أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن أمله في أن لا تؤثر حادثة "قاعدة العند" في مدينة لحج الذي أودى بحياة عدد من العسكريين بقصف طائرة مسيرة لجماعة "الحوثي"، على اتفاق ستوكهولم بين الفرقاء اليمنيين، مؤكدا على أن الاتفاق يتعلق بوقف العمليات العسكرية في ميناء الحديدة.
وإذ شدَّد على أن الحل في اليمن، لا يمكن أن يتمَّ الا بتفاهم الأطراف اليمنية، وبدون تدخل خارجي، أشار غريفيث إلى أن مقترح إرسال عدد محدود من المراقبين الدوليين إلى اليمن يخص تحديدا مراقبة وقف العمليات في الحديدة، ولا يشمل عموم مناطق اليمن.
وأشاد المبعوث الأممي بخبرة الدبلوماسية الروسية في منطقة الشرق الأوسط عموما واليمن تحديدا. وقال إنه يحرص على الاستماع إلى وجهات نظر الدبلوماسيين الروس باستمرار، وإنه يزور موسكو لهذا الهدف.
وسط ذلك، رصدت خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة، 464 خرقاً ارتكبته ميليشيا الحوثي الانقلابية منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى تاريخ 9 يناير/كانون الثاني 2019. وقالت الخلية في تقرير لها، نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن "ميليشيا الحوثي الانقلابية ارتكبت 464 خرقاً في محافظة الحديدة، ما أدى إلى استشهاد 37 مواطناً وإصابة 312 آخرين، جراحات بعضهم خطيرة"، وإن "الخروقات الحوثية مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة وتستهدف منازل المواطنين والأماكن العامة ومواقع الجيش".
وأكد مصدر عسكري في اللجنة أن "الميليشيا مستمرة في تعزيز مواقعها الدفاعية عن طريق زراعة الألغام وحفر الخنادق والممرات البرية عند المداخل والمواقع الرئيسية". ونوه بأن الميليشيات تهدف من خلال هذه الخروقات المتزايدة إلى استفزاز قوات الجيش الوطني والتحالف، في تعمد واضح منها لإفشال "اتفاق ستوكهولم".
ودعا المصدر العسكري ذاته، مكتب المبعوث لليمن إلى اتخاذ الخطوات اللازمة والجدية من أجل الضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية للتوقف فوراً عن هذه الانتهاكات والخروقات والالتزام بالاتفاق الذي تقوده الأمم المتحدة بخصوص الحديدة».
وتواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكابها المجازر بحق المدنيين العُزل في عدد من المحافظات اليمنية، خصوصاً عقب كل هزيمة تتكبدها في معاركها من الجيش الوطني المسنود من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وأبرزها في البيضاء وتعز والقرى الجنوبية لمدينة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر.
وارتكبت ميليشيات الانقلاب، مساء الخميس، مجزرة بحق المدنيين بمدينة حرض، شمال حجة المحاذية للسعودية، بقصف مدفعي على قرية شليلة التابعة لحرض، وراح ضحيته 4 أطفال و4 نساء وأصيب 7 آخرون، طبقاً لما أفاد به المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة الذي نقل عن المواطن أحمد الشليلي، أحد سكان المنطقة، قوله إنه "نحو الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الخميس، وصلت 7 مقذوفات إلى قرية شليلة التي يوجد بها عشرات الأسر من أبنائها وكذلك من نازحي القرى المجاورة، وقد وقعت اثنتان من هذه المقذوفات على منازل المواطنين أودتا بحياة 4 أطفال و4 نساء إحداهن حامل، فيما أصيب 7 آخرون بينهم أطفال ونساء بجروح مختلفة منها حالتان حرجتان، وتم إسعاف جميع الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات المملكة بجازان". وأضاف: "كما تسبب القصف في نفوق أكثر من 50 رأساً من مواشي المواطنين واحتراق سيارتين".
وأعلنت قوات الجيش الوطني، مساء الخميس، تمكنها، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، من إحراز تقدم جديد في مديرية الحشوة شرق محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الانقلاب. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن قائد اللواء التاسع حرس حدود العميد محمد هادي العملسي، تأكيده أن قوات الجيش الوطني توغلت الأربعاء، أكثر من 5 كم في معركة السد في هضبة برط العنان، حيث تمكنت من تحرير عدد من المواقع في مناطق القذاميل التابعة لمديرية الحشوة بمحافظة صعدة (شمال غرب).
وأوضح أن المعارك ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية مستمرة منذ يومين، في جبهة برط العنان التابعة لمحافظة الجوف (شمال) ومديرية الحشوة التابعة لمحافظة صعدة، وأن قوات الجيش الوطني تتقدم بخطى واثقة لتضييق الحصار على ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأشار العميد العملسي إلى أن المعارك العنيفة أسفرت عن سقوط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.
كما أكد المركز، تحرير قوات الجيش الوطني مواقع جديدة من قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية بعد قلعة وادي آل جبارة باتجاه مركز مديرية كتاف (شمال).
رافق ذلك سقوط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، خلال اليومين الماضيين، بنيران الجيش الوطني في جبهة الشامية، شمال غربي مديرية باقم، عقب محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني بهدف سحب جثث قتلاهم، إضافة إلى استهداف مدفعية الجيش الوطني تحركات وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية كانت في طريقها إلى شعب العماني في جبهة الشامية، الذي سيطرت عليه قوات الجيش الوطني قبل أيام.
وفي الضالع، جنوب، حررت قوات الجيش الوطني خلال اليومين الماضيين، عدداً من المواقع والمرتفعات الجبلية التي كانت ميليشيات الحوثي الانقلابية تتمركز بها بمحيط مدينة دمت، شمال، بعد معارك قتل فيها ما لا يقل عن 12 انقلابياً وجرح آخرين.
وفي الحديدة، حيث تستمر ميليشيات الانقلاب في خرق هدنة وقف النار من خلال قصف الأحياء السكنية وقصف ومهاجمة مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني، أحبطت قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة محاولة تسلل ميليشيات الانقلاب في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوب، بالتزامن مع استمرار قصفها الأحياء السكنية في حيس والدريهمي والتحيتا، جنوب الحديدة.
وأفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة بقيام الانقلابيين، خلال الساعات الماضية، بقصف أحياء سكنية في مديرية حيس وسقوط عدد من القذائف على منازل المواطنين وتدميرها، وخلّفت أضراراً كبيرة بالمنازل وخلقت حالة من الخوف والهلع في صفوف النساء والأطفال.
وكان طفلان أصيبا برصاص قناصة من ميليشيات الحوثي في مديرية التحيتا برصاص الانقلابيين أثناء إطلاق النار على الطفلين حين مرورهما بجوار منزلهما وأدت لإصابة الطفل يحيى أحمد مشعشع بطلقتي رصاص في الساق وأصيب الطفل علي طالب حسن بطلقة رصاص في الفخذ.
أرسل تعليقك