روسيا وتركيا نحو جولة محادثات جديدة بشأن إدلب وأنباء عن تقدّم ملحوظ
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

أنقرة ترفض اتهامات موسكو بانتهاك تفاهم سوتشي وتعتبرها "أحكام مسبقة"

روسيا وتركيا نحو جولة محادثات جديدة بشأن إدلب وأنباء عن "تقدّم ملحوظ"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - روسيا وتركيا نحو جولة محادثات جديدة بشأن إدلب وأنباء عن "تقدّم ملحوظ"

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو
موسكو ـ فلسطين اليوم

تكتّمت موسكو، أمس الثلاثاء، على نتائج جولة المحادثات الروسية - التركية التي جرت خلال اليومين الماضيين في العاصمة الروسية، وسط بروز تسريبات أشارت إلى "تحقيق تقدم ملموس، وإن كانت بعض النقاط ما زالت عالقة، وتحتاج إلى مزيد من الحوار"، فقد عقد الجانبان، أمس، جلسة محادثات قصيرة، بالمقارنة مع الجولة التي انعقدت أول من أمس، واستمرت لأكثر من 5 ساعات، إذ انتهى اللقاء بعد مرور أقل من ساعتين من دون أن يكشف الجانبان تفاصيل عن مجرياته أو نتائجه.

وأثارت تصريحات أطلقها الجانب التركي لاحقًا تكهنات مختلفة، إذ ركزت وسائل إعلام حكومية روسية على تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول احتمال نقل المفاوضات إلى المستوى الرئاسي، في حال فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق، في حين جاء إعلان سياسيين أتراك عن أن أنقرة "أبلغت الجانب الروسي باستعدادها لإطلاق عملية عسكرية لإجبار الحكومة السورية على التراجع عن مواقع شغلتها أخيرًا"، ليسلط الضوء على واحدة من أبرز النقاط الخلافية التي عرقلت تحقيق تقدم حتى الآن في المفاوضات بين الجانبين.

ووفقًا لمصدر روسي فقد نجح الجانبان في تحقيق "تقدم ملموس" لجهة الاتفاق على ضرورة الانطلاق من تثبيت وقف النار، وعدم السماح بتقدم أوسع للقوات النظامية نحو مدينة إدلب. ووفقًا للمصدر، فإن موسكو تنطلق من واقع أن "العمليات العسكرية حققت حتى الآن النتائج المرجوة منها، خصوصًا ما يتعلق بفرض السيطرة على الطريق الدولي دمشق - حلب، والسيطرة على المناطق المحيطة بحلب، ما سمح بإعلان هذه المدينة محررة بشكل كامل". لكن النقطة الأساسية التي ما زالت عالقة تتعلق بأماكن تمركز نقاط المراقبة التركية، وضرورة إعادة نشرها في مناطق أخرى، مع الأخذ بالاعتبار التطورات الميدانية التي حصلت خلال الفترة الأخيرة، وهو أمر ما زالت أنقرة تعارضه، خصوصًا مع مواصلتها التعبئة الإعلامية الواسعة باتجاه تحرك عسكري لإجبار القوات النظامية على الانسحاب.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد لفت الأنظار بتصريحات وصفت بأنها "متفائلة"، أول من أمس، عندما أشار إلى وجود "تفاهم كامل" بين الجيشين الروسي والتركي في إدلب، وأعرب عن أمل في أن ينعكس هذا التفاهم على أجواء محادثات الطرفين. وبدا أن محادثات موسكو مثلت الفرصة الأخيرة للاتفاق، بعدما فشل الجانبان في جولتين سابقتين من المشاورات في تقريب وجهات النظر، خصوصًا على خلفية التصريحات القوية لأنقرة باحتمال إطلاق عملية عسكرية واسعة.

وأبلغ مصدر دبلوماسي "الشرق الأوسط" بأنه "مجرد أن اللقاءات استمرت ليومين، فهذا يعني أن المكلفين من قبل الرئيسين بوتين وإردوغان قد تلقوا تعليمات بالعمل على التوصل لصيغة من الاتفاق، وإجراءات يجب أن تتخذ لاحقًا"، مشيرًا إلى أنه "ظهرت خلافات حول الدور الذي يجب أن يقوم به الجيش السوري، وكيفية عودة سيطرة النظام الحالي في دمشق على المناطق التي يتم تحريرها من المسلحين المصنفين إرهابيين، وكذلك هناك اختلاف حول مفهوم بعضهم الآخر من المسلحين، ووضع (الجيش السوري الحر)، والمهام الذي يقوم بها في كثير من مناطق الشمال، بما فيها مناطق التهدئة والمناطق الحدودية التي فيها وجود مكثف للاجئين، ومراعاة رغبة الملايين من السوريين بأن يكون لهم دور في شكل إدارة الأمور في مناطقهم، لذلك فالقضية معقدة، ولكن الاتفاق المبدئي بين الرئيسين على أن الوضع في الشمال وقضية اللاجئين يجب أن تحل بالتوازي مع العملية الشاملة للوضع الانتقالي لنظام الحكم في سوريا، على أساس ما نص عليه قرار مجلس الأمن (2254)، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية والسيادة".

