غزة – محمد حبيب
ذكرت مصادر عبرية ان مسؤولين أوروبيين سابقين، سيرسلون الأربعاء كتابًا إلى قادة دول الاتحاد الأوروبي يدعونهم فيه لتبني موقف جديد وعدائي فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية على موقعها الالكتروني، انه جاء في الكتاب الذي وصلها نسخة منه، "أنهم مقتنعون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يعتزم البدء بمفاوضات جدية مع الفلسطينيين، وعليه فهم يقترحون توسيع نطاق وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية".
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة المسؤولين الأوروبيين تشمل رؤساء حكومات ووزراء "خارجية" سابقين، ودبلوماسيين سابقين في دول الاتحاد.
وبيّنت أن هؤلاء المسؤولين هاجموا بصورة غير مسبوقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وجاء في الكتاب "أن اختيار نتنياهو مجددا لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل يتطلب اتخاذ خطوات سريعة من الاتحاد الأوروبي، من اجل اتخاذ موقف واضح وفاعل فيما يتعلق بمسألة فلسطين".
وأفادت "يديعوت" بان الكتاب تم توجيهه إلى مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، وجميع وزراء "خارجية" دول الاتحاد الأوروبي، وسوف يتم إرسال نسخة منه إلى وزير "الخارجية" الأميركي جون كيري.
وحذّر المسؤولون الأوروبيون في كتابهم من أن الوضع في المنطقة سوف يصبح خطيرًا جدا، وان امن إسرائيل على المدى البعيد معرض للخطر، وكذلك سمعتها الدولية، واقترح المسؤولون على القادة الأوروبيين ضرورة أن تقرر أوروبا سلم أولوياتها، وعليها أن تجد الطريق التي تجبر إسرائيل على دفع ثمن استمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية.
ودعا المسؤولون أوروبا إلى أن تحتل دورا اكبر في العملية السلمية بسبب فشل الولايات المتحدة في العقود الأخيرة في إدارتها للمفاوضات بين الأطراف، داعين لاتخاذ دول الاتحاد مبادرة سياسية ترتكز على المبادرة العربية.
واقترحوا أن تتخذ دول الاتحاد إجراءات عقابية، في حال استمرار الجمود في الوضع السياسي داعين إلى تفحص العلاقات الأوروبية مع الفلسطينيين والإسرائيليين بين الحين والآخر بناء على استعداد كل طرف منهم للتقدم بالعملية السلمية، وبناء على جهودهم للتقدم في هذا المجال.
وطالب القادة الأوروبيين بدعم الفلسطينيين في توجههم للاشتراك في المؤسسات والمنظمات الدولية وكذلك توسيع وسم منتجات المستوطنات، إضافة إلى مطالبتهم التصرف بحزم أكبر مع إسرائيل، وتوسيع حملة وضع علامات على منتجات المستوطنات، بسبب عدم جدية إسرائيل في العودة لطاولة المفاوضات وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وهاجم السياسيون الموقعون على الرسالة، وهم من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأعربوا عن قلقهم اتجاه تشكيله حكومة جديدة مؤكدين أن "انتخاب نتنياهو مرة أخرى وتشكيله حكومة جديدة يتطلب اتخاذ خطوات أخرى من قبل الاتحاد الأوروبي، من أجل خلق سياسة جديدة وواضحة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
ووقع على الرسالة رؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين لدول مركزية في الاتحاد الأوروبي، وزير خارجية إسبانيا السابق، ميغيل موتينيز، رئيس الحكومة الهولندية السابق، أندريس فان آخت، وزير خارجية فرنسا السابق هوبيرت فادرين، قائد حلف الناتو السابق خافيير سولانا، رئيس حكومة ايرلندا السابق جون بروتون وآخرين. وبالرغم من أن كل الموقعين قد أنهوا عملهم في الاتحاد الأوروبي أو في دولهم، لكنهم لا يزالون يملكون تأثيرًا قويًا على المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى قوة تأثير توجه هذه المجموعة على الرأي العام.
وانتقد السياسيون في رسالتهم تصريحات نتنياهو خلال الحملة الانتخابية بما يخص القضية الفلسطينية وعدم نيته إيقاف الاستيطان، وأنهم واثقون بعدم نية نتنياهو اتخاذ خطوات جدية تهدف إلى حل الصراع مع الفلسطينيين، وكذلك ليست لديه النية للعودة لطاولة المفاوضات والدفع نحو تحقيق حل الدولتين.
وأكد الموقّعون في رسالتهم أن سياسة إسرائيل الحالية تدفع المنطقة إلى صراع غير محمود العواقب، إضافة إلى أن إسرائيل نفسها سيصبح مهددًا على المدى البعيد إذا ما استمرت بتعنتها وعدم الدفع نحو عملية سلام تضمن الهدوء والاستقرار في المنطقة.
وتضمنت الرسالة اقتراحات محددة لخطوات على الاتحاد الأوروبي اتخاذها في حال أصرت إسرائيل على إبقاء الوضع القائم، أولها دعم جميع وزراء خارجية الاتحاد لمشروع قرار يقدم في الأمم المتحدة ويعتبر فلسطين دولة على المستوى السياسي مثلها مثل إسرائيل. وتحديد فترة زمنية لمفاوضات بين الطرفين تنتهي باتفاق إطار حول الخطوات التي عليهم اتخاذها لتحقيق عملية السلام.
وأوصى السياسيون أن يتخذ الاتحاد الأوروبي زمام المبادرة لإدارة عملية السلام والإشراف على المفاوضات، بعد أن "فشلت الولايات المتحدة طوال عقود في التقدم في هذا الملف الذي كانت تديره وحدها".
أرسل تعليقك