وقعت اشتباكات عنيفة في شوارع نيوكاسل بين المئات من متظاهري جماعة بيجيدا Pegida المناهضة للإسلام، وبين مسيرة احتجاجية أخرى قوامها 2000 شخصٍ. Pegida اختصار ألماني يعني "الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب"، وبلغت ذروتها الشهر الماضي في دريسدن؛ عندما نجحت في تنظيم مسيرة قوامها 25 ألف شخصًا، ولكن شعبيتها تلاشت عندما تم تصوير أحد قادتها وهو يتظاهر في صورة الزعيم النازي أدولف هتلر.
وهتف نحو 400 شخصٍ من الجماعة اليمينية المتطرفة عند لقاء مظاهرة مضادة، ومن ثم اندلعت مشاجرات عنيفة وسط المدينة، مما أدى إلى اعتقال 5 أشخاص.
وأصرّ المنظمون من جماعة بيجيدا أنَّ المسيرة كانت سلمية تمامًا، ولكن ما حدث أنه تم اعتقال 5 أشخاص من المسيرة من قِبل قوات الشرطة، إذ كانوا في حالة سُكر بيّن وأثاروا فوضى عارمة.
إذ أوقفت الشرطة البريطانية رجلًا يبلغ من العمر 37 عامًا من نيوكاسل لاتهامه بالاعتداء، في حين أوقفت اثنين آخرين، تتراوح أعمارهما بين 43 و54 عامًا للاشتباه في إحداث فوضى، ثم تم توقيف شخصين أحدهما شاب يبلغ من العمر 17 عامًا وآخر يبلغ من العمر 20 عامًا من هاليفاكس.
وذكرت الشرطية نورثمبريا: "مرت الاحتجاجات كافة دون أيّة مشاكل كبيرة، وتلك الاعتقالات حدثت بشكل فردي".
قاد المظاهرات المنافسة للمسيرة المناهضة للإسلام النائب جورج غالاوي، الذي تحدث في المسيرة المؤيدة للإسلام، واصفًا متظاهري اليمين المتطرف بـ"النازيين".
غالاوي، النائب في البرلمان عن برادفورد الغربية، تصدى لتلك المسيرة بمظاهرة مضادة، مضيفًا: "كل الناس في بريطانيا من ذوي التفكير السليم يدينون أفكار مجموعة النازية الألمانية القادمة إلى شمال شرقي إنكلترا لإثارة المتاعب، الغالبية العظمى من الشعب البريطاني يحترمون ذلك، والمشاركون في المسيرة المضادة يمثلون الملايين، لدينا ما يكفي من المشاكل في بريطانيا بخلاف تلك الأفكار الألمانية الواردة علينا وتسببت بالفعل في مقتل الكثيرين، لدينا مشاكل في بريطانيا بخلاف العنصرية والإسلاموفوبيا، التي أشعلت المزيد من المشاكل نحن في غنى عنها".
وأضاف غالاوي: "أنا أحب الألمان، وأركب سيارة ألمانية، ولكن تلك الأفكار لا نريد استيرادها من ألمانيا".
الدكتور الجامعي جاكي رودجرز كان في مظاهرة مضادة اجتذبت قطاعًا عريضًا من الناس من مختلف الأديان، وذكر: "أعتقد أنه من المهم حقًا لنا الاتحاد كمجتمع وإعلانها واضحة للمنظمات التي تحاول الحصول على موطئ قدم في المملكة المتحدة بأننا لن نتسامح مع موقفهم وأننا لن نقبل العنصرية والسياسات الفاشية".
وعلى الجانب الآخر، وفي تصريح محرض صدر عن القيادي في حزب ليبرتي Liberty اليميني المتطرف، بول ويستون، في المظاهرة ذكر أنَّ "المسلمين قريبًا "سيستولون" على بريطانيا، وهذا هو بالضبط ما سيفعلونه إذا لم نفعل شيئًا.. يجب علينا أنَّ نقاوم".
ولكن منظمة مظاهرة بيجايدا دونا ترينور، ذكرت: "الإسلام ليس العرق، بل الدين، لا ينبغي أنَّ يطرح (مصطلح) العنصرية على الطاولة، ومنظمتنا تنشر الوعي، نحن نريد من الحكومة أنَّ تنتبه وتستأصل المتشددين والمتطرفين المسلمين من الشارع".
ثم تولت ويندي إليسون (46 عامًا، عاطلة عن العمل) مهمة التحدث في المسيرة، وقالت: "ليس من الجيد الجلوس في المنزل، والصراخ في التلفزيون، أشعر أنَّ وطننا قد فسد، لا أشعر بأنها بريطانيا".
في السياق ذاته، وقع الكثير من الاحتجاجات في ألمانيا بسبب مخاوف من تعرض البلاد لخطر الهجمات المتطرفة.
أرسل تعليقك