إقامة معرض لصور ضحايا الثورة السودانية داخل ميدان الاعتصام
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

أكثر من 100 قتيل خلال الاحتجاجات ضد نظام البشير

إقامة معرض لصور ضحايا الثورة السودانية داخل ميدان الاعتصام

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - إقامة معرض لصور ضحايا الثورة السودانية داخل ميدان الاعتصام

الرئيس السوداني السابق عمر البشير
الخرطوم ـ جمال إمام

لا تفارق صورة الشهيد عبد العظيم أبو بكر، الذي واجه بصدره العاري قوات الأمن المدججة بالسلاح، مخيلة السودانيين، فمقولته الشهيرة: «تعبنا يا صديقي، لكن لا أحد يستطيع الاستلقاء أثناء المعركة»، أصبحت أيقونة لجسارة وشجاعة شباب الثورة السودانية؛ ألهمتهم وأثارت قيم الوطنية في نفوسهم، فواصلوا السير في دربهم حتى حولوا الديكتاتور عمر البشير إلى «الرئيس المخلوع».

إقرأ أيضـــا:   

"الانقلاب على البشير" يستنهض مجلس الأمن للانعقاد ومصر تدعم "خيار الشعب"

قبل «اغتياله الدامي» بأسبوع، اعتقلته قوات الأمن، وفي المعتقل تعرض لتعذيب قاسٍ وضرب بالعصي أدمى جسده، لكن كل ما واجهه لم يثنه عن الخروج في المظاهرات، ظل يرفض بصوت مبحوح وقبضة عارية، النظام، حتى اغتياله برصاصة قناص غادرة. وقال والد الشهيد عبد العظيم ، إن «فقدان ابن أمر لا يُعوض، لكن التضامن والمؤازرة اللذين وجدتهما من كل فئات الشعب، خففا عليَّ حزني ومصابي»، ويضيف دامعاً: «أسعد جداً حين يقول لي الشباب: كلنا أولادك».

وتابع: «كل الجرائم التي ارتكبت، وأرواح الشباب التي أزهقت، وتعذيب المعتقلين خلال الاحتجاجات، تمت بتحريض من رموز النظام السابق، أمثال علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس المخلوع، وأحمد هارون ونافع علي نافع»، وأضاف: «هؤلاء هددوا على الملأ بإنزال كتائب الظل وميليشياتهم لقتل المتظاهرين، ويجب أن يحاكموا محاكمات فورية، ولن نقبل فقط بمحاكمة جندي أمر بالقتل».

ويقول أبو بكر: «سنظل في الشارع، حتى يسلم العساكر السلطة ل الشعب السوداني الذي قدم الكثير من الأرواح خلال الأربعة أشهر الماضية، ونطالب بالقصاص العادل، ومحاكمات تطال كل الرؤوس الكبيرة التي أصدرت الأوامر بقتل أبنائنا».

ومنذ اشتعال شرارة الاحتجاجات في التاسع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وحتى خلع الرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، اغتيل نحو 100 برصاص قوات الأمن في المظاهرات التي شهدتها كل ولايات البلاد، وذلك حسب إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزية والمنظمات الحقوقية الدولية.

ومنذ سقوط النظام، تتوسط ساحة الاعتصام بمحيط القيادة العامة للجيش السوداني «خيمة لأسر وأقارب الشهداء»، الذين قتلوا في عهد الإنقاذ منذ عام 1989، يلتقون بها بشكل يومي، وهم يرفعون لافتات تدعو للقصاص.

فيما نصب المعتصمون على الجانب الآخر من الساحة، معرض «صور لكل الشهداء الذين قتلوا في المظاهرات»، عنوانه «عرفاناً ووفاءً لأرواحهم الطاهرة التي قدموها رخيصة في سبيل الوطن».

«مشكاة» ابنة الشهيد معاوية، الذي اغتيل بالرصاص داخل منزله بضاحية بري بالخرطوم، تأمل أن يتحقق حلمها في العدالة بالقصاص لأبيها من كل المسؤولين عن اغتياله، ابتداءً من الرئيس المخلوع عمر البشير، ومدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش، وانتهاءً بأصغر الجنود الذين نفذوا أوامر القتل.

تقول مشكاة: «النظام لم يسقط بعد، وفي ظل وجود بقايا النظام في الأجهزة العدلية، لا نضمن محاكمات عادلة تسترد حقوقنا»، وتابعت: «سنواصل الاعتصام في الشارع حتى تسلم السلطة لحكومة مدنية، ويحدث التغيير الحقيقي، ويحاسب من اغتالوا والدي وكل الشهداء».

أما المحامي الشهير وجدي صالح، وخال الشهيد صالح عبد الوهاب (قتل في بداية المظاهرات بمدينة أم درمان) فيقول: «بالفعل شرعنا في الإجراءات القانونية من أجل القصاص للشهداء وضحايا النظام السابق، وقبل السقوط الجزئي للرئيس المخلوع عمر البشير»، ويتابع: «ما زلنا نحاول تفكيك مؤسسات النظام والدولة العميقة لـ(المؤتمر الوطني) و(الحركة الإسلامية)».

ويرى صالح أن التغيير الذي حدث في البلاد سيسهم في توفير المعلومات للوصول إلى الجناة، وهنالك الكثير من الشهود يتوقعون أن يدلوا بإفاداتهم، ويضيف: «يمكن حصر قوات الأجهزة الأمنية التي كانت موجودة في أماكن قتل المتظاهرين من خلال سجلات القوات النظامية وجهاز الأمن»، ويتابع: «أسر الشهداء مصرة على الوصول إلى الجناة، ولن تضيع دماء الشهداء هدراً وأيضاً نعمل على إنصاف الجرحى، انتصاراً للثورة السودانية».

وتعهد صالح بالوصول للجناة، وتقديمهم لمحاكمات عادلة، وقال: «نحن نسعى لإقامة دولة القانون، ولا نريد تشفياً ولا انتقاماً من أحد، نريد قصاصاً من القتلة بموجب القانون».

ويحمل المحامي صالح المسؤولية عن القتل لمن أطلق الرصاص، ولمن أصدر أوامر إطلاق الرصاص، بموجب القانون الجنائي لعام 1991 السائد الآن، ويتابع: «حتى لو تم تعديله، فهو القانون الذي ارتكبت في فترة نفاذه الجريمة، وبالتالي من حرض ومن أصدر الأوامر ومن أطلق الرصاص سيحاكمون، فالمسؤولية مشتركة، ولا تخفف عن أي منهم العقوبة المفروضة بالقانون الجنائي». وكانت سلطات الأمن قد رفضت تسليم أسر الشهداء شهادات الوفاة والتقارير الطبية، واكتفت باستخراج إذن بالدفن فقط، بل وهددتهم بإصرار «أن يلزموا الصمت»، ولم تكشف عن التحريات والتحقيقات التي زعمت أنها تجريها بشأن القتلى، ولم تحرك أي بلاغات ضد المشتبه بهم إلى المحاكم.

قد يهمك أيضًا : 

الآلاف يعتصمون أمام وزارة الدفاع السودانية للمطالبة بإنهاء "حكم العسكر"

"ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقامة معرض لصور ضحايا الثورة السودانية داخل ميدان الاعتصام إقامة معرض لصور ضحايا الثورة السودانية داخل ميدان الاعتصام



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"

GMT 12:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

خبراء يؤكدون زيادة أسعار العقارات من 20 إلى 30% خلال 2018

GMT 23:20 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

نصائح لتشعري براحة أكبر عند ارتداء حذاء كعب عالي

GMT 05:46 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

بطاريات "أبل" تكشف عن مخططات لشركات معلوماتيّة

GMT 22:25 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إنشاء مضمار خاص لسباق الهجن في القرية السعودية للإبل

GMT 03:02 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تحويل منزل رخيص الثمن إلى قطعة فنية خلال 30 عامًا
 فلسطين اليوم -
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday