مقتل زوجة والد أسامة بن لادن وأربعة آخرين إثر سقوط طائرتهم الخاصة في إنجلترا

توفيت زوجة والد مؤسس وزعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، برفقة أربعة أشخاص آخرين بعد انفجار طائرة العائلة عقب تجاوزها المدرج أثناء محاولة الهبوط في منطقة هامشير خارج العاصمة لندن، وكانت سناء بن لادن وزوجها زهير هاشم من بين الضحايا وفقا لما ذكرته "إن بي سي نيوز"، وتظهر حاليا صورة لسناء بن لادن وهي تجلس داخل طائرة ولكن لا يعرف أي طائرة كانت أو متى التقطت هذه الصورة.

ويعتقد أن سناء لقيت حتفها مع الطيار الأردني مازن أبو الدجا عندما تجاوزت طائرتهم "Embraer Phenom 300 jet" المدرج في مطار بلاكبوش ظهر الجمعة، وتعرف سناء بين السعوديين بلقب "أم الأيتام" وهي علامة تشير إلى مدى مكانتها في المجتمعات العربية، وتعرف سناء بإحسانها الكبير في دعم دور رعاية الأيتام في السعودية، وهي شقيقة رجل الأعمال الشهير سعد بن لادن، وتعيش سناء في شقة متواضعة بالرغم من ثرائها وليس لديها مساعدة في المنزل.

وكانت الطائرة مملوكة لشركة "سالم للطيران" ومقرها في جدة وتسيطر عليها عائلة أسامة بن لادن، ودمرت الطائرة بالكامل بعد أن تجاوزت المدرج أثناء محاولتها الهبوط في مطار بلاكبوش على حدود هامشر - سري، وذكرت عائلة الطيار أنها صدمت من خبر وفاته وأن العائلة قررت دفنه في البقيع في المملكة العربية السعودية وفقا لبيان صادر عن شقيقه السبت، وجاء في البيان "لن يتم إحضار الجثة إلى الأردن وسوف تدفن جثته في السعودية وفقا لرغبة العائلة"، ولم يعلن وقت جنازة الطيار الفقيد وسيحضر للجنازة والده ووالدته.

ويعتقد أن محمد بن عوض بن لادن والد أسامة بن لادن لديه حوالي 24 زوجة و54 من الأبناء، حيث يسمح القانون السعودية بالزواج من أربعة زوجات بحد أقصى إلا أن محمد بن لادن لديه الكثير من المطلقات، ومن بين الزوجات رجاء هاشم، أما ابنتها سناء فهي أخت غير شقيقة لأسامة بن لادن وزوجها هو زهير هاشم، ومحمد بن لادن في الأصل من اليمن لكنه انتقل إلى السعودية في الثلاثينات، وأصبح مقاول بناء للعائلة المالكة السعودية، وبسبب عمله الجيد أقام شركته مقاولات وكانت مفضلة لدى الكثيرين في مشاريع البناء في المملكة السعودية، وأصبحت الشركة أفضل عندما غمرت البلاد بأموال النفط.

تزوج محمد بن لادن من حميدة علياء غانوم من 1950 إلى 1957 ومنها أنجب أسامة بن لادن وهو نجلها الوحيد، ونشأ أسامة في منزل الأسرة الثري في جدة، لكنه عاش حياة مختلفة كزعيم لتنظيم "القاعدة" المتشدد، وبعد تدبير عدة مؤامرات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الهجوم على موقف سيارات مركز التجارة العالمي، أصبح أسامة بن لادن من أكثر الرجال المطلوبين في العالم عام 2001 خصوصًا بعد اصطدام طائرتين في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ما أسفر عن مقتل أكثر من 5000 شخص.

وتوارى بن لادن بعدها عن الأنظار ويقال أنه كان يعيش في المنطقة الجبلية القبلية في باكستان إلى أن أكتشف أنه يعيش في مجمع أبوت أباد، وتم قتله من قبل فريق من قوات البحرية الأميركية خلال غارة على المجمع في أيار/مايو 2011.

وفي أعقاب حادث تحطم طائرة الجمعة، هرعت خدمات الطوارئ إلى موقع الحاث بعد فترة وجيزة حيث تحطمت الطائرة عندما اصطدمت بموقف للسيارات مرتبط بمزاد للسيارات البريطانية، بينما أعربت السفارة السعودية في لندن عن تعازيهم لعائلة بن لادن لخسارتهم في الحادث، وكانت الطائرة تحلق إلى هامشير من ميلان، حيث يعتقد أن عائلة بن لادن لديهم مصالح في شمال إيطاليا، ولم يتم التعامل مع الحادث باعتباره أمر متعلق بالتطرف.

ووفقًا لشركة "AvGen Limited" التي تتولى مراقبة الرحلات القادمة والمغادرة من مطار هيثرو، فقد توجهت معداتهم الخاصة لمساعدة الطائرة المنكوبة لدى اقترابها من مطار بلاكبوش، وتشير البيانات الخاصة إلى أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 1250 قدم عن اقترابها من المطار ثم صعدت بسرعة 500 قدم، وعندما قاد الطيار الطائرة على المدرج بدأ يفقد الارتفاع بمعدل 3000 قدم في الدقيقة في اللحظات التي سبقت تحطم الطائرة.

