القدس المحتلة - فلسطين اليوم
كان الشهيدان نضال أمين خازم (28 عاما) وصالح بركات شريم (29 عاما) من مخيم جنين على متن دراجة نارية لدى خروجهما من أحد صالونات الحلاقة في المدينة، عندما كانا هدفا مباشرا لعملية استعراضية دموية نفذتها إحدى فرق الموت الإسرائيلية، وسط شارع أبو بكر الأشد ازدحاما في قلب المدينة، في عملية قال جيش الاحتلال، إن من أبرز أهدافها "صعق جيل الألفين بصدمات دموية"، واستهداف "البيئة الحاضنة" للمقاومة بسفك الدماء والدمار.
عقارب الساعة كانت تقترب من الثالثة و15 دقيقة عصرا، والشوارع مكتظة بالمتسوقين في آخر أيام الأسبوع، عندما ترجلت مجموعة من وحدة "المستعربين" من داخل مركبة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، من وسط الزحام، فأطلق أحد أفرادها رصاصة قاتلة من نقطة الصفر على رأس الشهيد خازم بينما كان برفقة صديق عمره الشهيد شريم على متن دراجتهما النارية والتي كانت متوقفة قبالة محل حلويات "شلهوب"، مستغلين توقف الدراجة المؤقت جراء أزمة السير في الشارع.
وبسرعة عالية، تمكن الشهيد شريم من القفز من على الدراجة النارية وأخذ يشق طريقه راكضا للهرب من رصاص وحدات "المستعربين" ممن أخذوا يلاحقونه برصاص بنادقهم الآلية من نوع "M16"، حتى أصابوه بعدة رصاصات قاتلة، فيما تقدم ثلاثة آخرون صوب الشهيد خازم وهو ملقى على الأرض مضرجا بدمائه، فأطلق أحدهم رصاصة أخرى بمسدس على رأسه، بهدف التأكد من موته.
ولم يأبه أفراد وحدة "المستعربين" على الإطلاق لوجود مئات المواطنين من النساء والأطفال والرجال وسط شارع أبو بكر، فأخذوا يطلقون الرصاص في عملية استعراضية دموية أسفر عنها ارتقاء الشهيدين خازم وشريم، ومن ثم الشهيد الفتى عمر محمد عوادين "16 عاما" وهو وحيد أفراد عائلته من الذكور وكان على متن دراجته الهوائية في ذات الموقع الذي كان شاهدا على جريمة الإعدام، وبعده الشهيد لؤي خليل الصغير "37 عاما"، والذي استفزه مشهد الجريمة فحاول إلقاء قطعة معدنية على المركبة التي كانت تقل أفراد وحدة "المستعربين"، إلا أنه كان هدفا مباشرا للقتل، كما هو الحال بالنسبة لكل من تواجد في الشارع العام.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مواطنون وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، أحد عناصر وحدة "المستعربين" وهو يطلق الرصاص من نقطة الصفر صوب رأس الشهيد خازم وهو مصاب وملقى على الأرض دون حراك ومضرج بدمائه، قبل أن يقترب عنصر آخر من ذات الوحدة من جسد الشهيد ويطلق رصاصة مباشرة على رأسه.
وقال شاهد العيان أحمد خلف، والذي كان يسير وسط شارع أبو بكر: "دخلت سيارتان كانت بداخلهما وحدات خاصة إلى شارع أبو بكر، ووصلتا قرب النمر مول، حيث ترجل شخص كان يحمل مسدسا بيده وضعه في رأس الشهيد نضال من الخلف وأطلق النار عليه مباشرة، وبعدها ترجل بقية العناصر من داخل السيارة وأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي وهم يلاحقون الشهيد شريم بعد أن قفز من على متن الدراجة النارية التي كان يستقلها برفقة الشهيد خازم.
وهنا، قال خلف: "أصيب الشهيد شريم بعدة رصاصات قاتلة، فلفظ أنفاسه الأخيرة فورا، بينما أصيب الشهيد الفتى عوادين بعدة رصاصات وهو يقود دراجته الهوائية، وبعده الشهيد الصغير، وأصيب أكثر من 18 مواطنا".
وقال مواطن يعمل على بسطة متنقلة في شارع أبو بكر: "شاهدت سيارة مدنية من نوع سكودا توقفت وسط الشارع، وترجل خمسة مسلحين من داخلها وهو يطلقون النار، واعتقدنا للوهلة الأولى أنها مشكلة بين المواطنين".
وللفتى الشهيد عمر محمد عوادين "16 عاما"، حكاية أخرى، فهو وحيد أفراد عائلته من الذكور وكان على متن دراجته الهوائية في ذات الموقع الذي كان شاهدا على جريمة إعدام الشهيدين خازم وشريم وسط شارع أبو بكر الرئيس في قلب جنين، حيث كان يقود دراجته النارية وهو في طريقه إلى مكان عمل والده بالجوار.
وقال والد الشهيد عوادين، إنه رافقه ووالدته قبل نحو أسبوعين في رحلة عمرة للديار الحجازية، ورغم صغر سنه كان دائم الحديث عن الشهادة كغيره من أبناء جيله ممن لا يكاد يمر يوم دون أن يكونوا شهداء على جريمة اغتيال هنا وهناك ينفذها جيش الاحتلال.
وأضاف عوادين: "طلبت من عمر أن يلحق بي إلى مكان عملي، خصوصا أن الدراسة في المدارس الحكومية معطلة بفعل إضراب المعلمين، وفعلا كان في طريقه إلي وهو يقود دراجته الهوائية في وسط شارع أبو بكر، بالتزامن مع جريمة الاغتيال التي نفذتها الوحدات الخاصة، فأصيب عمر برصاصات عدة وسقط على الأرض، وشاهدت مقاطع فيديو تظهره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بجانب دراجته، وللوهلة الأولى لم أكن أصدق أنه عمر، خصوصا وأنني كلمته عبر الهاتف قبل دقائق".
وتساءل الأب، عن طبيعة الذنب الذي ارتكبه نجله الوحيد حتى يكون هدفا للقتل بدم بارد برصاص وحدات "المستعربين" والتي كانت تنشر الموت في شارع أبو بكر ويلاحق رصاصها المواطنين.
أما الشهيد لؤي خليل الصغير "37 عاما"، فاستفزه مشهد جريمة الإعدام، فحاول إلقاء قطعة معدنية على المركبة التي كانت تقل أفراد وحدة "المستعربين" بعد ارتكابها الجريمة وسط الشارع العام، إلا أنه كان هدفا مباشرا للقتل، كما هو الحال بالنسبة لكل من تواجد في شارع أبو بكر الرئيس.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك