أثارت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور رامي الحمدالله وقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى المسجد الأقصى، الاثنين، الكثير من الأسئلة حول توقيت الزيارة وسماح إسرائيل إليهم بالدخول للقدس والوصول للمسجد الأقصى في ظل التوتر والمواجهات اليومية ما بين المواطنين وقوات الاحتلال.
وفي حين طرحت الزيارة الكثير من الأسئلة لدى الشارع الفلسطيني حول لماذا سمحت إسرائيل للمسؤولين الفلسطينيين بالدخول إلى القدس والوصول إلى الأقصى والتجول فيه في حين تعيش القدس المحتلة أجواء ملتهبة، لم تجد تلك الأسئلة الأجوبة، إلى أن جاءت من قبل مصادر إسرائيلية.
وأوضحت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، الثلاثاء، أن حكومة نتنياهو سمحت بزيارة الحمدالله وقادة جهازي المخابرات والوقائي إلى المسجد الأقصى، من أجل تهدئة الأمور ومحاولة للتقليل من تأثير حماس هناك، والإشارة لها بأن السلطة متواجدة في الأقصى أيضًا.
وكشفت القناة نقلا عن مصادر سياسية وأمنية في إسرائيل عن كواليس قرار إسرائيل السماح للوفد الفلسطيني بزيارة القدس والصلاة في الأقصى وإطلاق التصريحات من هناك.
وأضافت القناة، أن الزيارة تمت رغم معارضة الشرطة الإسرائيلية القاطع لهذه الزيارة بالإضافة لرفع وزير الأمن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، توصية بعدم السماح للحمدالله وحاشيته بزيارة الأقصى.
ولفتت القناة إلى أن قرار السماح للحمدالله بالدخول إلى الأقصى جاء من المستوى السياسي وذلك بهدف تهدئة المواجهات المحتدمة مع المصلين هناك بالإضافة للمواجهات في القدس ككل.
ووفق محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الإسرائيلية الثانية، عوديد غرنوت، فإن "الزيارة آتت أكلها وكانت تهدف في الأصل لإرسال رسالة إلى "حماس" بأن السلطة لن تترك الساحة لها".
ونوّه إلى أن الحمدالله يحمل بطاقة كبار المسؤولين "VIP" حيث تتيح له هذه البطاقة التجول أينما شاء شريطة تنسيق هذا الأمر مع إسرائيل وعدم الإدلاء بأي تصريح "تحريضي" ضد إسرائيل خلال الزيارة.
وأضاف غرنوت أن "حماس" تحاول مؤخرًا وبكل ما تملك من قوة إشعال النار في القدس والأقصى وإن زيارة الحمدالله جاءت كرسالة إلى "حماس" أكثر منها رسالة إلى إسرائيل، واصفًا الزيارة بالناجحة.
وزار الحمدالله، الأقصى، وقبر الشهيد عبد الرحمن الشلودي، الذي استشهد الأربعاء الماضي في القدس، وذلك برفقة رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني اللواء ماجد فرج وقائد جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح، حيث استقبلهم مفتى محافظة القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ووزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني ومدير الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب.
وصرح الحمدالله أن "القدس خط أحمر والأقصى خط أحمر، وسنتوجه إلى المؤسسات الدولية والدول الصديقة الإسلامية والعربية، للوقوف في وجه الانتهاكات الإسرائيلية في حق القدس، والمخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة، ونحن نتابع مع الحكومة الأردنية والمغرب والسعودية، وندعو كافة الدول العربية والإسلامية لمساندتنا وتعزيز صمود أهل القدس".
وأكد الحمدالله، أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لازالت تحمل قضية القدس إلى المحافل الدولية وتولي المدينة المقدسة أقصى درجات الأهمية، موضحًا ضرورة توفير حماية دولية للمدينة المقدسة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية وكل أراضي فلسطين، مشيرًا إلى أن مساعي التوجه إلى مجلس الأمن تجري بشكل مكثف، لوضع برنامج زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
أرسل تعليقك