في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي، إلى أن شعبية حزب إسرائيل بيتنا تتدهور (من 13 مقعدا يحتلها اليوم إلى 5-6 مقاعد)، أعلن رئيس وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنه سيضع شرطًا لدخول أي حكومة مقبلة، هو أن يتولى حقيبة وزارة الدفاع. و توجه ليبرمان إلى اليهود الروس في إسرائيل بالدعوة إلى التصويت له، باعتباره "الوحيد المدافع عن كرامتهم وحقوقكهم والوحيد الذي يتصدى للتمييز العنصري المنتهج ضدهم".
جاء ذلك، في محاولة من ليبرمان لفرض وجوده على الأجندة الانتخابية الإسرائيلية، التي ما زالت مشغولة بالخطاب الذي ينوي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلقاءه في الثالث من الشهر المقبل في جلسة مشتركة في مجلسي النواب والشيوخ (الكونغرس) في أميركا.
وأتضح أنَّ نتنياهو رتب هذه الزيارة من وراء ظهر البيت الأبيض، وأنه قصد التركيز في خطابه على خطر التوصل إلى اتفاق بين الدول العظمى وإيران على وقف مشروعها النووي.
على إثرها، تدهورت العلاقات بين نتنياهو والبيت الأبيض، وباتت تهدد بأزمة يصعب التغلب عليها.
وأكّدت مصادر مطلعة، إنَّ قرار نائب الرئيس جو بايدن، عدم حضور الجلسة، يعتبر ضربة في الصميم من الرئيس باراك أوباما باتجاه نتنياهو.
وكشفت المصادر، أنَّه حتى المنظمات اليهودية الأميركية المتحيزة بشكل شبه أعمى لإسرائيل، وعلى رأسها "آيباك"، تنصلت من زيارة نتنياهو المثيرة للجدل.
وأبلغت الإدارة الأميركية أنَّ لا علاقة لها بترتيب الزيارة، وذكر موقع "واللا" الإخباري في تل أبيب، أمس الاحد، أنَّه "علم من مسؤول في البيت الأبيض أنَّ "آيباك" أوضحت إلى الإدارة الأميركية أنَّها لا علاقة لها بخطوة نتنياهو ولم تبلغ بها مسبقا".
وأوضح المسؤول، أنَّ "اللوبي الإسرائيلي في أميركا معني بالحفاظ على علاقاته الوثيقة مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري فيها.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي آخر قوله: "لا أذكر وضعًا مشابها حصل في الماضي، فمعظم التنظيمات اليهودية في أميركا تتحفظ من خطوة رئيس الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف، أنَّ بايدن تعمد مصافحة رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ، المنافس الأول لنتنياهو في الانتخابات، خلال لقاء بينهما على هامش مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنَّ الهدف تأكيد حقيقة أنَّ هرتسوغ التقى مع قادة العالم ويعتبر مقبولًا على القيادة الدولية.
ولكن اليمين الإسرائيلي هاجمه واعتبر تصرفه غير مسؤول، واعتبره الليكود "تجاوزًا غير مسؤول للخطوط الحمر".
ففي الوقت الذي يسعى فيه رئيس الحكومة إلى منع اتفاق خطير بين القوى العظمى وإيران، يختار رئيس المعارضة إضعاف موقف إسرائيل على الحلبة الدولية.
وجاء ذلك، على الرغم من أن هرتسوغ ذكر في خطابه من على منصة المؤتمر كلمات مشابهة لما يقوله نتنياهو في الموضوع الإيراني، وأوضح أنَّه في كل ما يتعلق بالطموح النووي للجمهورية الإسلامية، لا يوجد في إسرائيل ائتلاف ومعارضة.
وصرحت المصادر، بأنَّ "الإدارة الأميركية تفهم جيدًا أنَّ تدخلها في الانتخابات الإسرائيلية يمكنه أن يدعم نتنياهو، فجاء التوجه العام للإدارة بالجلوس على الحياد وعدم القيام بأي عمل وعدم الانجرار وراء استفزازات رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وبينّت المصادر، إنَّ التخوف من تعزز قوة نتنياهو يرهب المسؤولين الأميركيين إلى حد أنه لا يؤثر على تعاملهم مع الانتخابات الإسرائيلية فحسب، وإنما على سياستهم الخارجية.
وأفضل مثل على ذلك الضغط الذي مارسه جون كيري على الفرنسيين والأوروبيين، كي لا يقدموا مشروع قرار في موضوع إقامة الدولة الفلسطينية إلى مجلس الأمن.
وكان سياسيون إسرائيليون توقعوا في اليومين الأخيرين، أنَّ نتنياهو يلغي زيارته إلى واشنطن تجنبا لتأجيج الأزمة مع البيت الأبيض، ورجح العديد منهم أن يجد نتنياهو طريقًا ما للخروج من هذا المأزق من خلال إلغاء الزيارة، لا سيما بعد إعلان نائب الرئيس جو بايدن مقاطعته لخطابه.
أرسل تعليقك