استقبل المسؤولون الإيرانيون الاتفاق المبدئي للبرنامج النووي بعد أعوام من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى، بالتفاؤل والاحتفال تارة والتشكيك في النوايا تارة أخرى شهدت عليها خطب الجمعة في مساجد طهران.
وأشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطاب متلفز الجمعة، بالصفقة النووية باعتبارها تطور "له فوائد للجميع"، متعهدًا بأنَّ بلاده ستلتزم بالصفقة حتى النهاية، قائلًا "الوعد الذي قطعناه وأي وعد سنقطعه سنفي به مهما تكلف الأمر، نحن لسنا رجال نفاق وخدع".
وصوَّر روحاني الاتفاق النووي كمدخل إيران للعالم، واصفًا ذلك بأنه خطوة أولى، موضحًا "ليس صحيحًا القول: عندما تنتهي القضية النووية لن يكون هناك ما نفعله مع العالم، لكن هناك أشياء كثيرة للتفاعل البناء مع العالم".
وتوقع البعض أنَّ المتشددين الإيرانيين الذين حافظوا على الهدوء في الغالب خلال المفاوضات، من شأنهم أن يحشدوا الآن للهجوم؛ ولكن كبار رجال الأعمال في احتمال أنَّ صفقة قد تعني قريبا رفع أعوام طويلة من العقوبات الاقتصادية.
وصرَّح مدير صندوق الاستثمار التعليمي في أكسفورد، الإيراني روزبيح بيروز (43عامًا)، "قفزت إلى أعلى وأسفل من السعادة عندما استقبلت الأنباء بعد الهبوط على الجزيرة المتوسطية مايوركا"، وأضاف "أكيد ظن الناس في المحطة بأنني مجنون".
وفي ردود فعل مخالفة، انتقد مستشار خامنئي حسين شريعتمداري، لخطوط العريضة للاتفاق، قائلًا "يجب أن نقول في كلمة إننا أعطينا حصانًا محملًا وحصلنا على لجام ممزق".
وغرّد الطالب علي رضا متاجي (26عامًا) بعد معرفة أنَّ إيران سيسمح لها بأن تشغل حوالي 5 آلاف جهاز طرد مركزي، على "تويتر"، "سيكون لدينا ما يكفي من أجهزة الطرد المركزي التي ستعد عصير الجزر".
ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق من الزعيم الإيراني علي خامنئي، الذي أكد في الأسابيع الأخيرة أن جميع الإيرانيين يجب أن يدعموا المفاوضات؛ لكن الآن بعد أن تم التوصل إلى هذا الإطار، قال محللون إنه سيسمح بانتقاد تلك الصفقة بل قد يفعل ذلك بنفسه للتعبير عن المعارضة.
وأوضح الخبير الاقتصادي المقرب من حكومة الرئيس روحاني، سعيد ليلاز، "يمكننا أن نتوقع منه أن يستمع إلى كل الأطراف"، وأضاف "هذا يعني أننا قد نرى حتى المتشددين سيكتسبون مزيدًا من القوة في الأشهر المقبلة من ناحية أخرى، كما أنها قد تكون مختلفة، علينا أن ننتظر ونرى كيف ستلعب المعارضة".
وأعرب آخرون عن خيبة الأمل أيضًا من شروط إيران وأشاروا إلى أنَّ الصفقة نفسها لن تفعل شيئا يذكر لتغيير الاختلافات الكامنة مع الولايات المتحدة.
وبيَّن أستاذ دراسات أميركا الشمالية في جامعة طهران محمد ماراندي، "وفقا لتفسير الولايات المتحدة، بذلت إيران تنازلات كبيرة، ولن تتم إزالة العقوبات إذا كانوا يتوقعون هذا"، وقال "ما نريده حقا من الأميركيين هو وضع حد لدعمها لدول مثل المملكة العربية السعودية وتركيا الذين يدعمون الجماعات المتطرفة".
وأضاف ماراندي "لا تخطئوا، الشرق الأوسط سينفجر قريبًا، ونحن بحاجة إلى إشارة واضحة من الأميركيين لمعرفة أين يقفون".
وفي صلاة الجمعة في طهران، معقل المتشددين، كانت هناك الهتافات المعتادة "الموت لأميركا" ولكن بذلت جهود لترويج المفاوضات النووية لجمهور أوسع، حيث اعتلى مستشار روحاني المنصة للكلام قبل الخطبة وأشاد بالاتفاقات المبرمة في لوزان، سويسرا، باعتبارها إنجازات جيدة.
وتابع "هؤلاء الذين لم يريدوا لنا الحصول على الحق في تخصيب اليورانيو يوافقون الآن على هذا الحق"، وعلّق المستشار محمد نهاونديان، "بدلا من العقوبات، يتحدثون الآن عن التعاون، نحن لم نتراجع، أولئك الذين يعارضون هذه الصفقة هم أعداء، وذلك تماشيًا مع الصهاينة".
يبدو الإيرانيون أيضا يتوقون لإنعاش الاقتصاد، الذي تدهور منذ العقوبات، بما في ذلك رفع الحظر عن التحويلات المصرفية، وهناك أيضا احتمال عودة حوالي 100 مليار دولار من الأموال المجمدة إلى البلاد
أرسل تعليقك