اتهمت حركة "حماس" الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين, بأنه يسعى لتدمير المصالحة الفلسطينية وفرض الانقسام الداخلي من خلال تصريحاته التي أطلقها خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.
وأكد المتحدث باسم الحركة في غزة فوزي برهوم في بيان صحافي أن هجوم الرئيس عباس على حماس هو استهداف مباشر وإساءة لمقاومة ووحدة شعبنا، واتهاماته لحماس تحريضية وباطلة، وتهديداته بفك الشراكة معها مخيبة للآمال وتدمير للمصالحة وتحقق لرغبات أميركا والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع مغادرة عباس للقاهرة متوجها لعمان بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام.
وشارك عباس في اجتماع الدورة 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب وألقى كلمة تناول فيها التطورات الفلسطينية خاصة في قطاع غزة على ضوء الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وانتقد عباس الأحد إدارة حماس لقطاع غزة وهدد بإنهاء "الشراكة" معها في حال استمرار الوضع على ما هو، بينما أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني أنه "مكبل اليدين والقدمين" في المنصب الذي يتولاه.
وفي ظل التراشق المتواصل ما بين الفرقاء الفلسطينيين رحبت أوساط اسرائيلية متعددة الإثنين بما نشر حول تقديم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقتراحا لعباس بإقامة دولة فلسطين على قطاع غزة وتوسعته على حساب أراضي سيناء المصرية ليتم عليها عودة اللاجئين الفلسطينيين في إطار الحل النهائي مع إسرائيل في حين تتمتع الضفة الغربية المحتلة بحكم ذاتي.
ولاقى ذلك الاقتراح الذي نفته القيادة المصرية والفلسطينية ترحيبًا واسع النطاق في صفوف المسؤولين الإسرائيليين حيث وصفه وزير المواصلات الإسرائيلي أحد قادة حزب الليكود "يسرائيل كاتس" العرض بالمذهل.
وكتب "كاتس" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن إعطاء الفلسطينيين مساحة توازي مساحة القطاع بخمس أضعاف, في سيناء وإقامة الدولة الفلسطينية هناك مقابل تخليهم عن مطالبهم التاريخية يعد أمرًا مذهلًا وبمثابة نبوءة آخر الزمان.
وأفاد أنه بناءً عليه سيمنح فلسطينيي الضفة المحتلة حكمًا ذاتيًا بعد انسحاب إسرائيل لحدود 4 حزيران عام 1967، وأن أميركا تدعم الفكرة وتبقى فقط العمل على إقناع عباس واليسار الإسرائيلي, كما قال.
وعلقت رئيسة كتلة "حزب البيت اليهودي" في الكنيست الإسرائيلي "اييلت شكيد" أنه إذا كان ما نشر صحيحًا فقد استوعب السيسي ما يرفض اليسار الإسرائيلي استيعابه منذ عشرات السنين, فحل المشكلة الفلسطينية يجب أن يكون إقليميًا ولا يمكن أن يقع على عاتق إسرائيل وحدها.
ودعت "شكيد" رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى الإسراع في لقاء السيسي للتباحث حول الخطة المفترضة.
وكانت الإذاعة الاسرائيلية قد كشفت صباح الاثنين عن عرض السيسي على عباس منح اللاجئين الفلسطينيين مساحة من سيناء لتوطينهم فيها, بينما نفى الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة نفيًا قاطعًا ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية حول عرض السيسي.
أرسل تعليقك