محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد
آخر تحديث GMT 17:29:13
 فلسطين اليوم -

يخدم الرؤية الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030

محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد

مفاعل نووي
القاهرة - سعيد فرماوي

تسير مصر بخطى دؤوبة نحو إقامة محطة للطاقة النووية السلمية، وسط آمال بأن يساعد المشروع الطموح على النهوض بالمنطقة الغربية من صحراء مصر والاستفادة من مواردها الهائلة، ومع اقتراب العام الجديد يرتقب أن يبدأ "حلم" يمتد لثماني سنوات، بعدما قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء المصرية والطاقة المتجددة، أيمن حمزة، إن سنة 2020 سوف تشهد وضع الخرسانة الأولى في بناء المحطة النووية المصرية في منطقة "الضبعة"، على ساحل البحر المتوسط، بهدف إنتاج الكهرباء.

بدايات "الحلم النووي"
وأعلن الرئيس المصري السابق، عدلي منصور، في 2013، أن مصر ستقوم بإعادة تشغيل برنامجها النووي في الضبعة، لكن "المسألة النووية" أقدم بكثير في البلاد، لأنها تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
وفي سنة 1953، أطلق الرئيس الأميركي الراحل، دوايت إيزنهاور، مبادرته الشهيرة " الذرة من اجل السلام "، بهدف استغلال الامكانات الهائلة الكامنة في الذرة من أجل توفير الطاقة والمياه اللازمتين لحل مشكلات التنمية في العالم.
كانت مصر، وقتئذ، من أوائل دول العالم التي استجابت للمبادرة، سعيا إلى تحقيق التنمية المستدامة، ففي عام 1955، تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس المصري السابق، جمال عبد الناصر، نفسه لأجل وضع الملامح الاساسية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مصر.
ومنذ ذلك التاريخ، جرت مياه كثيرة تحت نهر المشروع النووي المصري السلمي، لكن حرب الخامس من يونيو عام 1967 أجهضت كل أحلام مصر في هذا الإطار، حتى وإن عادت مجددا بعد حرب أكتوبر 1973، عبر مراحل صغيرة ومتتالية.
وظلت مصر مهتمة بمصدر الطاقة النووية، إلى حين توقيع مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015، على اتفاق مبدئي بشأن قيام روسيا ببناء وتمويل أول محطة للطاقة النووية في مصر، وفي نوفمبر 2017 تم توقيع العقود الأولية لبناء 4 وحدات من طرازVVER-1200 .
وجرى التوقيع بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ما الحاجة إلى المشروع؟
يقول الخبراء إن مصر تحتاج فعلا إلى هذه الطاقة، ضرورة اقتصادية في أي دولة تسعى للنمو، حيث إنها أنظف للبيئة، لأنها لا تنتج ثاني أكسيد الكربون، كما أنها تساعد على توليد الكهرباء، وبالتالي فهي توفر الغاز الطبيعي الذي كان يستخدم في هذا المجال للاستفادة منه في مجالات صناعية أخرى.
ويندرج مشروع "الضبعة" للطاقة النووية حتى يخدم رؤية مصر الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030، والتي تسعى فيها إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتبلغ 44 في المائة، بحلول عام 2030، مقابل 9 في المائة، خلال الوقت الحاضر.
وبفضل هذا المشروع، ستضرب مصر عصفورين بحجر واحد، إذ ستحمي البيئة المصرية، من خلال خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 في المائة.
وعلى صعيد ثان، ستسد مصر عجز الكهرباء الذي تعاني منه، وهذا سينعكس إيجابا على إنفاق الدولة والمواطنين على فاتورة الكهرباء من خلال تخفيض تكاليف التشغيل.
وبوسع هذا المفاعل النووي السلمي المصري أن يكون رصيدا مضافا للصناعة المصرية، بعدما تأثرت بعض جوانبها خلال العقدين الأخيرين، أما الصناعات الجديدة التي تستفيد من الطاقة النووية؛ فهناك على سبيل المثال لا الحصر الأنابيب والمواسير ذات المواصفات الخاصة، والتي يستخدم في محطات القوى النووية.
وينعش نجاح مشروع الضبعة النووي المصري، آمال حلم آخر بدأ في ستينات القرن الماضي، وهو مشروع منخفض القطارة في محافظة مطروح، بالقرب من الضبعة.

"مخاوف نووية"
وبما أن عدة مخاوف تثار بشأن الطاقة نووية، نظرا لكوارث سجلت في عدة مفاعلات، بدءا من تشيرنوبيل في أوكرانيا ووصولا إلى فوكوشيما في اليابان، والحادثتان تسببتا بخسائر مادية وبشرية كبيرة.
وخلال المنتدى العربي الخامس حول آفاق توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر بالطاقة النووية الذي أقيم في القاهرة، أشار غريغوري سوسنين، نائب رئيس شركة "أتوم ستروي إكسبو" التابعة لشركة "روساتوم" الروسية والمسؤولة عن إنشاء المحطة النووية بالضبعة، إن المحطة المصرية ستكون من أكثر المحطات النووية أمانا على مستوى العالم.
وأضاف أن المحطة جرى تصميمها حتى تكون مقاومة للأمطار والأعاصير، وهي معايير لم يؤخذ بها من قبل في أي مفاعل نووي آخر، وهو ما يجعلها مثالا مستقبليا.
ولأجل طمأنة المصريين، يقول الباحث أيمن حمزة إن التكنولوجيا المستخدمة في محطة الضبعة النووية تنتمي إلى تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور، وهي التكنولوجيا الأكثر تقدما وتحقيقا للأمان.
ويستطيع هذا النوع من التكنولوجيا تحمل تسونامي حتى ارتفاع 14 مترا، كما يتحمل الزلازل العنيفة، ثم إن المفاعل الروسي مزود بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل والمواد عالية الإشعاع بداخله.

مراحل الإنجاز
وبحسب شركة التشغيل الروسية، فإن إنجاز المشروع سيمر بأربع محطات زمنية؛ والبداية ستكون بتشغيل المفاعل الأول في 9 فبراير 2026، بينما سيشغل المفاعل الثاني في 12 أغسطس 2026، أما المحطة الموالية، فستشهد تشغيل المفاعل الثالث في 12 أغسطس 2027، قبل المرور إلى المرحلة الأخيرة وتشغيل المفاعل الرابع في 9 فبراير 2028.
ولا يقتصر مشروع الضبعة على توليد الطاقة الكهربائية، بل إنه يخرج لمصر أجيالا من الفنيين والعلماء القادرين على التعاطي مع هذا المسار الجديد، ذلك أن مدرسة الضبعة النووية التي استقبلت الطلاب للعام الثاني على التوالي، وتم افتتاحها فعليا، تعد اليوم إحدى أهم المدارس الفنية، وهذه المؤسسة هي أول مدرسة متخصصة في المجال النووي بمصر والشرق الأوسط، في سعيها إلى تأمين كوادر فنية مدربة للعمل في محطة الضبعة.

قد يهمك ايضاً :

ألكسندر فورونكوف شدد على مقاييس الأمان العالية لمحطة "الضبعة" في مصر

الرئيس السيسي ونظيره الروسي يتّفقان على وضع حدّ للتدخّلات الخارجية في ليبيا

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday