غـزة - فلسطين اليوم
سلَّط إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر السبت، تضرر آلية عسكرية تابعة له شرق رفح جنوب قطاع غزة نتيجة إلقاء عبوة ناسفة من طائرة مسيّرة "حوّامة" انطلقت من القطاع وعادت إليه، الضوء على هذا السلاح الجديد الذي تمتلكه فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
ورغم أن أي فصيل لم يعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم الجوي بالطائرة المسيّرة فإنّ وسائل الإعلام العبرية اتّهمت حركة "حماس" بالوقوف وراء ما وصفته بهذا "الحادث الخطير جدًّا"، واعتبرت أنّ الحركة تسعى إلى "تثبيت معادلة جديدة" في المواجهة مع الاحتلال.
وأثار استخدام هذا السلاح "الجوي" اهتمام المراقبين والمختّصين بالشأن الأمني والعسكري، إذ اعتبروه دليلًا على "ديناميكية" المقاومة الفلسطينية وقدرتها على تنويع أدواتها.
مخالفة للتوقّعات
ورأى المختصّ بالشأن الأمني محمد أبو هربيد أن المقاومة باستخدام هذا السلاح خلال مواجهتها مع الاحتلال "أقدمت على خطوة ذكية تخالف توقعات العدو، وقدرته على قراءة سلوك ردود المقاومة".
وأضاف أبوهربيد في حديثه لوكالة "صفا" أن جيش الاحتلال كان يتوقّع أن تردّ المقاومة على جريمة قتل المتظاهرين في مسيرة العودة الجمعة من خلال قيامها بعملية "قنص، أو تسلل، أو إطلاق صواريخ، لكنّ الردّ جاء هذه المرة من الجو"، ولفت إلى أن هذا الهجوم دليل على أن "المقاومة متحرّكة وليست ثابتة، وتزيد وتنوّع من أدواتها لإيلام العدو في صراعها العسكري معه، والذي يتطلّب القدرة على الخداع والتمويه والمفاجأة".
وبيّن الخبير الأمني أن هذا الهجوم بالطائرة المسيّرة استغلّ الخاصرة الضعيفة للاحتلال الإسرائيلي، "فالعدو لا يمتلك القدرة الكافية لتحصين نفسه ضد مثل هذا الهجوم الجوي" من الطائرات بدائية الصنع.
وتابع "عدم قدرة العدو على مواجهة أساليب المقاومة يجعل منها رقمًا صعبًا، وهو ما قد يدفع لاحقًا نحو حرب يهدف من خلالها إلى تقليم أظافر المقاومة، أو الوصول إلى تسوية والدخول في تنفيذ تفاهمات التهدئة، والتوقف عن استهداف المتظاهرين السلميين شرقي قطاع غزة".
ويعتقد المراسل العسكري للقناة الثانية العبرية نير دفوري بأن حركة "حماس" تعمل على خلق قواعد جديدة تقوم على تثبيت شنّ هجمات بالطوافات للردّ على أي اعتداءات إسرائيلية ضد القطاع.
وأضاف المراسل "حماس تفعل ذلك بناء على قناعتها أن إسرائيل مردوعة، ومتخوفة من تصعيد جديد قبل الانتخابات"، وهذا يدلّ على "الثقة العالية لحماس بنفسها".
مراكمة القوّة
ويرى المختص الأمني أبو هربيد في حديثه لـ"صفا" أن إضافة هذا السلاح الجديد إلى إمكانات المقاومة يدلّ على حالة مراكمة القوّة التي تتبعها الفصائل بغزة.
وتابع "هذا السلاح إضافة نوعية، تنضمّ إلى سلاح الأنفاق، وسلاح القنص، وسلاح الضفادع البشرية، وغيرها من الأسلحة التي تمثّل قوّة وازنة في مواجهة العدو".
ورجّح قيام المقاومة بتطوير "الحوّامات" بشكل محترف للحصول على فاعلية أقوى وكفاءة أعلى خلال تنفيذها للمهمات العسكرية، مستشهدًا بتاريخ المقاومة بتطوير الصواريخ من بدائية الصنع محدودة المدى وصولًا اليوم إلى صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى، وباتت تشكّل "رادعًا" للاحتلال الإسرائيلي.
ولفت أبو هربيد إلى أن العدو الإسرائيلي "مشتت" في توقّعاته لهجمات المقاومة التي قد تأتي "من أنفاق تحت الأرض، أو باقتحام من فوق سطح الأرض، أو من حوّامات تلقي عبوات أو صواريخ من الجو".
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة في تثبيت التهدئة أو الدخول في مواجهة جديدة، الثابت أن المقاومة أضافت إلى ذخيرتها نوعًا جديدًا من الأسلحة قادر على تجاوز الجدار الحديدي الذي بناه جيش الاحتلال للقضاء على أنفاق المقاومة وخطر تسلل المقاومين إلى مستوطنات "غلاف غزة".
قد يهمك أيضا :
رئيس وزراء إسرائيل يأمر بالاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة في غزة
قوَّات الحكومة السورية تحشد شمال خان شيخون وقصف مُكثَّف على التمانعة
أرسل تعليقك