وقال المصدر إن "المستجدات تحتاج إلى لقاء في القريب العاجل للرئيسين لاتخاذ القرار بخصوص الرؤية التي وضعها فريق الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين"، في حين أشار مصدر آخر إلى احتمال أن يعقد الطرفان جولة محادثات جديدة، تشكل تمهيدًا للقمة المرتقبة، وقال إن بعض النقاط "ما زالت عالقة، وتحتاج إلى إنضاج أكبر"، خصوصًا أن الفكرة المتعلقة بـ"تحديد مفهوم القوى التي يمكن وصفها بأنها إرهابية" ما زالت لم تحسم، لأن موسكو ترى أن كل القوى المرتبطة بـ"جبهة النصرة" تدخل تحت التصنيف الدولي على لائحة الإرهاب، وهذا أمر تطرق إليه الوزير سيرغي لافروف عندما أشار إلى أن عزل الإرهابيين يعد "مفتاح حل مشكلات إدلب".

ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن كيريل سيمينوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية، أنه "تنشط قوتان متعادلتان تقريبًا في إدلب (جبهة النصرة وحلفاؤها في هيئة تحرير الشام) وجماعات المعارضة المسلحة، متحدين بمساعدة تركيا في هيكل واحد: الجيش الوطني السوري، الذي تشكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ولدى كل من الطرفين نحو 20 ألف مسلح". وأشار الخبير إلى أنه "يبدو أن هناك اتفاقًا بين موسكو وأنقرة على حدود التحرك، وليس من قبيل الصدفة أن الرئيس إردوغان أعطى دمشق وقتًا حتى نهاية فبراير (شباط).

من جهتها، أعلنت أنقرة أمس، رفضها الاتهامات الروسية سواء الرسمية أو الصادرة من وسائل الإعلام لها بعدم تنفيذ بنود مذكرة تفاهم سوتشي. ووصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، التصريحات الصادرة عن مسؤولين في روسيا بأنها "مليئة بالأحكام المسبقة". واتهم تشيليك النظام السوري بخرق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب نحو 20 ألف مرة. وأكد في مؤتمر صحافي ليل الاثنين - الثلاثاء عقب اجتماع للمجلس التنفيذي للحزب الحاكم برئاسة إردوغان، استمرار مساعي تركيا من أجل الحفاظ على اتفاقية خفض التصعيد في إدلب، ووضع حد للكارثة الإنسانية في المنطقة.

وقال، تعليقا على مباحثات الوفد التركي في موسكو، إننا "أبلغنا الجانب الروسي بشكل واضح وصريح أننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة النظام إلى حدوده السابقة (حدود اتفاق سوتشي) في حال لم ينسحب". وأعلنت روسيا الليلة قبل الماضية أن تركيا استأنفت دوريات مشتركة مع الجيش الروسي في شمال شرقي سوريا بعد توقف دام أسبوعين مع استمرار هجوم النظام في إدلب. إلى ذلك، شنت القوات التركية قصفا مدفعيا على مواقع انتشار القوات الكردية في الشمال السوري، دون الإشارة إلى وقوع إصابات. كان الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له شنت هجوما حادا بالمدفعية، أول من أمس، على عدد من المناطق التابعة للقوات الكردية، أسفر عن وقوع إصابات.

بالتوازي، أكد السفير الروسي لدى تركيا، أليكسي يرهوف، أنه لا يزال يتلقى تهديدات عبر صفحة السفارة الروسية في أنقرة، بسبب الأحداث الأخيرة في محافظة إدلب شمال سوريا والتي قال في وقت سابق، إنها تسببت في هستيريا معادية لبلاده على شبكات التواصل الاجتماعي التركية. وقال يرهوف إن مستخدمي الإنترنت يواصلون إرسال الشتائم، والتهديدات . وشدد على أن "مثل هذه التصريحات لا يمكن تجاهلها، لأنها لا تتعلق فقط بالدبلوماسيين شخصيًا، ولكن روسيا وجميع ممثليها أيضًا". والأسبوع الماضي، أبلغت الملحق الصحافي في البعثة الدبلوماسية الروسية، إيرينا كاسيموفا، وكالة نوفوستي، أن السلطات التركية اتخذت تدابير إضافية لحماية السفارة الروسية في أنقرة.

قد يهمك أيضا : 

  أنقرة تُعلن عن اتفاق مع موسكو على ضرورة مشاركة أميركا في حل الأزمة السورية

    محادثات روسية - تركية لوضع ملامح التوافقات المُشتركة في سورية

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وتركيا نحو جولة محادثات جديدة بشأن إدلب وأنباء عن تقدّم ملحوظ روسيا وتركيا نحو جولة محادثات جديدة بشأن إدلب وأنباء عن تقدّم ملحوظ



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday