منعت الولايات المتحدة محاولة من الكويت وإندونيسيا وجنوب أفريقيا لاستصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بهدم "إسرائيل" منازل فلسطينيين في "واد الحمص" ببلدة صور باهر بالقدس المحتلة.
وتعبر مسودة البيان التي طرحت على الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15، عن القلق البالغ، وتحذر من أن عملية الهدم "تقوض بقاء حل الدولتين وآفاق (التوصل إلى) سلام عادل ودائم".
وابلغت الولايات المتحدة أشركاءها في المجلس بأنها لا يمكنها تأييد نص البيان، وأنه تم طرح مسودة بيان معدل من ثلاث فقرات لكن الولايات المتحدة قالت مجددا إنها لا توافق على النص.
أقرأ أيضًا :
مسؤولون أمميون يدعون سلطات الاحتلال إلى وقف خطط الهدم في صور باهر
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت أبنية في حي وادي الحمص في بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، ووضعت هذه القوات مواد متفجرة داخل عدة بنايات لهدمها.
واصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أوامر بهدم المباني، بذريعة وجودها في منطقة أمنية بالقرب من الجدار الإسرائيلي الذي يعزل القدس عن الضفة الغربية المحتلة.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام الأمن ذريعة لإجبارهم على ترك المنطقة باعتبار ذلك جزءا من المساعي المستمرة لصالح التوسع الاستيطاني وفتح الطرق التي تربط بين المستوطنات.
ويقول الفلسطينيون إن معظم المباني تقع في مناطق خاضعة للسيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات أوسلو.
وكان السكان قد تلقوا الشهر الماضي إشعارا من السلطات الإسرائيلية، يمهلهم ثلاثين يوما قبل تنفيذ قرارات الهدم.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا"، فإن القرار الإسرائيلي يشمل عشرة مبان بواقع سبعين شقة سكنية، بعضها قيد الإنشاء، وأشار إلى أن القرار يتسبب بتشريد 17 شخصا ويؤثر بحياة 350 آخرين.
وحث مسؤولون فلسطينيون الأسبوع الماضي دبلوماسيين أوروبيين على اتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من تنفيذ أوامر هدم ضد منازل فلسطينيين في مدينة القدس مع اقتراب المهلة المحددة لتنفيذ القرارات.
وسبق أن قام دبلوماسيون أوروبيون من نحو عشرين دولة بجولة في حي "وادي الحمص" ببلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، حيث يتم تنفيذ قرار الهدم.
وتعد عملية الهدم هذه أكبر عملية هدم جماعية في القدس منذ سنوات، إذ شرد الاحتلال حتى الآن ما يقارب 24 مواطنًا، وتضرر أكثر من 350 مقدسيًا تم هدم شققهم غير المسكونة بعد، علما أنّ الأراضي التي تقع عليها البنايات مصنفة أراضي "أ"، وخاضعة للسلطة الفلسطينية، ولكنها تقع داخل حدود الجدار العازل.
ويقول رئيس لجنة خدمات حي وادي الحمص حمادة حمادة إن الاحتلال قام بعد هدم البنايات العشر وتشريد عائلاتها والاعتداء عليهم؛ بزرع متفجرات في عمارة تعود لعائلة أبو طير تمهيدًا لتفجيرها، علمًا أنها لا زالت قيد الإنشاء، لتصبح حصيلة الهدم النهائية 11 عمارة سكينة.
وتبلغ مساحة أراضي القرية ثلاثة آلاف دونم، وتعود بداية الأحداث إلى عام 2011 حيث أصدر الاحتلال قرارًا يمنع البناء على نصف مساحتها تقريبًا، بحجة الدواعي الأمنية، وبسبب قرب هذه الأراضي من جدار الاحتلال العازل الذي يفصل بين القرية وعدة قرى أخرى تتبع محافظة بيت لحم، الواقعة تحت السيادة الفلسطينية.
قد يهمك أيضًا :
الجزائر تدين عمليات الهدم الواسعة التي ينفذها الاحتلال في القدس
"الرئاسة"الفلسطينية تؤكد أن جريمة الهدم جزء من "صفقة القرن" وستواجَه بقرارات مصيرية
أرسل تعليقك