أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" أنَّها انتهت من تقييم منازل اللاجئين المتضررين من جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مشيرةً إلى أنَّها تمكنت بواسطة أطقمها الهندسية وباحثيها من حصر وتقييم أضرار 96 ألف وحدة سكنية وأنَّها صرفت تعويضات لـ46 ألف أسرة.
وأوضح رئيس برنامج البنية التحتية وتطوير المخيمات في "الأونروا" في قطاع غزة، المهندس رفيق عابد، أنَّه منذ انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع ثم تشكيل أطقم هندسية وباحثين لتقييم منازل اللاجئين التي أصيبت بأضرار جزئية أو بالغة أو هدم كلي وتمكنت الفرق التي واصلت الليل بالنهار من إحصاء وتقييم ما يقارب 96 ألف منزل.
وأكد المهندس عابد في بيان وصل "فلسطين اليوم" أنَّ ما ثم تعويضه وما ثم صرفه لهذه الأسر وما هم تحت إجراءات الصرف حوالي 76 ألف أسرة على مستوى محافظات غزة، مبينًا أنَّ قيمة ما صرفته الوكالة لهذه الأسر هو 51 مليون دولار.
وأضاف أنَّ الوكالة صرفت بدل إيجار لأصحاب البيوت المهدمة كليًا أو التي أصيبت بأضرار بليغة بالإضافة إلى صرف 500 دولار مساعدة عاجلة لكل أسرة.
وأشار عابد إلى أنَّ عدد قليل من أصحاب هذه المنازل لم يحصلوا على بدل إيجار أو مبلغ 500 دولار وسنعجل في عملية الصرف لهم خلال هذا الشهر.
وبخصوص الشكاوي من قبل أصحاب هذه المنازل؛ أضاف المهندس عابد: "أننا نحترم هذه الشكاوي وندرسها جيدًا ونعرف أنَّ هذه الأسر تعيش أوضاعًا صعبة وبحاجة إلى المساعدة لهذا نعمل جاهدين على مساعدتها مع بداية هذا العام ولن يتعدى نهاية هذا الشهر وسيحصل الجميع على بدل إيجار وبأثر رجعي عن الشهور السابقة بالإضافة إلى 500 دولار مساعدة لمرة واحدة".
وحول بطء الوكالة في إعادة بناء المنازل المهدمة كليًا؛ أوضح المهندس عابد أنَّ "هذه القضية مرتبطة بالأموال التي تعهدت الدول بالتبرع بها للوكالة للقيام بهذا العمل وللأسف لم تستلم حتى الآن هذه التبرعات ونأمل بالحصول عليها في المستقبل القريب".
وحول الأخطاء التي وقعت أثناء عملية حصر وتقييم الأضرار؛ أشار إلى أنَّه تم تشكيل لجانًا مشتركة مع وزارة الأعمال العامة والإسكان لإعادة تقييم الوحدات السكنية التي يتقدم أصحابها بشكاوي أو حالات أخرى يتم اختيارها، إذ أنَّ هدف هذه اللجان هو زيارة البيوت والتأكد من صحة الشكوى ومن صحة عمل الأطقم الهندسية وفي حالة ثبت أنَّ هناك أخطاء يتم معالجتها.
وأكد أنَّ هناك حالات ثم زيادة المبالغ المخصصة لها وهناك حالات ثم تخفيض مبالغها.
ودعا المهندس عابد كل صاحب منزل متضرر ويشعر بالتظلم والاعتراض على المبلغ وقبل أن يوقع أن يقدم شكوى لدوائر ومكاتب الخدمات وسيتم دراستها وإعادة التقييم مرة أخرى، مؤكدًا أن الإجراءات سهلة ويستطيع أن يقوم بها أي شخص.
وأضاف عابد أنَّ اللجان التي يتم إرسالها من جديد لإعادة التقييم هي بناء على الشكاوي المقدمة وفي حالة ثبت أنًّ المبلغ قليل يتم زيادته والعكس هو الصحيح لأننا نهدف لأن نكون عادلين مع الجميع وحريصون على أن تخصص الأموال لمستحقيها دون المبالغة في حساب الأضرار.
وأشار إلى أن اللجان التي تأتي مرة أخرى بعد توقيع صاحب المنزل هي فقط للاطلاع على ما يقوم المهندسين بهدف توجيه النصائح لهم وليس الغرض منها تخفيض المبالغ، مقرًا بوجود بعض الأخطاء والمشاكل الفنية في بداية التقييم من قبل الأطقم الهندسية حيت ثم التغلب عليها وحلها بأقصى سرعة.
وأرجع ذلك إلى الكم الكبير والهائل للمنازل المتضررة والمهدمة، مؤكدا أنَّ عدد من الموظفين يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل وبمعدل 18 ساعة لتسريع عملية الحصر والتعويض وهناك للأسف الشديد بعض الحالات وسنعمل على إنهاء عمليات الصرف في القريب وبعد انتهاء مراجعة الحالات المتبقية.
وأما بخصوص المعايير التي وضعتها الوكالة لإعادة بناء المنازل المهدمة والشكاوي المقدمة في هذا الجانب؛ أوضح المهندس عابد أنه بخصوص المعايير السابقة التي وضعتها الوكالة سيتم مراجعتها بواسطة الإدارة العليا للوكالة ومختصين في هذا المجال وسيتم اعتمادها قريبا بالتنسيق مع قطاع الإسكان وأنها بالغالب ستكون لصالح اللاجئين.
وردا على سؤال حول الإلية المتبعة في صرف كبونات مواد البناء للأسر المتضررة وما ينتابها من مشاكل؛ كشف عابد أنَّ "الأونروا" ليس لها دور في إحضار وتوزيع مواد البناء وإنما كل ذلك يتم من خلال وزارة الإسكان.
وأضاف عابد أنَّ المواد المتعلقة بمشاريع الوكالة فهناك آلية للحصول عليها وهي مستقلة عن المواد اللازمة لإعادة إعمار منازل المواطنين، مشيرًا إلى أنَّه يتم تقديم المشاريع للموافقة عليها وبعد أن يتم الموافقة يتم توريد المواد اللازمة بالآلية المتفق عليها.
وأشار إلى أنَّه تمت الموافقة على إدخال مواد بناء لحوالي 50 من الحالات الاجتماعية التي بحاجة لأعاده بناء منازلها وذلك ضمن المشروع السعودي وسيتم العمل بها خلال هذا الشهر.
وطمأن عابد اللاجئين المتضررين بأنَّ الوكالة تبذل كل ما هو مستطاع من جهد لمساعدة هؤلاء المتضررين والمحتاجين وطواقم الوكالة تعمل ليل نهار من أجل تحقيق هذا الهدف وأن كانت هناك بعض الأخطاء البسيطة فأننا نعمل على حلها لتسهيل حياة الناس والتخفيف من مشاكلهم ونأمل أن تحصل الوكالة على الأموال اللازمة لتقديم هذه المساعدات في الوقت المناسب.
أرسل تعليقك