كشفت مصادر إسرائيلية، السبت، عن قيام إسرائيل بتعاون أمني واسع النطاق مع الدول العربية، لاسيّما مصر والأردن، مشيرة إلى أنَّ المستوى من التنسيق والتعاون الأمني لم يكن مألوفًا في الماضي. وأوضحت مُحللة شؤون الشرق الأوسط سمدار بيري، أنّ "التعاون الأمني والتنسيق الاستراتيجي الإسرائيلي يعملان مثلما لم يعملا من قبل أبدًا، لاسيما مع الأردن ومصر، وفي أماكن أبعد، لا تسمح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عنها"، على حدّ تعبيرها.
وأكّدت بيري أنّ "صورة إسرائيل في الوطن العربيّ تبدو من الجانب السياسي سيئة، بينما هي في الجانب الأمني تظهر بأحسن صورة"، منوهّة إلى "اهتمام الأنظمة العربية بالانتخابات الإسرائيلية، فهم (على حدّ وصفها) يبتلعون عندهم كل كلمة تنشر عندنا".
وأضافت "أشفق على مستشاري القصور الذين يغرقون في المادة كي يؤشروا منذ الآن للحاكم، حتى في الدول التي ليس لنا علاقات علنية معها، من سيكون رئيس الوزراء المقبل".
وبينّت بيري أنّ "سمعة إسرائيل مهزوزة، فمن محادثات مع محللين ومستشارين كبار في العالم العربي، علمتُ قبل كل شيء أننا نظهر في صورة سيئة، صحيح أنّنا الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، ولكن هذه الديمقراطية مهزوزة".
في السياق ذاته، أشار رئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، شمال تل أبيب، الدكتور عوزي أراد، والذي شغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيليّ، ويُعتبر من المُقرّبين جدًا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى أنّ "المنطقة تغلي في محيط إسرائيل"، مطالبًا بضرورة العمل على ما نعتها بـ"الدائرة الأقرب".
وتابع "إنّه في الوقت الذي تنزف فيه سوريّة، فإنّ الوضع في مصر حساس جدًا، ومن غير المستبعد أنْ يؤدّي إلى تغييرات جذرية جديدة، أما لجهة الأردن، فلا يمكن استبعاد التحول إلى الأسوء، على الرغم من الأمل بأنْ يبقى الوضع الأمني مستقرًا، لكن لا شيء يمنع أن يتحول الأردن إلى ما يشبه الوضع في العراق وسوريّة"، على حدّ قوله.
وفي شأن لبنان، أكّد مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق أنّ "الوضع فيها يحمل في طياته إمكانات كبيرة لتردي الوضع الأمني، ويتسّم هذا البلد ببعد اقتصادي بحري، وتحديدًا في شأن حقول النفط والغاز المختلف عليه في عرض البحر المتوسط مع الجانب الإسرائيليّ، كما أنّ الوضع هناك غير واضح، ولا أحد يعلم مسبقًا ما يمكن أن تتجه إليه الأمور"، بحسب أراد.
وحذّر وزير الخارجية الإسرائيليّ وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان من تدهور العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
وأعلن ليبرمان، أثناء لقاء مغلق مع رجال أعمال إسرائيليين في جامعة تل أبيب، أنّ "السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تقضي بإبقاء الوضع القائم قد فشلت"، مبرزًا أهمية العلاقات الإسرائيلية الأوروبية، ومشيرًا إلى أنّ "استمرار الجمود السياسي قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أوروبية على إسرائيل مثلما حدث في الملف الروسيّ الأوكرانيّ"، على حدّ تعبيره.
وفي سياق ذي صلة، دعا مركز "يروشليم" لدراسة المجتمع والدولة البحثي، الذي يُديره كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الدكتور دوري غولد، الغرب إلى "قيادة حرب ضد جماعة الإخوان المسلمين، بسبب تصميمها على إقامة دولة الخلافة الإسلامية على أنقاض دول الغرب"، على حدّ زعمه.
وفي تاسع دراسة أصدرها منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، في شأن سبل دعم نظام السيسي، حثّ مركز "يروشليم"، الدول الغربيّة، على الوقوف خلف الدول العربيّة التي تشن حربًا ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، لاسيّما في مصر ودول الخليج.
وعبّرت الدراسة، التي أعدّها سفير تل أبيب الأسبق لدى القاهرة تسفي مازئيل، عن استهجانها لعدم إعلان الولايات المتحدة عن جماعة "الإخوان" كـ"حركة إرهابيّة"، اقتداءً بعدد من الحكومات العربية، التي ترى فيها تهديدًا لأنظمتها.
وأضاف مازئيل، في الدراسة التي تمّ نشرها على الموقع الالكترونيّ للمركز، أنّه "في الوطن العربيّ ينظرون إلى جماعة الإخوان المسلمين كحركة تمثل أم الإسلام السياسي، التي تسعى إلى توظيف الدين بغية إعادة دولة الخلافة، حتى باستخدام العنف، مما جعل هذه الجماعة الأم الشرعية لجميع الحركات الإسلامية الإرهابيّة"، على حدّ وصفه.
أرسل تعليقك