ويذكر أن محمد بن لادن لديه عدد من الطائرات المسجلة بما فيها الطائرة التي تحطمت في الحادث، وتأخذ طائراته رقم HZ-IBN، لكنه توفي في تصادم أخر عام 1967 إلا أن عائلته أبقت على بيانات التسجيل، وتنتمي الطائرة إلى شركة "سالم للطيران" على اسم الأخ الأكبر لابن لادن الذي توفى في حادث تصادم عام 1988 عندما اصطدم بخطوط الكهرباء في سان أنطونيو في تكساس، وأوضح مصدر مقرب من السلطات السعودية أن المسؤولين السعوديين على اتصال بأعضاء عائلة بن لادن، وهم على بينة بالتقارير ويقومون بعمليات التفتيش مع أفراد العائلة للحصول على مزيد من المعلومات.

وذكر متحدث باسم مطار بلاكبوش "تحطمت طائرة وقتل أربعة أشخاص على متنها بالقرب من نهاية المدرج في الساعة 3.09 مساء أثناء محاولة الهبوط"، وحضر المشهد قوات الحرائق والإنقاذ في المطار وكذلك وحدات الإسعاف والشرطة في هامشير، حيث تسيطر خدمات الطوارئ حاليا على الساحة.

وغردت خدمة إسعاف جنوب الساحل الشرقي قائلة "لديهم تقارير عن 4 إصابات بعد حادث تصادم بالقرب من فارنبرة"، ويعتقد أن الطائرة ملك لمواطن سعودي، واستطاع جميع الموظفين والعملاء في موقع مزاد السيارات البريطاني الفرار سالمين.

وأعلن القائم بأعمال شرطة هامشير "نؤكد وجود أربعة أشخاص على متن الطائرة بما فيهم الطيار، وللأسف ليس هناك ناجين ولم يصب أحد على الأرض، ونحث أي شخص لديه معلومات أو مقاطع فيديو أو صور الاتصال بـ101".

وفى بيان ذكر متحدث باسم المطار "يؤكد مطار بلاكبوش تحطم طائرة على متنها أربعة أشخاص بالقرب من نهاية المدرج في الساعة 3.09 مساء أثناء محاولة الهبوط ، وحضرت قوات الإطفاء والإنقاذ في دقائق تليها وحدات الشرطة والإسعاف ، وحاليا تسيطر خدمات الطوارئ على الساحة".

وأشار روبرت بليشر أحد محبي الطيران المحلي، إلى أنه كان يقود سيارته متجها إلى منزله عندما رأى سحابة من الدخان الأسود في موقع الحادث، مضيفا "كنت أمر على المطار في طريقي للمنزل وكان هناك أعمدة كبيرة من الدخان في الهواء، وأغلقت خدمة الطوارئ الطريق خلفي، كنت أرى سحابة من الدخان تلوح على بعد خمسة أميال، وكنت أتمنى أن يكون حادث سيارة بدلا من حادث طائرة، ويبدو أن الطائرة كانت تهبط ولم تتوقف".

وأضاف بليشر "وفي نهاية المدرج هناك موقف للسيارات حيث كان المطار يستخدم لمزادات السيارات واتجهت الطائرة المنكوبة إلى هناك، أتوقع أن الدخان الكثيف كان نتيجة احتراق بعض السيارات، وقال السكان المحليون أن الطائرة مسجلة في المملكة العربية السعودية ، فالطائرة زائر منتظم للمطار لبضعة أشهر".

وبيّن أنرو توماس الذي كان يدفع ثمن سيارة اشتراها وقت الحادث، أن الطائرة قد انفجرت، مضيفا لـ"بي بي سي"، "لقد رأيت الحادث ورأيت الطائرة والسيارات وتشتعل فيهما النيران، حيث اصطدمت الطائرة بالسيارات وانفجرت إثر ذلك".

وذكر أحد السكان المحليين "لقد كنت في الميدان وسمعت الطائرة قادمة سريعا جدا من خلفي، كانت المحركات تصرخ أكثر مما ينبغي وكانت الطائرة تحاول الهبوط، أنا طيار طائرة شراعية وأعتقد أن الطائرة كانت منخفضة جدا على الأرض، وقال اثنين من الناس أنهم يعتقدوا أن الطائرة انحرفت تفاديا لطائرة أخرى لكني لم أشاهد ذلك بنفسي ولا أستطيع أن أؤكده، وبعدها رأيت سحابة كبيرة من الدخان الأسود تتصاعد".

وعلم جو راموس بالحادث من قبل نجله الذي حكا له كيف تحطمت الطائرة في موقف للسيارات في موقع للمزادات، وقال السيد راموس الذي يعمل بالقرب من موقع الحادث "كان هناك صوتا مدويا وجرى ابني إلى قاعة المزاد ووجد الصرافون يقولون أن هناك طائرة انفجرت، وذهبنا لنرى الحادث ووجدنا الطائرة تخطت سور المطار، واصطدمت بالسيارات وتحطمت، وكان هناك حوالي 6 أو 10 سيارات إطفاء وإسعاف في الموقع وتم إجلاء الجميع من المكان، ولم نعد قادرين على رؤية الطائرة".

وزاد "النيران تناثرت على السيارات المحيطة، وبدأ الحريق في الجزء الأمامي من الطائرة ثم امتدت إلى الجزء الخلفي منها وانتشرت النيران بعد ذلك إلى السيارات المتوقفة، وتغطى المكان بسحابة كثيفة من الدخان الأسود وتحاول قوات الإطفاء التعامل مع الأمر "، وبدأت الهيئة العامة للطيران المدني والحوادث الجوية التحقيق في الحادث، وتم إغلاق طريق "A30" من الاتجاهين بسبب الحادث.