحة والخطر داهم، فإسرائيل لا تستطيع الجلوس مكتوفة الأيدي".
وختم قائلًا "الإغلاق الذي فرضته إسرائيل على غزة بعد سيطرة "حماس" بالقوة على الحكم، كان خطأً فادحًا لم يفعل شيئًا سوى تعاظم قوة "حماس" وإصرارها، وتركيز جهودها على إقامة قوة عسكرية تقاتل من أجل فتح المعابر، لكن الآن فإنّ الاختيار بين عملية عسكرية في غزة بكل ما تعنيه الكلمة، أو استخدام الضغط الاقتصادي، كوسيلة وحيدة توضح لـ"حماس" أنّ الأنفاق ستورطها، وقد تؤدي لتقويضها، رغم أنّ تشديد الحصار سيزيد من تدهور وضع السكان في القطاع، لكنه على ما يبدو الوسيلة الوحيدة للردع التي تمتلكها إسرائيل قبل القيام بعملية عسكرية قد تؤدي إلى المساس بسكان القطاع وقتل المدنيين، ومعاناة سكان القطاع
أرسل تعليقك